أصدرت الأطراف المتحاربة في اليمن إشارات تصالحية إيجابية قبل المحادثات التي ترعاها الأمم المتحدة والمقرر أن تبدأ في الكويت اليوم في بادرة نادرة من نوعها على الاستعداد المتبادل لإنهاء الصراع المستمر منذ عام. وأعلن الناطق باسم الحوثيين محمد عبدالسلام تسلم الجماعة أمس 30 أسيراً أفرجت عنهم السعودية.
وفيما أعلن رئيس الوزراء اليمني أحمد عبيد بن دغر أن الوفد الحكومي توجه إلى الكويت وسيسعى جهده لإنجاح المفاوضات و»تحقيق السلام الدائم والشامل»، أعلنت الشرطة في عدن إحباط هجومين بسيارتين مفخختين، إحداهما كانت تستهدف بوابة المطار.
في غضون ذلك، اتهمت القوات المشتركة لـ»المقاومة الشعبية» والجيش الموالي للحكومة المسلحين الحوثيين وقوات الرئيس السابق علي صالح بخرق الهدنة في جبهات تعز ومأرب والجوف. وأفادت أن «مليشيا الانقلابيين استمرت في حصار المدينة، وإغلاق المنافذ الرئيسة المؤدية إليها، على رغم توقيع اللجنة الميدانية لمراقبة وقف النار اتفاقاً يقضي بفتح الطرقات ومنع العمليات العسكرية».
وأكدت مصادر الشرطة في عدن أن خمسة جنود أصيبوا خلال تصديهم لهجوم بسيارة مفخخة على المطار. وأوضحت «أن السيارة كانت تسير بسرعة جنونية، قبل إطلاق النار عليها قبيل وصولها إلى بوابة مطار عدن»، وأضافت أنها «تمكنت من تفكيك سيارة أخرى كانت متوقفة قرب جولة العريش»، على الطريق الساحلي في الجزء الشمالي الشرقي من المدينة.
ورفع آلاف المحتشدين من أنصار»الحراك الجنوبي» في ميدان «العروض» في مديرية خور مكسر، وسط عدن، أعلام دولة «اليمن الجنوبي» السابقة، وصوراً لنائب الرئيس اليمني السابق علي سالم البيض وهو آخر رؤساء دولة الجنوب، ورددوا شعارات وهتافات تطالب باستعادة «الدولة» التي كانت قائمة قبل توحيد شطري اليمن في 1990.
ومن المقرر أن تبدأ في الكويت اليوم جولة من المشاورات بين الحكومة الشرعية من جهة، وجماعة الحوثيين وحزب صالح من جهة أخرى، للتوصل إلى اتفاق سلام على أساس قرار مجلس الأمن 2216 القاضي بإنهاء الانقلاب وسحب المليشيات من المدن وإعادة مؤسسات الدولة وتسليم الأسلحة المتوسطة والثقيلة.
وغادر أمس وفد الحوثيين المؤلف من 16 مفاوضاً مطار صنعاء على متن طائرة عُمانية متوجهاً إلى الكويت في حين كان وفد الحكومة الذي يرأسه وزير الخارجية عبدالملك المخلافي وصل أول من أمس إلى الكويت قادماً من الرياض.