عصفت الخلافات بالانقلابيين في صنعاء مجدداً، إثر عودة الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح لمطالبة الحوثيين بإلغاء اللجان الثورية والإعلان الدستوري الصادر عن الانقلابيين.
وقالت مصادر وثيقة الصلة في صنعاء لـ24 "إن صالح اتفق مع الحوثيين على حل اللجان الثورية والإعلان الدستوري، والاعتماد على السلطات القائمة إبان نظامه بما فيها مجلس النواب المنتهية صلاحيته منذ عام 2009".
يذكر أن الحوثيين عقب احتلالهم صنعاء أصدروا ما يسمى بـ"الإعلان الدستوري" الذي حل مجلس النواب اليمني، وشكلوا ما يسمى بـ"اللجان الثورية"، التي أعلنت تشكيل مجلس وطني انتقالي يحل محل مجلس النواب، ويحق لأعضاء المجلس المنحل الانضمام إليه، الأمر الذي عده صالح انتقاصاً من دوره.
وقال صالح عقب "الإعلان الدستوري للحوثيين" إن إعلانهم غير دستوري، وإنهم يجب أن يتفقوا مع حزب المؤتمر الشعبي العام وحلفاء حزب صالح.
تبادل الاتهامات
وقالت المصادر لـ24 "إن صالح قدم اعتراضاً على حل مجلس النواب، إلا أن الحوثيين أعلنوا استعدادهم لإلغاء الإعلان الدستوري، قبل أن تسهم ضغوط صالح في تجميده".
وأوضحت مصادر وثيقة الصلة لـ24 أن "صالح طالب الحوثيين بالتوقف عن مغامراتهم غير محسوبة النتائج، وهو ما عده الحوثيون تهديداً لهم".
وعاد الحوثيون إلى تفعيل الاعلان الدستوري وإقصاء الموالين لصالح، خصوصاً عقب فشل البرلمان الانقلابي في تأمين النصاب لجلسته التي عقدت منتصف أغسطس (آب) الماضي.
ويحاول صالح تصدر المشهد السياسي، حيث يحاول تصدير نفسه أنه صاحب الفضل بالانقلاب على الشرعية، في حين تؤكد مصادر عسكرية في صنعاء أن قوات الحرس الجمهوري التابعة لصالح دمرت بشكل كامل.
وقال مصدر عسكري لـ24 "إن عناصر في ميليشيات الحوثي تقوم بالإشراف على قيادات عسكرية كبيرة في الحرس الجمهوري".
وأكدت المصادر ان "قيادة المعركة في تعز يرأسها عنصر حوثي دون الثلاثينات من عمره، في حين تتواجد في قوات صالح قيادات عسكرية رفيعة بعضهم برتبة عميد".
صالح يبحث عن مخرج
وذكرت مصادر سياسية رفيعة في صنعاء أن صالح يبحث عن مخرج للحرب، وأنه مستعد لتقديم تنازلات تحفظ ماء الوجه، لكنها قللت في الوقت نفسه من إمكانية أن يذهب صالح منفرداً في البحث عن تسوية سياسة مع الحكومة الشرعية.
وخاطب صالح في أكثر من مرة السعودية بأنه مستعد للحوار معها، لكن الرياض وفقاً للمصادر لم تعره أي اهتمام، لأنه لم يعد يمتلك أي قوة على الأرض بعد الفتك بقواته وتدمير ترسانتها العسكرية الضخمة.
ووفقاً للمصادر، لا يستطيع الحوثيون الذهاب في تسوية سياسية، لأن الأمر ليس بيدهم بل بيد طهران الداعم الرئيس لانقلابهم على الشرعية.
وبين الذهاب نحو حل سياسي للأزمة في اليمن تظل جهود الأمم المتحدة تراوح الفشل، جراء استمرار المماطلة من قبل الانقلابيين، الأمر الذي يفتح الباب أم الحسم العسكري لإنهاء الانقلاب وعودة الحكومة الشرعية إلى صنعاء.
مصادر: الخلافات تعصف بالانقلابيين في اليمن
(مندب برس - 24)