قالت مصادر سياسية يمنية رفيعة إن ولد الشيخ سيبحث في صنعاء عددا من القضايا الرئيسية، أبرزها تحديد مكان وزمان انعقاد المشاورات المقبلة بين الأطراف اليمنية والتي كانت مقررة في الرابع عشر من الشهر الجاري، وجرى تأجيلها بعد خلافات حول مكان انعقادها، موضوع المعتقلين السياسيين في سجون الميليشيات الحوثية، وتحديدا المعتقلين الرئيسيين وفي مقدمتهم وزير الدفاع اللواء الركن محمود سالم الصبيحي، إضافة إلى موضوع فتح الممرات الآمنة وبصورة عاجلة، لإيصال المساعدات الإنسانية العاجلة إلى سكان مدينة تعز المحاصرة من قبل ميليشيات الحوثيين.
وتوقعت المصادر اليمنية بحسب صحيفة الشرق الأوسط أن يحث ولد الشيخ، مجددا، المتمردين الحوثيين على اتخاذ خطوات عملية تعزز بناء الثقة وتهيئ لانعقاد المشاورات المقبلة، لكن المصادر ذاتها، أكدت لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين يستخدمون قضية المعتقلين كورقة سياسية للمقايضة مقابل وقف الطلعات الجوية على مواقع الميليشيات ومعسكرات المخلوع علي عبد الله صالح، إذ لا تستبعد المصادر أن تحقق زيارته تقدما فيما يتعلق بموضوع بناء الثقة، في حين ما زالت قضية المدينة التي ستحتضن المشاورات المقبلة، عالقة دون اتفاق، حتى اللحظة، حيث رشحت عدد من البلدان لاستضافة الجولة، بينها مصر والكويت وإثيوبيا وسلطنة عمان وسويسرا.
وتؤكد المصادر أن المبعوث الأممي سوف يقدم نصيحة للمتمردين بتوحيد مواقفهم ووفدهم في جولة المشاورات المقبلة، خاصة بعد التباين والتنافر في المواقف الذي ظهر على الوفد المشارك في المشاورات الأخيرة في ضواحي مدينة جنيف، بين وفد المتمردين المكون من الحوثيين وأنصار المخلوع صالح، حيث انعكست الخلافات بين طرفي الانقلاب إزاء الكثير من القضايا، على أداء الوفد المشترك، ولخصت المصادر المشكلة بالقول إن «هناك تسابقا بين صالح والحوثيين للسيطرة والظهور بموقف القوي ميدانيا وسياسيا».
وبدأ المبعوث الأممي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، أمس، زيارة للعاصمة اليمنية صنعاء، التي تخضع لسيطرة الميليشيات الحوثية والقوات الموالية للرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، تستغرق عدة أيام، حسبما أعلن.