في مرحلة السلم كانت تعز قلب وروح الثورة السلمية، وخلال الحرب المستمرة يسطر رجال مقاومة الحالمة بطولات يومية في جبهات التحرير.
بفضل استبسال وتضحيات رجال المقاومة الشعبية صمدت تعز لأكثر من عام، ويأتي في مقدمة أحرار الحالمة أبطال لواء الحمزة، الذين سطروا بطولات عظيمة منذ إطلاق أول رصاصة في صدر جحافل الإنقلاب.
شارك لواء الحمزة في التصدي لمخطط مليشيات الحوثي والمخلوع، ويعد أفراد اللواء النواة الأولي للمقاومة التعزية التي أشعلت جمرة الصمود في أحياء المدينة ومديريات المحافظة .
ونظراً لثقة قيادات المقاومة بقدراتهم القتالية في ميادين الحرب، اختير لواء الحمزة للقيام بالمهمات الكبيرة وإسناد الجبهات في أي لحظة.
مصدر في غرفة عمليات مقاومة تعز يقول لـ"مندب برس ": نعتمد كثيرا على أبطال لواء الحمزة لإسناد جبهات المدينة في أي لحظة إلى حد يصرخ بعض المقاتلين بالميدان (أين لواء الحمزة) عندما تشتد المعارك ".
يضيف المصدر :"لواء الحمزة مقاتلين أشاوس في جبهات المدينة ولديهم خبرة كبيرة في مواجهة قوات الحرس الجمهوري منذ 2011، وهم من أبناء ريف تعز المعروفين بشجاعتهم في المواجهات ".
يتواجد أفراد لواء الحمزة في جبهات شرق وشمال شرق المدينة، ابتداءً من جوار معسكر قوات الأمن المركزي مرورا بجبهات(الصفاء، الزهراء، الجهيم، الحرير، الوكيل، الموشكي)، وصولاً إلى عصيفرة.
ويشكل تواجد لواء الحمزة في هذه الجبهات الهامة هلال حصين على حي الروضة المعقل الأول لرجال المقاومة الشعبية في مدينة تعز، حد تعبير قيادي ميداني.
ونتيجة للصمود الأسطوري لأبطال لواء الحمزة في جبهات شرق وشمال شرق مدنية تعز عجزت مليشيا صالح والحوثي عن تجاوز أسوار معسكر قوات الأمن المركزي، وتبة سوفتيل، ومقوات عصيفرة المركزي.
إضافة إلى صمودهم الأسطوري، تمكن أبطال لواء الحمزة خلال عام من التصدي لعشرات_إذا لم يكن مئات_ من زحوفات مليشيا الإنقلاب في إتجاه معقل المقاومة في حي الروضة.
قدم اللواء عشرات الشهداء واضعافهم الجرحى منذ بداية معركة التصدي لعدوان مليشيا الإنقلاب على مدينة تعز، في مقدمتهم، الدكتور أسامة نجل قائد المقاومة التعزية حمود سعيد المخلافي، وشقيقه الضابط عزالدين.
يقول قيادي ميداني في لواء الحمزة لـ"مندب برس":" قدم اللواء كوكبة من الشهداء، وأصيب العشرات من أفرادنا في جبهات مدينة تعز، والتضحيات اليومية تزيدنا إصراراً على مواصلة المعركة حتى النصر".
يتكون لواء الحمزة من عسكريين(أفراد، وضباط) إلى جانب أبطال من المقاومة الشعبية، ويبلغ عدد أفراد اللواء حوالي ألف مقاتل، ومزودين بمعدات عسكرية ثقيلة .
يؤكد قائد لواء الحمزة النقيب حمزة حمود سعيد المخلافي لـ"مندب برس" : لدينا ما يزيد عن 300 مقاتل شرق وشمال شرق تعز، و 200 فرد مهمتهم إسناد الجبهات، و100فرد يقوموا بمهمات تأمين الأحياء الخاضعة لسيطرة اللواء، والبقية قوات احتياط".
و درب اللواء مئات الشباب في تعز خلال الحرب، ويقوم هؤلاء المقاتلين بمهمات لوجستية في مديريات المحافظة بناء على توجيهات قيادة قوات الشرعية .
يضيف حمزة المخلافي : "يمتلك لواء الحمزة آليات، وسلاح مدفعية، ومضادات الطيران، وأسلحة رشاشة، وبقية الأسلحة الخفيفة، ونقوم بواجبنا الميداني، وننفذ توجيهات قيادة المقاومة والجيش الوطني بلا تردد أو تأخير".
ومن أبرز المعارك الأخيرة التي شارك فيها أفراد لواء الحمزة فتح المدخل جنوب مدينة تعز في منطقة الضباب ليلة 11 مارس الماضي.
طبقا لمصدر ميداني، شارك أفراد لواء الحمزة بقوة في معركة الضباب مع قائد المقاومة حمود سعيد المخلافي، وتمكنوا من فتح الضباب بعد مواجهات استمرت لأكثر من عشر ساعات.
وشارك أفراد لواء الحمزة نهاية مارس في التصدي لزخف مليشيا الإنقلاب والتي كانت تعتزم إعادة السيطرة على السجن المركزي، وشارع الثلاثين، وصولا إلى مقر اللواء 35 مدرع جنوب وغرب تعز.
خلال الأسابيع والأيام الماضية، عزز لواء الحمزة جبهات شمال وغرب مدينة تعز تنفيذاً لتوجيهات قيادة الجيش الوطني والمقاومة، حسب تأكيدات قيادات ميدانية.
من الصقور إلى لواء الحمزة
خلافا لبقية مكونات المقاومة التعزية، تأسس لواء الحمزة تحت مسمى "صقور الحالمة" بقيادة حمود سعيد المخلافي عقب إحراق قوات المخلوع صالح ساحة الحرية بمدينة تعز منتصف عام 2011.
وتمكن صقور الحالمة من استعادة ساحة الحرية، وخاضوا معارك طاحنة ضد قوات المخلوع صالح، وكان للصقور دوراً مشهوداً في حماية شباب الثورة السلمية في تعز في النصف الثاني من عام 2011 وعام 2012.
بعد اختيار عبدربه منصور هادي رئيسا للجمهورية، عاد الصقور المدنيين إلى أعمالهم، وعاد العسكريين إلى وحداتهم، وخلال سنوات الوفاق طالهم كثيرا من الأذى على خلفية موقفهم المنحاز للثورة السلمية.
وظلت حياة الصقور مهددة بالإنتقام، ومصادر ارزاقهم مقطوعة بقرارات العصابة العميقة لسلطة المخلوع، وعقب إنقلاب الحوافيش على الدولة توافد الصقور إلى مدينة تعز بناء على طلب قائد المقاومة حمود سعيد المخلافي.
وبعد قتل وجرح عشرات المتظاهرين السلميين شرق مدنية تعز برصاص مليشيات المخلوع والحوثي مطلع العام المنصرم، اندلعت المقاومة التعزية، ولم تهدأ حد اللحظة.
والحقيقة التاريخية المستمرة تقول كان لواء الحمزة أول مكون مقاوم اعتمد عليه قائد المقاومة الشعبية حمود سعيد المخلافي في التصدي لمخطط مليشيات الحوثي وصالح.