واصل مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد مشاوراته في الكويت أمس، مع وفد جماعة الحوثيين وحزب الرئيس السابق علي صالح في سياق المساعي الدولية لإنجاح مفاوضات السلام اليمنية، في وقت تزداد الأوضاع الميدانية تعقيداً لجهة الخروق المستمرة للهدنة وتصاعد المواجهات في جبهات تعز والجوف ومأرب والضالع والبيضاء، إلى جانب تفاقم الوضع الإنساني واستمرار التدهور الاقتصادي جراء انهيار العملة المحلية (الريال).
وأفادت مصادر مطلعة على سير المفاوضات بأن ولد الشيخ عقد أمس اجتماعاً مع وفد الحوثيين وصالح ناقش خلاله عدداً من القضايا الرئيسة التي سيتضمنها الاتفاق الشامل مع وفد الحكومة اليمنية، ومنها تفاصيل وآليات الانسحاب وتسليم السلاح واستئناف الحوار السياسي واستعادة مؤسسات الدولة، والإفراج عن الأسرى والمعتقلين، وموضوع «الضمانات والتطمينات المطلوبة لتطبيق الاتفاقات والتفاهمات في إطار المرجعيات المتفق عليها».
وعلمت «الحياة» من مصادر ديبلوماسية وأعضاء في الوفدين المتفاوضين، أن الأمم المتحدة وسفراء الدول الـ18 يضغطون باتجاه إنجاز اتفاق شامل يتضمن تشكيل لجنة عسكرية عليا من ضباط محايدين تتولى سحب أسلحة المليشيات وتسلم مؤسسات الدولة والإشراف على عملية الانسحاب من المدن كما يتضمن تشكيل حكومة شراكة وطنية ولجنة اقتصادية.
وأكدت المصادر أن اللجنة المشتركة من الوفدين الخاصة بملف الأسرى والمعتقلين واصلت التقدم في نقاش آليات إطلاق الأسرى والمعتقلين الذين تم التوافق على إطلاقهم مع حلول رمضان، وتوقعت المصادر أن يتم اليوم الأحد تسلم لائحة بأسماء نحو ألف أسير ومعتقل من الجانبين بالتزامن مع استمرار النقاش حول بلورة اتفاق نهائي بخصوص هذا الملف.
وتصاعدت المواجهات في جبهات محافظة تعز، وأفادت مصادر المقاومة والجيش بأن القيادي الميداني في المقاومة رباش الأغبري قتل أمس في معارك مع مسلحي الحوثيين وصالح في منطقة المضاربة جنوب مديرية الوازعية.
وأضافت المصادر «أن المعارك بين الطرفين اشتدت في منطقة صبر الموادم جنوب تعز، وفي الجبهتين الشرقية والغربية، في ظل قصف حوثي على الأحياء السكنية أدى إلى سقوط قتلى وجرحى في صفوف المدنيين.
وكشفت مصادر حكومية عن مقتل 14 شخصاً وجرح أكثر من مئة آخرين جراء خروق الحوثيين للهدنة خلال الأسبوع الأخير، وقالت إن خروق المتمردين تجاوزت في الأسبوع نفسه ألف خرق امتدت في سبع محافظات تتصدرها تعز ثم مأرب والجوف. وقالت إن هذه الخروق «شملت قصف الأحياء السكنية ومواقع الجيش بالمدفعية الثقيلة، والصواريخ، والدبابات إضافة إلى الرشاشات المضادة للطائرات وقذائف الهاونات».
وأفادت مصادر محلية وشهود في محافظة عمران (شمال صنعاء) بأن طيران التحالف العربي شن سلسلة غارات كثيفة في الـ24 ساعة الأخيرة على مواقع عسكرية ومخازن أسلحة تابعة للواء «العمالقة» الذي كانت سيطرت عليه مليشيا الحوثيين قبل أسابيع واستولت على آلياته الثقيلة بما فيها منصات إطلاق الصواريخ.
وفي عدن كشفت مصادر أمنية بأن قوات الشرطة أوقفت ثمانية من أبرز المطلوبين من تنظيم «داعش» أحدهم فرنسي الجنسية، أثناء عمليات دهم في الأحياء السكنية في مديرية المنصورة شمال المدينة.
ورداً على عمليات الترحيل القسري لأبناء المحافظات الشمالية من مناطق الجنوب، أصدر الرئيس عبدربه منصور هادي أمس توجيهات خطية إلى محافظي عدن ولحج والضالع قضت بوقف عمليات الترحيل ومعاقبة من يخالف ذلك.
وأفادت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) بأن توجيهات هادي تضمنت «العمل وبصورة عاجلة بالتوقف الكامل لترحيل أي مواطن يمني من المحافظات ووقف التحريض المناطقي ومحاسبة كل من يخالف ذلك وبشكل صارم، والعمل على إصدار هويات شخصية لمن لا يملكونها وبحسب القانون واتخاذ اللازم والرفع السريع بما تم اتخاذه من إجراءات».
وكانت أجهزة الأمن التابعة للسلطات المحلية في عدن ولحج والضالع أقدمت في الأسابيع الأخيرة على ترحيل مئات من أبناء المحافظات الشمالية إلى مناطقهم بعد عمليات اعتقال جماعي تحت مبرر عدم امتلاكهم وثائق تثبت هوياتهم، وهو ما نفاه شهود ومنظمات حقوقية مؤكدين أن عملية الترحيل جاءت على أساس «الفرز المناطقي تنفيذاً لأجندة القوى الجنوبية المتشددة الساعية إلى فصل الجنوب عن الشمال».