يجد اليمنيون وخصوصاً الشباب منهم الترفيه الرياضي الكروي ملاذهم الأنسب للتنفيس والهروب من واقع الحرب الطاحنة التي تعيشها البلاد منذ انطلاق العمليات العسكرية "عاصفة الحزم "التي أعلنتها دول التحالف العشر بقيادة السعودية ضد الحوثيين وحليفهم الرئيس السابق صالح.
رغم أجواء الحرب المشحونة بدوي الانفجارات التي تسمعها بين الحينة والأخرى إلا أن كثير من الشباب في اليمن يحاولون تجاهل هذه الأجواء والتعامل معها كشيء معتاد وتغطية أوقات فراغهم بممارسة الأنشطة الرياضية بإقامة دوريات محلية للعب كرة القدم والتجمهر في صالات وغرف تلفزة واسعة لمتابعة مباريات الأندية الرياضية الدولية الشهيرة كدوري الاندية الايطالي والاسباني فضلاً عن اشعال اجوائهم بالأحاديث الرياضية مع أو ضد أي من الفرق الرياضية التي يشجعونها.
عبد الكريم مهيوب أحد محبي رياضة كرة القدم، يمتلك غرفة تلفزة واسعة يتوافد اليها عشرات الشباب من عشاق هذه اللعبة يتحدث لموقع المشاهد قائلاً:" كثير من الشباب يتوافدون إلى مقر استقبال الضيوف في منزلي بغرض مشاهدة المباريات الكروية المقامة بين الاندية الأوروبية المختلفة والتشجيع المتواصل ولساعات طويله قد تصل الى 6 ساعات في اليوم.
كثير من الشباب الذين يرتادون غرفة المشاهدة كما يقول عبد الكريم لم يكونوا من محبي رياضة كرة القدم لكنهم في ظل أجواء الحرب وجد الشباب الترفيه الرياضي الكروي ملاذهم الوحيد للهروب من واقع الحرب والاقتتال المشتعل في اغلب المناطق اليمنية.
انت كزائر لغرفة التلفزة التي يتابع فيها عبدالكريم وعشرات الشباب مباريات كرة القدم مشحونة ب الحماس والتشجيع ، تنسى فيها أجواء الحرب تماماً فالشباب ينقسمون في أجواء حماسية "مع وضد" ويصل اعدادهم احياننا إلى 150 شخصاً.
توفيق رزاز هو شاب أخر ايضاً يمتلك صالة تلفزة يتجمع فيها عشرات الشباب لمتابعة مباريات الدوري الإسباني هذه الأيام يقول في حديث لموقع المشاهد: إن الشباب الذين يأتون إلى صالته الرياضية لمشاهدة مباريات كرة القدم ارتفع الى الضعف بعد ازمة الحرب.
أنشطة رياضية مع فقر الامكانيات
رغم الواقع الانساني والاقتصادي الصعب في اليمن إلا ان الشباب يحاولون تجاهل هذا الواقع والتنفيس عن أنفسهم بممارسة لعبة كرة القدم وإقامة المنافسات الكروية في إطار دوريات محلية.
كزائر انت مثلاً لبعض ضواحي تعز أكثر المحافظات الساخنة بالحرب تلاحظ أن الناس غالبا ما تتحدث عن الرياضة وتقضي أوقات طويله في مشاهدة مباريات كرة القدم المحلية أو متابعة مباريات الاندية الاوروبية.
عمر أمين شاب يبلغ من العمر 20 عاما وهو لاعب في المنتخب الاول لمديرية "عزبان" يقول للمشاهد انه كان يمارس لعبة كرة القدم كهواية ولكن بعد تأسيس فريق لكرة القدم في منطقته فكر بشكل جدي في ممارسة هذه اللعبة بشكل منتظم .
عمر وكثير من اللاعبين تحدثوا لموقع المشاهد ان انخراطهم في ممارسة لعبة كرة القدم جاء بدافع إمتاع انفسهم ومشجعيهم باللعب بعيداً عن اجواء الحرب التي ضاعفت من هموم الناس وأفقدتهم كل شئ يمكن الاستمتاع فيه.
ويتجمهر مئات المشجعين في المباريات وتشتعل اجواء احاديث الشباب طوال اليوم حول مباريات المنتخبات وكيف يمكن تحسين وتطوير الاداء للاعبين وتحقيق الانتصارات لمنتخباتهم.
عبد القوي فرحان ناشط في منظمة مجتمع مدني يسعى إلى البجث عن داعمين لمثل هذه النشاطات الرياضية في ظل أوضاع الحرب يقول انه تمكن مؤخرا من الحصول على تمويل للاستمرار في اقامة الدوري المحلي لكرو القدم في منطقة شرعب مشيرا الى ان الدعم الذي حصل عليه هو عبارة عن ملابس رياضية واحذية رياضية وكرات قدم تم منحها من منظمة ايجاد التي تقيم جسور من التعاون مع منظمة الجي تي زد الالمانية.
هذا وفي ظل ضعف الامكانيات الرياضية واجواء الحرب الطاحنة التي تعيشها اليمن منذ عام إلا ان الشباب في اليمن يتنفسون الرياضة ويستمتعون بها فأجواء الحرب لم تستطع من حرمانهم من المتعة الرياضية الكروية.