تختزل مأساة حي «الأخوة» بتعز، مشهد الخروقات الفادحة التي تقترفها ميليشيات الحوثي والمخلوع علي صالح، وفرضت تداعيات إنسانية إضافية في مدينة تحولت شوارعها وأحياؤها المكتظة إلى ساحات مشتعلة بالمواجهات والعنف.
القصف العشوائي اليومي لحي «الأخوة» الذي يعد الأكثر اكتظاظاً بالسكان بتعز، أسفر عن سقوط العديد من القتلى والجرحى في صفوف المدنيين الذين لم يتمكن معظمهم حتى من النزوح القسري عن الحي المنكوب جراء الحصار الذي يفرضه مسلحو الميلشيا المتمركزون في شارع الستين المحاذي للحي.
وأكد الناشط الحقوقي بتعز ياسر عبدالعزيز المقطري في تصريح ل «الخليج» أن حي «الأخوة» والعديد من الأحياء الشعبية المكتظة تتعرض ومنذ «26» يوماً منذ بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار، لقصف عشوائي يستخدم فيه الانقلابيون صواريخ الكاتيوشا وقذائف «آر بي جي» ورصاص الرشاشات المعدلة، مشيراً إلى أن الكثير من سكان هذه الأحياء قرروا البقاء في منازلهم رغم القصف كخيار يعتقدون أنه الأقل كلفة من النزوح القسري.
وأشار المقطري إلى أن الانقلابيين صعدوا من خروقاتهم بتعز منذ بدء الهدنة، وأن اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوقيع عليه بين الجيش الوطني والمقاومة والانقلابيين لم يصمد حتى ساعات، نتيجة انعدام النوايا لدى الأخيرين بالإسهام في فرض التهدئة.
من جهته اتهم عبدالسلام علي المقشر أحد الوجوه الاجتماعية بحي «الأخوة» بتعز في تصريح ل«الخليج» الحوثيين وقوات صالح بارتكاب جرائم حرب، معتبراً أن قصف أحياء مكتظة بالسكان وبينهم الكثير من النساء والأطفال يمثل جريمة ضد الإنسانية لا تسقط بالتقادم.
وناشد المقشر المنظمات الإنسانية والحقوقية بالعمل على كشف الجرائم التي يرتكبها الانقلابيون بشكل يومي ضد سكان تعز، مشيراً إلى أن تعز تنزغ كل يوم في ظل حالة من الصمت الداخلي والخارجي المخجل.
حي «الأخوة».. مأساة تختزل جرائم الانقلابيين في تعز
(مندب برس-الخليج الاماراتية)