الرئيسية > اخبار وتقارير > موقع بريطاني: إيران تشرعن "ثورتها" عبر دعم المليشيات

موقع بريطاني: إيران تشرعن "ثورتها" عبر دعم المليشيات

اعتبر موقع ميدل إيست إي البريطاني أن السبب الرئيس الذي يقف وراء دعم إيران للمليشيات الشيعية، هو الإبقاء على نظامها الثيوقراطي، وأيضاً لتصدير ثورتها إلى الخارج؛ من خلال شعاراتها التي ترفعها منذ ثورة الخميني عام 1979.

إيران، وفي أعقاب اندلاع ثورات الربيع العربي عام 2011، وضعت كل إمكاناتها المادية في خدمة مليشيات شيعية، بعضها تم إنشاؤه عقب الثورات، وبعضها أصلاً كان موجوداً.

وفي مراجعة لبعض تصريحات القادة الإيرانيين، نجد أن اللواء محمد باقري، القائد العام للقوات المسلحة الإيرانية، ذكر بشكل واضح وصريح، خلال ذكرى الحرب الإيرانية العراقية، أن بلاده تسيطر على أربع عواصم عربية؛ هي بغداد ودمشق وبيروت وصنعاء، في حين عبر وزير خارجية إيران جواد ظريف، في مقالة له بصحيفة نيويورك تايمز، عن تأكيده أن "السعودية الوهابية هي العدو الأول لبلاده".

إيران التي بدأت خططها في العراق ومن ثم في سوريا، باتت اليوم تسيطر على أهم عاصمتين عربيتين؛ هما بغداد ودمشق، اللتان تمثلان رمزاً للخلافة الإسلامية السنية، فبعد تدخلها بالعراق وجدت إيران في الأحداث بسوريا فرصتها للتغلغل هناك، وأيضاً لا يمكن إغفال الجانب الطائفي في تفسير التدخل الإيراني بسوريا.

"حزب الله" الذي يعد الذراع الإيرانية في لبنان، تلقى أمراً فورياً من قبل المرشد الإيراني علي خامنئي للتدخل بسوريا، بعد أن بقي الحزب مدة من الزمن غير متحمس للتدخل هناك، في وقت سارعت المليشيات الشيعية العراقية التي أنشأتها إيران إلى التدخل بسوريا والوقوف إلى جانب النظام السوري.

وعلى الرغم من أن بعض المليشيات الشيعية العراقية تدين بالولاء للمرجع الشيعي علي السيستاني فإن القوة الضاربة لتلك المليشيات تبقى إيرانية، وتتلقى هذه المليشيات دعماً مالياً ولوجستياً كبيراً يفوق المليشيات الأخرى.

ترى إيران أن حربها مع العراق كانت عاملاً مفصلياً في اعتماد طهران على المليشيات، فظهرت "الباسيج" في إيران قبل أن تبدأ عمليات تشكيل مليشيات عراقية بإيران لاستخدامها وقت الحاجة، وسد أي فراغ أمني في أي منطقة تشهد نزاعاً، وهو ما سهل لها الدخول إلى العراق عقب الاحتلال الأمريكي عام 2003.

وقد كان للحرس الثوري الإيراني، ومنذ إنشائه عقب ثورة 1979، دور كبير في السياسة الخارجية الإيرانية، فهم بالإضافة إلى دورهم في حرب العراق، كان لهم دور كبير في العديد من دول المنطقة التي لا تتفق مع إيران.

وشكل الحرس الثوري الإيراني قوة اقتصادية وسياسية وأيديولوجية، وهو اليوم يدير ويصرف المليارات على المليشيات الشيعية المنتشرة في المنطقة.

وبحسب الموقع البريطاني، فإن إيران أنفقت على المليشيات مليارات الدولارات، حيث تشير لائحة توزيع الأموال الإيرانية إلى أنه بلغ مجمل ما أنفق على "حزب الله"، منذ 1980 إلى 2010، نحو 100 مليون دولار إلى 200 مليون دولار سنوياً، قبل أن ينخفض هذا الرقم عقب التدهور الاقتصادي في إيران إلى 50 مليون دولار سنوياً.

وفي العراق بلغ حجم الإنفاق الإيراني منذ الغزو الأمريكي عام 2003، نحو 10- 35 مليون دولار أمريكي سنوياً، ووصل الذروة عام 2009 حيث بلغت الأموال الإيرانية التي تدفقت على تلك المليشيات نحو 200 مليون دولار.

أما حجم الأموال الإيرانية التي أرسلت إلى الحوثيين في اليمن فبلغت ما بين 10- 25 مليون دولار سنوياً منذ العام 2010.

وفي سوريا بلغ حجم الإنفاق الإيراني لدعم نظام بشار الأسد نحو 15- 25 مليار دولار أمريكي خلال السنوات الخمس من عمر الصراع في سوريا.

إيران، ومن خلال هذه المليشيات تسعى إلى رسم خريطة جديدة للمنطقة ولسيطرتها ونفوذها، كما أنها تعمل على إذكاء روح الحماسة والثورة لدى الشعب الإيراني حتى تبقى شرعية النظام الحاكم قائمة.