حذرت نخبة من الخبراء العسكريين اليمنيين الحكومة والجيش الوطني اليمني وقيادة التحالف العربي من تداعيات ميدانية كارثية ستترتب عن فرض اي توقف للعمليات العسكرية الراهنة لاتاحة المجال لانعقاد جولة جديدة من المشاورات السياسية بين الحكومة والانقلابيين على غرار ما حدث بالتزامن مع انطلاق مشاورات السلام بالكويت.
واعتبر العميد نصر الدين أحمد السراجي في تصريح ل«الخليج»: أن أي توقف طارئ للعمليات العسكرية القائمة في الجبهات المحورية في اليمن والمتمثلة في «مديرية نهم صرواح بمأرب والجوف وتعز»، سيسهم في استعادة الميليشيات الانقلابية القدرة على إعادة ترتيب وتعزيز صفوفها لخوض عمليات عسكرية تهدف إلى استعادتها المناطق التي فقدت السيطرة عليها بفعل التقدم المضطرد لقوات الجيش الوطني والمقاومة في كافة الجبهات المحتدمة في البلاد.
وأشار إلى أن الحكومة ارتكبت خطأ ترتب عليه تداعيات مؤثرة في الأوضاع الميدانية في جبهات القتال حين بادرت إلى وقف العمليات العسكرية والجنوح إلى التهدئة لإتاحة وتوفير أجواء مواتية لانعقاد مشاورات السلام في الكويت وهو ما استغله الانقلابيون في تعزيز صفوفهم وإحكام سيطرتهم على مواقع ومناطق كانت على وشك التحرير.
من جهته أكد الخبير العسكري العميد متقاعد محمد عبدالكريم مشوره في تصريح ل«الخليج» أن الخطة الأمريكية التي طرحت من قبل وزير الخارجية الأمريكي «جون كيري» يجب أن تلتزم بالمرجعيات الأساسية وان تفرض الالتزام بها من قبل الانقلابيين، منوهاً إلى أهمية عدم وقف العمليات العسكرية القائمة من قبل الجيش الوطني في جبهات القتال المحتدمة، إلا بضمانات مشددة تحول دون استغلال الميليشيا الانقلابية لأي تهدئة محتملة في تكرار سيناريو تعزيز الصفوف ونقل الأسلحة والمعدات لاستعادة السيطرة على المواقع والمناطق التي دحرت منها.
من ناحيته شكك الاكاديمي المتخصص في الشؤون العسكرية العميد قاسم عبد الكريم الرجمي«في تصريح ل»الخليج»من جدوي التعويل على أي تسوية سياسية في إنهاء الانقلاب القائم من قبل الحوثيين والرئيس المخلوع، معتبراً أنه يجب على الحكومة وقيادة قوات التحالف مواصلة المضي قدما في انجاز الحسم العسكري وهو ما بات وشيكا في ظل تقدم قوات الشرعية والمقاومة واقترابها من تحرير اهم الجبهات المتمثلة في «نهم وتعز وصرواح» وبقية المناطق المحدودة التي لا تزال تشهد مناوشات للميليشيات الانقلابية بالجوف.
