مولت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي مشروع اعادة تأهيل مبنى اذاعة المكلا في محافظة حضرموت بعد الدمار الذي لحق به على يد تنظيم القاعدة الإرهابي، وذلك في إطار رفد الهيئة للقطاع الإعلامي في اليمن ودعمه بالتجهيزات والاحتياجات اللازمة، فيما أوصلت الهيئة مساعدات إغاثية إلى المحفد الجبلية في أبين.
وقد افتتح محافظ حضرموت اللواء الركن أحمد سعيد بن بريك، ورئيس فريق الإمارات الإغاثي بحضرموت مطر الكتبي، أمس الأربعاء، مقر إذاعة المكلا الجديد الذي موله الهلال الأحمر الإماراتي. وتجول المحافظ والكتبي عقب قص شريط الافتتاح على أقسام الإذاعة المختلفة وتعرّفا إلى تجهيزاتها الجديدة، كما تمت استضافتهما في بث مباشر عبر أثيرها، حيث اعرب المحافظ عن الشكر والتقدير لدولة الإمارات العربية المتحدة وهيئة الهلال الأحمر على تمويل هذا المشروع الحيوي، وإعادة تأهيل المبني الجديد للإذاعة وتجهيزه بالأجهزة الخاصة بالبث والتسجيل، وكل الاحتياجات الأخرى الضامنة لاستمرار الإذاعة في أداء رسالتها الإعلامية السامية عقب تعرضها لحريق قبل عامين.
من جانبه، اكد الكتبي حرص هيئة الهلال الأحمر الإماراتي على إعادة صوت الإذاعة، نظرا لأهمية دورها الكبير الذي تلعبه في توعية وتثقيف المجتمع. وقال إن افتتاح إذاعة المكلا يأتي بعد استكمال إعمال الصيانة وتجهيز المبنى وتوفير كافة احتياجاتها من استوديوهات وأثاث مكتبي وتجهيزات حديثة ومتطورة في مختلف الأجهزة الخاصة بها، مشيرا إلى أنه تم كذلك تسليم الإذاعة سيارة كهدية بمناسبة الافتتاح. وأوضح أن هذا المشروع يأتي ضمن جهود دولة الإمارات ودعمها لمحافظة حضرموت في جميع المجالات خاصة في مجالات تشييد وصيانة وتأهيل البنى التحتية.

يذكر أن إذاعة المكلا تأسست في 28 / 9 /1967، وتوقف البث عقب تعرضها للحرق والنهب يوم سقوط المدينة بيد تنظيم القاعدة في 2 إبريل/نيسان 2015.
من جهة أخرى، وفي إطار جهود الهيئة للوصول إلى المناطق الأشد فقراً نجح فريقها في الوصول إلى مديرية المحفد وقراها النائية التي تعد من أشد المناطق عوزاً وفقراً في محافظة أبين. وتم توزيع مواد غذائية ومياه شرب نقية على أكثر من ثلاثة آلاف حالة من سكان المحفد في محافظة أبين التي تم تطهيرها من عناصر تنظيم القاعدة الإرهابي.
وأعرب سكان تلك المناطق عن شكرهم وتقديرهم لدولة الإمارات العربية المتحدة وقيادتها الحكيمة على ما تقوم به من جهود تجاه أبناء المناطق المحررة. كما أعرب مسؤولون محليون من المحفد وأبين عن تقديرهم للهلال الأحمر الإماراتي وفريق عمله المتواجد على الأرض الذي يبذل جهوداً مقدرة للوصول إلى الفئات الأشد فقراً في المحافظة.
وتعد مديرية المحفد آخر مديرية في محافظة أبين تم تطهيرها من عناصر تنظيم القاعدة، الذي عانت بسببه هذه المديرية وحرمت لسنوات من أبسط الخدمات، وبدت على السكان آثار الحرب والفقر حيث يقيم أغلبهم في أكواخ من الصفيح، إضافة إلى سوء الحالة الصحية للأطفال.
وتفتقر المنطقة وتوابعها إلى أبسط الخدمات، وتعاني نقصاً شديداً في المواد التموينية والإيوائية.
وقال أحد المسنين إنه يعيش في كوخ مع أسرة كبيرة ولا تتوفر لديهم أدنى الخدمات الإعاشية، مشيراً إلى أنهم عانوا وطأة العيش، حيث يسكن بعض الأهالي كهوف الجبال، فيما تجمع بعض الصبية حول غالونات زيت أعيد استخدامها في تخزين المياه، وبدت تأثيرات قسوة الطبيعة على أجسامهم والمنطقة بشكل عام. (وام)