هناك مجموعة من النصائح الهامة التي يجب مراعاتها مع المضادات الحيوية، وبعد أن نذكر هذه النصائح، سنختم التقرير بمخاطر إساءة استخدام المضادات الحيوية على مستوى العالم. لنوضح أهمية هذا الأمر.
1- لا تتناول المضادات الحيوية أبدًا، إلا بعد استشارة الطبيب. ويجب عليك أن تعلم أنه في جميع الأنظمة الطبية المتقدمة، فإن الطبيب – والطبيب فقط – هو الشخص المخول بوصف المضادات الحيوية لك، دون غيره من جميع أفراد الفريق الطبي.
2- تناول المضادات الحيوية بالطريقة التي أخبرك بها الطبيب بحذافيرها. الكثير منا لا يكمل جرعة المضادات الحيوية الموصوفة له؛ بمجرد أن يبدأ في الشعور بالتحسن. هناك عليك أن تعلم أنه لا علاقة للتحسن من المرض بالموت التام للبكتيريا؛ ففي كثير من الأحيان عندما تقل أعداد البكتيريا عن حد معين يبدأ الجسم في التحسن، لكن الكمية القليلة المتبقية من البكتيريا يمكنها أن تعود للنشاط والتكاثر مرة أخرى، إذا قطعت عنها المضاد الحيوي، قبل أن تزال تمامًا من جسم الإنسان.
3- الوقت عامل مهم جدًا عند تناول المضادات الحيوية. إذا أخبرك الطبيب بتناول الدواء ثلاث مرات يوميًا، فليس معنى هذا أنك ستتناول ثلاث حبات فقط في أي مواعيد، لكن معناه أن تتناول حبة دواء واحدة كل ثماني ساعات بالضبط. عليك أن تحسب الوقت بمنتهى الدقة؛ لأن الاختلاف في مواعيد تناول الدواء يمكن أن يعطي فرصة للبكتيريا للتكاثر، ومقاومة الدواء.
4- المضادات الحيوية ليست نوعًا واحدًا، وبالتالي لا تفكر في تناول مضاد حيوي بديلًا لمضاد حيوي آخر. الحالة الوحيدة التي يصلح فيها هذا الأمر هي أن يصرف لك الصيدلي عقارًا جنيسًا للعقار المطلوب. وبمعنى آخر: أن يعطيك دواءً يحتوي على نفس المادة الفعالة بنفس الكمية، والتركيز، بدلًا من الدواء المطلوب، ففي هذه الحالة يكون الدواءان متطابقين، لكن مع اختلاف الشركة المنتجة، لا تحاول الحصول على دواء بديل بمادة فعالة مختلفة أبدًا.
5- نزلة البرد أو الإنفلونزا، ليست مرضًا بكتيريًا، لكنه مرض فيروسي، وعليك أن تأخذها قاعدة عامة: أن المضادات الحيوية لا تقتل الفيروسات، ولكن تقتل البكتيريا فقط. وبالتالي، فإياك أن تسارع بتناول مضادات حيوية بمجرد إصابتك بنزلة برد مصحوبة بارتفاع طفيف في درجة الحرارة، أو نزلة إنفلونزا، ولو كانت شديدة. الحالة الوحيدة لتناول المضادات الحيوية عند الإصابة بنزلة البرد أو الإنفلونزا، هي عندما تكون هناك عدوى بكتيرية ثانوية مصاحبة للمرض الأساسي، وهذه الحالة لا يستطيع أن يكتشفها سوى الطبيب.
6- المضادات الحيوية هي مادة قاتلة للبكتيريا، وبالتالي فإن لها درجة سمية على الكائنات الحية. هذا الأمر يعني أن جميع المضادات الحيوية ـ بلا استثناء ـ لها آثار جانبية على جسم الإنسان. بعض هذه الآثار تكون طفيفة ويمكن تحملها بسهولة، والبعض الآخر يكون شديدًا، وربما خطيرًا على الجسم. لا تتردد في سؤال الطبيب عن الآثار الجانبية المحتملة للدواء الذي يكتبه لك، وكيف تتعامل مع كل أثر منها.