الرئيسية > رياضة > الدوري اليمني في مهبِّ العاصفة

الدوري اليمني في مهبِّ العاصفة

الدوري اليمني في مهبِّ العاصفة

المساعي الحثيثة التي بذلها العيسي أثناء زيارته لعدن لاحتواء المشكلة العالقة يبدو أنها لم تؤتِ أكلها حتى اللحظة في ظل حالة التزمت التي أظهرتها اللجنة المشكلة من المجلس الثوري للحراك للجنوبي أثناء لقائها قيادات العمل الرياضي في المحافظة..
يبدو أن “معوقات” جمة ومشاكل كثيرة تعترض سير منافسات دوري أندية الدرجة الأولى في نسخته الحالية، جعلت من أمر استمراريته ووصوله إلى خط النهاية محل شك وريب عطفا على الإرهاصات التي مرّ بها حتى اللحظة أو تلك التي لم تظهر بعد ولا زالت تغلي من تحت الرماد في انتظار “الانفجار” الذي إن حدث لن يقضي على منافسات دوري النخبة فحسب، بل سيتعداه إلى ماهو أشد وأصعب.
قد لا تكون “إرهاصات” الموسم الحالي هي الاستثناء الجديد في ظل وضع رياضي “متأزم” أصلاً وواقع تتجاذبه الأحداث من كل اتجاه، وحلول غائبة وإن شئت قل “مغيبة” وحالة تعاطي غير مبررة من قبل أطراف أخرى تعتبر شريكة في العمل سواء في الأندية نفسها أو على مستوى السلطات المحلية والمركزية والفشل في القدرة على “استجلاب” الحلول الناجعة التي تدفع بالأمور نحو الاستقرار والطمأنينة.
حوثي يتأبط شراً
على الرغم من تجاوز اتحاد القدم لأهم أحداث عام 2011م وما أعقبها من أحداث مختلفة وتلك التي بعدها وتمكنه من الإبحار بسفينة الدوري الى مرافئ الاكتمال، إلا أن الأمر هذه المرة يبدو أكثر صعوبة والعاصفة “أشد” عطفا على الأوضاع الأمنية المهترئة والأحداث المتتالية والتي تبرز فيها “مليشيات” الحوثي كجهة مصدرة للقلق ولاعب أساسي في الهدم، ليس أبلغ منه سيطرة الجماعة على ملاعب الرياضة المختلفة وتحويلها من أماكن تصدر “المتعة” إلى ميادين “تركض” فيها الفوضى وتستبيح ساحتها مظاهر العبث والتخريب فضلا عن المشاهد المقززة الباعثة على كل أمراض ضغط الدم والسكر.
وعلى مسافة قريبة من ذلك برز غول آخر يهدد مسيرة الدوري وينذر بعاصفة أشد قساوة، لا فيما ستخلفه من أضرار وإنما لكونها ترسم صورة مغايرة لما دأب عليه أبناء الجنوب عموما من حب النظام والالتزام ورفض صنوف الفوضى وعدم الارتماء في أحضان العنف الذي تحرص بعض العناصر المحسوبة على الحراك الجنوبي على العمل به لترسم صورة مشوهة لنضاله السلمي ومطالبه المشروعة، دون إغفال أن “الرياضة” ميادين للمحبة والسلام ينبغي أن تكون بعيدة تماما عن رجس السياسة وأماكن تعاطيها، وتلك هي أقصى درجات الشعور بالمسئولية تجاه أندية عدن وباقي الأندية الجنوبية.
صورة معتمة
المساعي الحثيثة التي بذلها رئيس اتحاد كرة القدم أثناء زيارته لعدن منتصف الأسبوع الفارط لاحتواء المشكلة العالقة يبدو أنها لم تؤتِ أكلها حتى اللحظة في ظل حالة التزمت والتشدد التي أظهرتها اللجنة المشكلة من المجلس الثوري للحراك الجنوبي أثناء لقائها قيادات العمل الرياضي في المحافظة.
لم تشفع كلمات “العيسي” وهو يخاطب رؤساء الأندية الرياضية ويثني على رياضة عدن بقوله: “تظل عدن عنوانا للمدنية ورمزا للثقافة والتحضر وهي الوجه المشرق لليمن عموما، وما يحصل فيها من مشاكل ومنع للفرق الرياضية وتعطيل للمنافسات والأنشطة الكروية لا يليق بها كمحافظة رائدة ولا يلتق البتة مع الصورة التي عرفت عنها كواحة حب وسلام منذ قديم الزمان”.
ولم تجد عبارات التهديد التي أطلقها بقوله: إن منع إقامة المباريات في عدن لن يتضرر منه غير أبنائها ولن تكتوي بناره إلا أنديتها، وإن الاتحاد سيضطر إلى نقل المباريات خارج المحافظة، وبالتالي فإنه من المهم إدراك خطورة ما يجري والعمل بإخلاص لمعالجة المشاكل وبما يعود على رياضة عدن عموما بالنفع والخير مع ضرورة استيعاب أن الرياضة مساحة حب والتقاء لجميع أبناء الوطن وينبغي عزلها عن مشاكل السياسية وعدم حشرها في قارب المناكفات التي تهدم ولا تبني وتعرقل ولا تؤسس.
ولم تكن دعوته أيضا إلى تشكيل لجنة من إدارات الأندية قيادات الرياضة للالتقاء بقيادات الحراك الجنوبي في عدن والجلوس على طاولة حوار تفاهمي تفضي إلى وضع حلول عاجلة للمشكلة في ظل حالة التشدد التي أظهرتها لجنة الحراك في اليومين التاليين واعتبار إقامة المباريات في عدن “إهانة” لنضال أبناء الجنوب وعدم تقدير للدماء التي سالت، فضلا من كونها ترى أن إقامة أية مناشط رياضية في عدن يندرج في إطار الفعل الثوري بحسب مفهومها.
بن حبتور ..يهدد !!
محافظ عدن الجديد د.عبدالعزيز بن حبتور وفي لقاء سبق لقاء العيسي مع الأندية بيوم واحد أكد أنه لن يسمح للعابثين ـ حد قوله ـ بتعطيل سير مباريات الدوري في عدن وأن السلطة المحلية في المحافظة قادرة على حماية الفرق الرياضية القادمة إليها وأنه فقط ينتظر “صورة” من جدول المباريات لتقوم السلطة بمهامها واعتبار ذلك مسئولية أخلاقية ليس تجاه أندية المحافظة وإنما تجاه المدينة المحكومة بالنظام والمحبة للسلام.
البعض اعتبر تهديدات بن حبتور استهلاكا كلاميا ليس إلا، على اعتبار أن صورة جدول الدوري التي يتحجج بها قد وصلته قبل أسبوعين كما هي أيضا لمدير أمن المحافظة وقيادات السلطة المحلية في المديريات ولم تقم تلك الجهات بواجبها خلال منافسات الجولتين “14، 15” حيث منعت الفرق من اللعب كما هو محدد وحوصرت فرق المحافظات الشمالية في أماكن إقامتها لولا الجهود المضنية التي قام بها رئيس فرع اتحاد القدم في المحافظة الأخ محمد حيدان وتأمين سلامتها إلى حين مغادرتها.
والخلاصة أن لا كلمات الثناء التي أطلقها رئيس اتحاد الكرة في حق رياضة وأندية عدن ولا تهديدات بن حبتور، ولا توسلات رؤساء الأندية أثناء لقائهم باللجنة المشكلة من الحراك الجنوبي قد نجحت في احتواء المعضلة أو الوصول إلى نقطة التقاء واحدة تعيد لمدرجات الملاعب في عدن إثارتها المعهودة، غير ”المطالبة” بتأجيل مباريات الأسبوع الـ“16” وهو ما تم فعلا، مع استمرارية اللقاءات بين اللجنتين المشكلتين للبحث عن حلول ترضي الطرفين.
إزاء ذلك ربما يعمد اتحاد الكرة إلى نقل المباريات إلى أية محافظة أخرى في حال عدم انفراج الأزمة في عدن كحل أخير لضمان سير المسابقة، لكن الأصعب من ذلك حالة الأوضاع غير المستقرة التي تضرب عموم محافظات الوطن اليمني والتي غدت على إثرها مسابقة الدوري بين حانا المليشيات ومانا أفعال العصابات.

 أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)
أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)