أكد وزير الإعلام اليمني محمد عبدالمجيد القباطي ضرورة البدء بتنفيذ مشروع لإعادة إعمار اليمن لانتشاله من الدمار الذي لحق بالبنية التحتية والاقتصادية التي تعرضت لاستنزاف طوال سنوات الفساد من حكم الرئيس علي عبدالله صالح.
واعتبر في مقابلة مع «الاتحاد» أن التحدي الأكبر الذي سيواجهه اليمن بعد انتهاء العمليات العسكرية ضد متمردي الحوثي وصالح هو ترميم الواقع اليومي على الأرض، وذكّر بمشروع «مارشال» الأميركي الذي انتشل أوروبا من حطامها بعد الحرب العالمية الثانية، وقال: «التحدي الكبير أمامنا الآن هو إعادة الإعمار مع 32 مليون نسمة كان يمكن للمخلوع ونظام الملالي أن يحولهم إلى فوضى، لكن يجب أن ينظر إليها كنوع من إعادة تنشيط الاقتصاد في الجزيرة العربية كلها».
وأضاف: «هناك اعتقاد خاطئ أن مشروع مارشال استفادت منه أوروبا وحدها، غير أن الشركات الأميركية كلها استفادت نتيجة تحرك الاقتصاد، وإذا ما بثت الحياة في الاقتصاد اليمني، وبالذات في عدن سينشط الاقتصاد في الجزيرة كلها لأنها ستبني بنية تحتية جديدة، وأهم من ذلك أن عدن ستتحول إلى رابط بين المنطقة وإفريقيا التي تتوفر على كتلة بشرية تتجاوز 200 مليون نسمة. وتعافي الاقتصاد اليمني يعني تعافي المنظومة الأمنية بالضرورة».
ودعا القباطي إلى النظر بشكل جاد في إدماج اليمن في المنظومة الخليجية اقتصادياً وعسكرياً وأمنياً، وقال: «يجب تأهيل اليمن ليكون جزءاً من المنظومة الخليجية، إنها فرصة لتقديم مشروع عربي على أرضه، فعملية (عاصفة الحزم - إعادة الأمل) هي صحوة عربية لإعادة التواجد العربي على خريطة الشرق الأوسط في مقابل المشروع الإيراني والمشروع الإسرائيلي والمشروع التركي.. أظن أنها فرصة لاستعادة القدرة واستعادة قرارنا بأيدينا لصناعة مستقبل جديد في المنطقة كلها، وقد جاءت الرسالة الأخيرة التي وجهت إلى إيران بعد قطع العلاقات معها من قبل المملكة العربية السعودية وبقية الدول التي اتخذت مواقف مماثلة، واضحة بأنها لن تُترك تعبث بالمنطقة وأننا مستعدون كعرب للوقوف أمامها، وأتوقع في الاجتماع الطارئ لرؤساء وزراء الخارجية العرب في القاهرة اليوم الأحد سترسم ملامح طريق صحوة عربية