هبطت أسعار النفط إلى أدنى مستوى لها منذ عام 2003 أمس في الوقت الذي استعدت فيه السوق لقفزة في صادرات إيران بعد رفع العقوبات عنها في مطلع الأسبوع. وألغت الولايات المتحدة السبت الماضي العقوبات التي قلصت صادرات إيران من النفط بنحو مليوني برميل من أعلى مستوياتها قبل العقوبات في 2011 لتتجاوز مليون برميل بقليل.
ويوم الأحد أعلنت إيران عضو منظمة أوبك أنها جاهزة لزيادة الصادرات بواقع 500 ألف برميل يومياً. وقال محللون في باركليز «تأتي صادرات إيران في وقت سيء جداً».
ودفع القلق من عودة إيران للسوق التي تعاني من تخمة بالفعل مزيج برنت للهبوط في وقت مبكر أمس إلى 27.67 دولاراً للبرميل وهو أدنى مستوى له منذ 2003. وبلغ سعر خام برنت 28.17 دولارا بانخفاض 2.7 % عن سعر التسوية يوم الجمعة.
وهبط سعر الخام الأميركي 64 سنتاً إلى 28.78 دولاراً للبرميل ولايزال قريباً من أدنى مستوى له منذ 2003 عند 28.36 دولاراً الذي سجله في وقت سابق من الجلسة.
وخسر سعر تسوية العقد الآجل لخام عمان ـ تسليم مارس المقبل ـ لدى تداوله في بورصة دبي للطاقة أمس 1.11 دولار أميركي للبرميل الواحد مقارنة بسعر تسويته السابق ليهبط إلى 24.85 دولاراً عند الساعة 12:30 بالتوقيت المحلي 08:30 بتوقيت غرينتش.
تقرير أوبك
وتوقعت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) أمس أن تسجل إمدادات المعروض من الدول غير الأعضاء بها هبوطاً أكبر من المتوقع هذا العام جراء انهيار أسعار الخام بما سيعزز الطلب على نفط المنظمة.
وقالت أوبك في تقرير إن إمدادات المعروض من خارجها ستنخفض بواقع 660 ألف برميل يومياً في 2016 بقيادة الولايات المتحدة. وتوقعت المنظمة الشهر الماضي انخفاض المعروض من خارجها بواقع 380 ألف برميل يومياً.
وذكر تقرير أوبك أيضاً أن الدول الأعضاء ضخت كميات أقل في ديسمبر بما يقلص فائض المعروض في السوق. وقال التقرير نقلاً عن مصادر ثانوية إن إنتاج المنظمة شاملاً إندونيسيا بعد انضمامها لها من جديد انخفض بواقع 210 آلاف برميل يومياً إلى 32.18 مليون برميل يومياً في ديسمبر.
روسيا وقطر
وأبلغ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمس بأن البلدين بحاجة لبحث التعاون في مجال الطاقة وبصفة خاصة في قطاع الغاز. ولم يدل الرئيس الروسي بمزيد من التفاصيل.
وقال الكرملين أمس إن التنسيق بين روسيا وقطر في قطاع الطاقة «عنصر مهم» في العلاقات الثنائية بين البلدين في وقت يتسم بظروف غير مواتية في أسواق الطاقة العالمية. وقال الكرملين إن روسيا «تثمن كثيراً» الاتصالات بين منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) والمنتجين من خارجها من دون إسهاب.
إنتاج إيران
وقررت وزارة النفط الإيرانية زيادة الإنتاج النفطي بنصف مليون برميل يومياً، وفقاً لما أعلنه أول من أمس رئيس الهيئة الوطنية للنفط. ونقل الموقع الإلكتروني للوزارة عن رئيس الهيئة ركن الدين جوادي قوله «لدى إيران القدرة على زيادة إنتاجها نصف مليون برميل يومياً مع انتهاء العقوبات وصدرت الأوامر اليوم لزيادة الإنتاج». وتنتج إيران حالياً 2,8 مليون برميل يومياً.
سلطنة عمان
وقال وزير النفط العماني محمد بن حمد الرمحي أمس إن بلاده مستعدة لخفض إنتاجها من الخام بما يتراوح بين 5 - 10 % لدعم الأسعار وإن على جميع المنتجين اتخاذ الخطوة ذاتها مضيفاً أن السلطنة مستعدة لفعل أي شيء لتحقيق الاستقرار في السوق.
ورداً على سؤال حول المباحثات بين المصدرين من داخل منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وخارجها بشأن سوق النفط قال الرمحي للصحفيين إن بلاده مستعدة لخفض الإنتاج بين خمسة إلى عشرة في المئة وأبدى اعتقاده أن هناك حاجة لهذا الخفض وأن على الجميع فعل الشيء ذاته.
وقال إن إنتاج بلاده يقترب من المليون برميل يومياً وإنه لا يتوقع زيادته عن ذلك هذا العام. وقال الرمحي في تصريحات لرويترز «السوق غير مستقرة بالفعل. ونعاني من تسونامي بالفعل.. أتشعر بالقلق؟ أنا لست قلقاً».
استعدادات لتدشين «ياسرف»
تجري حالياً الاستعدادات المكثفة لافتتاح مصفاة شركة ينبع أرامكو سينوبيك للتكرير (ياسرف)، وكذلك مركز الملك عبدالله للدراسات والبحوث البترولية ومن المقرر أن يتم إطلاق إشارة البدء لأعمال المصفاة رسمياً قريباً وفقاً لما ذكرت الشركة التي لم تحدد موعداً بعينه لذلك، فيما كانت المصفاة قد بدأت التشغيل التجريبي مطلع العام الماضي.
وتعمل مصفاة «ياسرف» بطاقة تكريرية 400 ألف برميل في اليوم تركز على أنواع الوقود النظيفة ذات الجودة العالية المستخدمة في وسائل النقل. وفي شهر يناير 2015 جرى نقل الشحنة الأولى والبالغة 300 ألف برميل من وقود الديزل النظيف بنجاح مُحرزةً رقماً قياسيًا زمنيًا منذ التوقيع على المشروع المشترك في شهر يناير 2012 وتصميم المرافق والإنشاء وبدء العمل وحتى تسليم المنتجات.