الرئيسية > اخبار وتقارير > الصحافيون اليمنيون يقعون فريسة الحرب المجنونة ويسقطون ضحايا منسيّون

الصحافيون اليمنيون يقعون فريسة الحرب المجنونة ويسقطون ضحايا منسيّون

 ذكرت العديد من المصادر الحقوقية أن الصحافيين اليمنيين وقعوا فريسة للحرب الراهنة في اليمن، وأصبحوا ضحاياها المنسيون، حيث فقدوا كل شيء إلا أقلامهم وعدسات كاميراتهم.
وأوضحت لـ»القدس العربي» أن العديد من الصحافيين اليمنيين دفعوا حياتهم ثمنا لمهنة البحث عن الحقيقة، وبعضهم فقدوا حريتهم منذ أكثر من عام ونصف من هذه الحرب الشعواء، في حين أضاع الكثير ممن تبقى من الصحافيين حقوقهم ومصالحهم وشردوا في كل حدب وصوب، داخليا وخارجيا. 
وأكدت هذه المصادر ان الصحافيين اليمنيين، كانوا من أوائل الضحايا لهذه الحرب المجنونة، التي قضت على كل شيء جميل في حياة الصحافيين، وقضّت مضاجعهم ودمّرت حياتهم وحياة أسرهم وأفقدتهم مصادر دخلهم الذي يقتاتون منه وينفقون من خلاله على أسرهم وأطفالهم.
وقالت لـ»القدس العربي» «لقي 8 صحافيين يمنيين مصرعهم، منذ بداية العام الجاري وحتى نهاية آب/أغسطس الماضي، 5 منهم قتلوا على يد ميليشيا جماعة الحوثي ومقاتلي حزب صالح، والثلاثة الباقون قتلوا على يد قوات التحالف العربي، في حين وصل عدد القتلى من الصحافيين منذ بداية العام الماضي وحتى الآن 17 صحافيا وإعلاميا، من مختلف الأطراف اليمنية».
وأوضحت أنه «بالإضافة إلى هذا العدد الكبير من الصحافيين الذي قضوا خلال هذه الحرب، والذي يعد العدد الأكبر في تاريخ الصحافة اليمنية، ما زال هناك العشرات من الصحافيين والمدونين والنشطاء الإعلاميين يرزحون خلف القضبان التابعة لميليشيا الحوثي، 14 صحافيا منهم على الأقل معتقلون منذ أكثر من سنة ونصف في معتقلات الحوثيين، وأحدهم اعتقلته عناصر القاعدة في حضرموت وما زال مصيره مجهول حتى اللحظة».
وأعلنت نقابة الصحافيين اليمنيين أنها رصدت نحو 100 حالة انتهاك ضد الحريات الصحافية في اليمن منذ مطلع العام 2016 حتى نهاية حزيران/يونيو الماضي، طالت صحافيين ومصورين ووسائل إعلامية وصحافية. 
وذكرت النقابة في تقرير نصف سنوي نشرته الأسبوع المنصرم عن وضع الحريات الصحافية في اليمن إنها «رصدت 6 حالات قتل و10 حالات شروع في القتل و11 حالة تعذيب و 7 حالات إيقاف مستحقات وإيقاف عن العمل وفصل ومنع من الزيارة وحالتي مصادرة لمقتنيات صحافي وأعداد صحيفة، وحالتي محاكمات».
وأضاف بيان النقابة انها «وثقت 24 حالة اختطاف واحتجاز وملاحقة وإخفاء و13 حالة تهديد وتحريض ضد الصحافيين و12 حالة اعتداء على صحافيين ومقار إعلامية وممتلكات خاصة و13 حالة حجب لمواقع الكترونية محلية وخارجية». 
وقال التقرير إن»جماعة الحوثي وصالح تورطت بـ 65 حالة انتهاك بنسبة 65% من إجمالي الانتهاكات فيما ارتكب مسلحون مجهولون 15 حالة انتهاك بنسبة 15 %، وجهات حكومية وأمنية تتبع الحكومة الشرعية ارتكبت 7 حالات بنسبة 7% «.
وأكد التقرير النقابي ارتكاب 6 حالات انتهاكات ضد الصحافيين من قبل مسلحين ينتمون لجماعة السلفيين في مدينة تعز بنسبة 6%، فيما ارتكبت قوات التحالف العربي 5 حالات بنسبة 5%، وارتكب مسلحون يتبعون الحراك الجنوبي المسلح حالة واحدة بنسبة 1% وعناصر من تنظيم القاعد بحضرموت حالة واحدة بنسبة 1%. 
وأوضحت النقابة في بيانها ان حالات القتل الـ6 التي رصدتها حتى نهاية شهر حزيران (يونيو) الماضي «طالت صحافيين ومصورين، تورط فيها مناصفة التحالف العربي وجماعة الحوثي بـ3 حالات ارتكبها كل طرف على حدة، فيما تم  تسجيل11 حالة تعذيب طالت صحافيين تورطت فيها جماعة الحوثي».
وعبرت النقابة اليمنية للصحافيين «عن قلقها المتزايد لاستمرار الحرب الشرسة ضد حرية التعبير في اليمن، وأن هذه الجرائم لا تسقط بالتقادم ولابد أن يخضع مرتكبوها للعقاب».
وطالبت بإطلاق كافة الصحافيين المعتقلين لدى جماعة الحوثي وتنظيم القاعدة كما دعت كل أطراف الصراع بعدم الزج بالصحافيين في الصراعات السياسية.
وفي حين لم تذكر نقابة الصحافيين اليمنيين في بيانها أي إشارة لعملية توثيق مئات الحالات من النزوح واللجوء والتشرد للصحافيين اليمنيين داخليا وخارجيا بسبب الحرب واستهداف الصحافيين بشكل واضح من قبل ميليشيا الحوثي ومسلحي الرئيس السابق علي صالح، ربما لكثرة هذه الحالات وصعوبة الوصول إلى أصحابها، الذين تشردوا عبر النزوح إلى مناطق آمنة داخل الأراضي اليمنية أو عبر اللجوء إلى دول خارجية والتي توفر فيها الأمان لكن لم تتوفر فيها فرص العمل والعيش الكريم.
وذكرت المصادر الحقوقية لـ»القدس العربي» أن الغالبية العظمى من الصحافيين اليمنيين الذين كانوا يقيمون في العاصمة صنعاء اضطروا إلى مغادرتها منذ بداية الحرب، مطلع العام الماضي، مع قيام ميليشيا الحوثي بحملات مداهمات واعتقالات واسعة وعشوائية ضد الصحافيين في العاصمة صنعاء والمدن التي سيطروا عليها.
وأوضحت أن المئات من الصحافيين اليمنيين نزحوا إلى مناطق آمنة داخل اليمن، فيما اضطر عشرات غيرهم اللجوء إلى دول خارجية، والتي يعيشون فيها ظروفا صعبة وقاسية للغاية، لعدم حصولهم على فرص للعمل أو مصادر للدخل لتغطية نفقات معيشتهم.
ورغم ان الصحافيين اليمنيين كانوا في مقدمة الضحايا لهذه الحرب ومعاناتهم كانت شديدة ومؤلمة، غير أن قضيتهم ما زالت منسية ولم يلتفت لها أحد ولم يهتم بها أي طرف، رغم اعتبارهم لاعبين رئيسيين في معركة الحصول على المعلومة وعلى الحقيقة الغائبة بين طلاسم القضية اليمنية.