دأبت إيران على التنصل من وعودها المتكررة التي تقدمها لعملائها في الدول العربية، الذين تعدهم بالدعم المادي والعسكري، وسرعان ما تتلاشى تلك الوعود، وتحجم طهران عن الوفاء بما قطعته على نفسها من التزامات.
ففي العراق أنشأت مئات الميليشيات الطائفية الموالية لها، التي تحقق أهدافها المتمثلة في زرع الفتنة الطائفية، وتعطيل عمل الحكومة، وبدلا من أن تنفق عليها من أموالها استغلت وجود حليفها رئيس الوزراء السابق، نوري المالكي، وخصصت لها مليارات الدولارات، حسب ما أكده المختص بالسياسة الأميركية في الشرق الأوسط، صلاح المختار في حديث إلى "الوطن"، مشيرا إلى أن جملة الأموال المنهوبة من العراق خلال فترة حكم المالكي تجاوزت 800 مليار دولار، مما تسبب في إدخال العراق في مشكلات مالية تهدد بانهياره اقتصاديا.
ولم يكن الحال في اليمن مختلفا، بل كان أكثر سوءا، حيث كشف القيادي المنشق أخيرا عن الجماعة الحوثية، محمد العماد، أن طهران اعتذرت عن توفير وديعة بمبلغ ملياري دولار كانوا قد تعهدوا بها لإغراء الحوثيين باجتياح صنعاء، وقال: "إيران اعتذرت عن توفير المبلغ الذي كان الحوثيون يعولون عليه لدعم البنك المركزي اليمني، مما يهدد بتوقفه بشكل كلي، وهذا مؤشر على تراجعها عن التزاماتها بشكل واضح وعلني، والأمور أصبحت الآن واضحة، والنقاط على الحروف، رغم أن الوفد الحوثي الذي زار طهران نهاية العام 2014 حصل على تعهدات من النظام الإيراني، بتوفير الطاقة الكهربائية، والدعم المادي بمبلغ ملياري دولار، ودعم المشتقات النفطية لمدة سنة، والتسليح، وأمور أخرى كثيرة، والآن اتضح أن تلك التعهدات كلها كانت مجرد حبر على ورق، لم ولن ينفذ أي شيء منها، باستثناء سفينة إيرانية واحدة كانت تحمل أغذية، تبين فيما بعد أنها منتهية الصلاحية.
وتابع العماد بالقول: "بعد أن تهيأ الحوثيون لاستقبال الوديعة الإيرانية، وأنهوا كل الإجراءات والخطوات الرسمية لإكمال عملية التحويل، بادرت إيران بالاعتذار كتابة عن الإيفاء بذلك، دون مبرر، وبشكل مفاجئ، وهذا الأمر تمت مناقشته خلال الاجتماع الدوري للبنوك اليمنية، الذي عُقد يوم الإثنين الماضي بصنعاء، مما دفع البنك المركزي إلى إعلان عجزه عن تقديم الدعم وتوفير العملة الأجنبية لبقية المصارف".