تمكن نادي مانشستر سيتي الإنجليزي، من الفوز بتوقيع الإسباني بيب جوارديولا، المدير الفني للسيتيزنز، اعتبارا من الموسم المقبل ولمدة 3 مواسم.
وواجه جوارديولا صعوبات عديدة خلال مشواره مع بايرن ميونيخ، عوقت من عمل المدرب الإسباني مع الفريق البافاري، حيث منعته من تكرار إنجازاته في برشلونة بشكل مماثل.
ولا يمكن وصف الفترة التي قضاها بيب في قلعة "أليانز أرينا" بالفاشلة إذا حقق بطولات دوري وكأس المانيا والسوبر الأوروبي وكأس العالم للأندية في موسمين، وفي انتظار ما سيحققه الفيلسوف هذا الموسم.
ولا تزال فرص البايرن في تكرار حلم الثلاثية قائما، حيث يحتل الفريق صدارة الدوري الألماني برصيد 52 نقطة وبفارق 8 نقاط عن دورتموند، كما تأهل لدور الثمانية بكأس ألمانيا.
فيما يصطدم بايرن بيوفنتوس حامل لقب الدوري الإيطالي، والعائد بقوة هذا الموسم للمنافسة بعد انطلاقته السيئة، في دور الـ16 ببطولة دوري أبطال أوروبا، والتي فشل جوارديولا في تحقيق لقبها خلال العامين الماضيين.
ويبدو أن تفضيل جوارديولا للسيتي سيمنحه أشياءً افتقدها بقوة مع بايرن وسيجدها في قلعة "الاتحاد"، يرصدها موقع "" في التقرير الآتي..
ضغط أقل
بالطبع سيواجه بيب جوارديولا ضغطًا أقل بكثير في مانشستر سيتي مما عاناه منذ اليوم الأول له في ألمانيا، فقد تولى جوارديولا الإدارة الفنية لفريق حقق الثلاثية التاريخية، وهو ما شكل عائقًا أمام المدرب الإسباني من أجل تطبيق فكره التدريبي.
وضرب جوارديولا بالقاعدة التي تقول "لا تغير طريقة لعب فريق يفوز" عرض الحائط، حيث حاول فرض فكرته في الاستحواذ والتمرير الدائم على الطريقة الألمانية التي لا تجيد إلا اللعب للإمام والضغط على المنافس.
ولم يتمكن جوارديولا من تطبيق فكره في اول مواسمه بعدما ودع دوري أبطال أوروبا بفضيحة أمام ريال مدريد، بالخسارة بخماسية نظيفة في مجموع مباراتي نصف النهائي.
وزادت اللغة الألمانية "الصعبة" من معاناة المدرب الإسباني في التواصل مع لاعبي البايرن، حيث فشل جوارديولا في شرح أفكاره بشكل واضح ودقيق للاعبين.
وشكل الضغط الجماهيري حملاً زائدًا على عاتق جوارديولا من أجل إعادة تحقيق الثلاثية مثلما فعله سلفه يوب هاينكس الذي يختلف عنه في الشكل والمضمون، أو على الأقل الفوز بالكأس ذو الأذنين، وهو ما فشل في تحقيقه أيضًا في موسمه الثاني.
الحرية في الصفقات
من المتوقع أن تكون طلبات جوارديولا أوامر في السيتي، نظرًا لإيمان مسؤولي النادي الإنجليزي بقدرات المدرب الإسباني فضلاً عن القوة الشرائية الضخمة للسيتيزن.
وعانى جوارديولا في بايرن ميونخ من عدم الانفراد في اختيار الصفقات، حيث إتمام أي صفقة يتطلب موافقة كارل هاينز رومينيجه الرئيس التنفيذي، وماتياس زامر المدير الرياضي بالنادي الألماني.
وفشل جوارديولا في الإبقاء على توني كروس، بعدما دخل الأخير مع الإدارة في خلاف بسبب الراتب، وهو ما أدى لرحيله إلى ريال مدريد.
كما رفض النادي تلبية طلب جوارديولا بالتعاقد مع نيمار دا سيلفا من سانتوس في موسم 2013، بحجة التعاقد مع ماريو جوتزة، الذي رأت الإدارة وقتها أن فرص نجاحه في بايرن أقوى من نجم برشلونة الحالي، والأمر نفسه حدث مع لويس سواريز عندما كان لاعبًا في ليفربول وقبل انتقاله للبارسا هو الآخر.
وطلب جوارديولا التعاقد مع لاعب وسط بمواصفات بول بوجبا أو ماركو فيراتي أو صانعي ألعاب مثل رحيم ستيرلينج وكيفن دي بروين، إلا أنه اصطدم مجددًا برفض النادي البافاري.
التناغم
لعب تكسيكي بجيريستين، مدير الكرة بنادي مانشستر سيتي، دورًا كبيرًا في توقيع جوارديولا للسيتيزن، ورفض عديد العروض من الأندية الأخرى في البريمير ليج.
وتجمع علاقة صداقة بين بجيريستين وجوارديولا منذ 20 عامًا حيث شغل الأول منصب المدير الرياضي ببرشلونة، فيما كان الثاني لاعبًا ومدربًا، وعلاقتهما لم تنقطع من بعد انضمام تكسيكي إلى مانشستر سيتي.
واستطاع جوارديولا خلال فترة عمله مع تكسيكي في برشلونة، تحقيق العديد من الإنجازات التي أعادت برشلونة للتربع على عرش الكرة الأوروبية.
وسيصبح الباب مفتوحًا أمام المدرب الإسباني لمعانقة المجد وتكرار ما فعله مع البارسا، في النادي الإنجليزي، الذي يبحث عن لقبه الأول في دوري أبطال أوروبا، رفقة تكسيكي.
المنافسة المحلية
يستطيع المدرب الاسباني الشاب اعداد فريقه بشكل تكتيكي افضل خصوصا وانه في الدوري الانجليزي عدد اكبر من المباراة القوية حيث التنافس أعلى في البريمير ليج عنه في البوندز ليجا.
في انجلترا 5 أو اكثر فرق تتنافس على اللقب، بينما في المانيا سوى فريقين وأحيانا ثلاثية، علما بأن الفريق البافاري اكتسح اغلب منافسيه في السنوات الأخيرة دون عناء يذكر.
مدربون مشاكسون
في ألمانيا الجميع عقلاني وهاديء، فلا وجود للمناكفات بين المدربين في المؤتمرات الصحافية، ولكن في الدوري الانجليزي الأمر مختلف، وقد يستعيد مدرب البرسا والبافاري السباق أيام الخوالي مع جوزيه مورينيو إذا ما تبين فعلا أن الأخير سيأتي قريبا لتدريب مانشستر يونايتد.