شارف العام الدراسي 2015-2016م في الجامعات المصرية على الرحيل ولايزال طلابنا حديثي الإبتعاث لهذا العام بدون مستحقات مالية أو ما يعرف بالمنحة.
عشرات الطلبة تبعثهم وزارة التعليم العالي اليمنية ضمن برنامج التبادل الثقافي مع جمهورية مصر العربية الشقيقة كل عام ، حيث يحصل هؤلاء الطلبة على مقاعد مجانية بموجب إتفاقيات سابقة بين البلدين. وفيما وصلنا إلى منتصف شهر ابريل فقد عدت أكثر من 6 أشهر على الطلبة الجدد في السنة الأولى جامعة بدون مرتبات.
ويسافر الكثير من طلبة التبادل الثقافي الجدد كل عام إلى بلد الدراسة الجديدة وهم لا يمتلكون قيمة إجار السكن ناهيك عن بقية المصاريف على أمل أن يستلمون مستحقاتهم المالية فور وصولهم.
قد يستطيع الطالب والذي تقف خلفه أسرة فقيرة أو معدمة في اليمن الصمود شهر أو شهرين بالكثير دون مستحقات مالية وقد تضطر الكثير من الأمهات إلى بيع حليهن وما يملكن من أجل مساعدة أبنائهن لفترة قصيرة ، لكن أن يمر أكثر من نصف عام دون وصول المساعدات المالية فسيخلف هذا الكثير من المتاعب والمشاق لدى الطلبة وأسرهم في الداخل والذين قد يبيعون كل ما يملكون من أجل فلذات أكبادهم.
يقول طلبة السنة الأولى تبادل ثقافي في مصر ، في حديث لمندب برس ، أنهم أصبحوا يذهبون إلى الملحقية الثقافية في القاهرة أكثر من ذهابهم إلى قاعات المحاضرات ، "نأتي يوم الأحد فيخبرنا المسؤولون في الملحقية أن نذهب ونعود الثلاثاء وعندما نأتي الثلاثاء يخبروننا أن الأمر سيحل في بداية الأسبوع ، وهكذا الحال منذ بداية العام".
لا توجد أي اسباب حقيقية لتأخير المستحقات المالية للطلبة خصوصا أن اقرانهم ممن تم ابتعاثهم إلى بلدان أخرى قد استلموا كامل مستحقاتهم منذ وصولهم بلد الدراسة، يقول طالب.
هذا وحمل الطلبة وزارة التعليم العالي والملحقية الثقافية كامل المسؤولية عن تأخر المستحقات المالية وما يترتب عليها من فشل في التحصيل العلمي وتدهور الحالية النفسية للطلبة الذين لم يعتادوا على هذا النوع من المتاعب خصوصا أنهم في بلد الغربة.
يذكر أن العديد من طلاب بلادنا في القاهرة قد قاموا في الشهر الماضي بجمع تبرعات مالية عقب استلامهم مستحقاتهم وقاموا بتوزيعها على طلاب السنة الأولى الذين لم يستلم مستحقاتهم حتى لحظة كتابة هذا الخبر.
وقفة إحتجاجية للطلبة داخل الملحقية الثقافية ، الثلاثاء 12-4-2016م
طلاب الدراسات العليا يشتكون التأخير أيضاً
إلى ذلك يشتكي عشرات الباحثين في مرحلة الدراسات العليا من تأخر مستحقاتهم المالية للربع الأول من العالم الدراسي 2016 . ويقول الطلبة أنهم كان من المفترض أن يستلموا هذه المستحقات أو ما يسمى (الربع الأول) في شهر يناير ، لكن ومع الوضع الصعب الذي تعيشه البلاد جراء الحرب فقد تأخر تسليم الربع الأول لجميع المبتعثين في الخارج حتى أواخر مارس الماضي.
ومع هذا التأخر الكبير إلا أن عدد كبير من الطلبة فوجؤوا بأن وزارة التعليم العالي والملحقية الثقافية في القاهرة قد قاما بتوقيف صرف مستحقاتهم بحجة احضار بيان حالة يبين المرحلة التي قطعها الباحث في رسالته العلمية. ويقول الطلبة أنهم سارعوا لإحضار هذه الوثائق من فورهم وتسليمها إلى الملحقية الثقافية في القاهرة على أمل أن تبعثها إلى وزارة التعليم العالي للبت في الصرف.
يقول الطلبة أنهم تفاجؤوا بعد أسبوعين من الإنتظار بأن وزارة التعليم العالي تقول أنها لم تتلقى أي أوراق أو وثائق لـ"بيان الحالة" لعدد أكثر من 50 طالبا مؤكدة بذلك أنها ستقوم بتنزيل (قطع) مستحقاتهم المالية في الربع الثاني (الذي يفترض أن يصرف في شهر ابريل الحالي).
وأضاف الطلبة أنهم حضروا الى الملحقية الثقافية وخاطبوا المسؤولين عن المشكلة والذين أكدوا أنهم قاموا بإرسال تلك الأوراق عبر الإيميل إلى وزارة التعليم العالي في الداخل ، فيما المسؤولين في الداخل يؤكدون عدم تلقيهم أي شيء من هذا القبيل.
وفيما ترمي الملحقية الثقافية اللوم على وزارة التعليم العالي وتقوم الوزارة بالمثل يبقى الكثير من طلابنا في جمهورية مصر العربية يعانون الأمرين من تحمل ديون كثيرة تثقل عاتقهم وتشغلهم عن التحصيل العلمي الذي سافروا من أجله.