الرئيسية > اخبار وتقارير > ?حصار تعز.. بين مطرقة المليشيا وخذلان الشرعية

?حصار تعز.. بين مطرقة المليشيا وخذلان الشرعية

?حصار تعز.. بين مطرقة المليشيا وخذلان الشرعية

شددت مليشيا الحوثي وصالح خناقها المطبق على المدينة من جميع مداخلها الغربية والشرقية والشمالية أيضاً.. وتمنع دخول أي مساعدات اغاثية او مواد غذائية وطبية .


اصطنعت المليشيات جدار عازل في المدخل الغربي الواقع في وادي الدحي.. كمعبر رفح كما يطلق عليه الاهالي.. حيث يتم العبور منه بتفتيش دقيق ويتم الدخول والخروج من والى المدينة عبره. ولأوقات محددة .


ينظم نشاط وحقوقيين واطباء واعلاميين وقفات احتجاجية بين الحين والأخر يطالبون فيها الامم المتحدة والحكومة الشرعية بالتدخل الفوري لانقاذ تعز من تدني الوضع الانساني والضغط على المليشيات من اجل فك الحصار عن المدينة .


وصلت المئات من شاحنات الاغاثة والمساعدات الانسانية المقدمة من الامم المتحدة والمنظمات الدولية.. عبرت كل المدن. حتى استوقفت في المدخل الشرقي لتعز. وتم احتجازها ومنعها بل انها تم مصادرتها من قبل الحوثيين وقوات صالح كمجهود حربي.


لم تفعل الامم المتحدة اي خطوة او تبدي ردة فعل سلبية ازاء ذلك التصرف الغير مبرر من قبل الحوثيين وصالح.. لكنها اومأت بعجزها عن الحصول على اي بوادر او تدخل بل اعلنت مسبقاً بفشلها الذريع حيال ذلك الأمر .


التقارير الانسانية التي تأتي من المدينة تأخذ قالب الدهشة والانصدام في المشهد الواقع في المدينة.. والوضع الانساني المتدني الذي يعيشه المدنيين.. تشير التقارير المنظمات العاملة في المدينة اصدرت تقارير على ان وضع تعز الانساني يزداد سوءاً يوماً بعد آخر .. وتتفاقم معاناة المدنيين لحظة بلحظة نتيجة انعدام كامل -لمقومات الحياة الاساسية .


فتعز تعيش في عالم آخر.. وسط الوحش والتعطش الذي يقدم عليه المليشيا بالحصار المطبق واستهداف الاحياء السكنية ومستشفيات المدينة بالصواريخ والمدفعية الثقيلة .


يحاول المواطنين وبعض النشطاء والمهتمين من أبناء المدينة اصطناع افكار وبوادر وحلول للتقليل من مخاطر تدهور الوضع الانساني في المدينة لكن دون جدوى. وان وجدت بعض تلك البوادر فإنها بحاجة الى جهد كبير وامكانيات وادوات يصعب ايجادها في وقت محدد .. ولذلك يحاول المواطنون ايجاد روح التكاتف والتراحم كحلوة الثبات والتحكم بزمام الوضع وتحمل قساوة الحياة .. في ظل صمت مريب من قبل الامم المتحدة والمنظمات الدولية المتواطئة في ذلك وكذا الحكومة الشرعية والمعنيين جراء تخاذلهم وعدم القدرة على حسم المعركة او رفع الحصار عن المدينة كأقل تقدير .


انعدام الاوكسجين

تفتقر تعز لاوكسجين الحياة في مستشفيات المدينة.. اكثر من 10 حالات وفاة حدثت نتيجة انعدام الاوكسجين. دون تقديم شيء حيال ذلك الأمر .. علاوة عن القصف المتواصل الذي تشنه المليشيا وتستهدف به مستشفيات المدينة .. لتستكمل رحلة الموت والمطاردة من بداية المشهد الى غرف العمليات .
تعمل في تعز خمسة مستشفيات فقط من بين عشرات المستشفيات وبجهود محدودة.. حيث تم اغلاق كافة مراكز العناية في تلك المستشفيات نتيجة عدم وجود مادة الاوكسجين .


أصبح المصاب او المريض او الجريح في تعز لا يستطيع المكوث في المدينة ويصعب عليه الاستمرار بها.. بحيث لا يمكنه الحصول على العلاج والاجراءات الطبية اللازمة.. فقد اصبح امام موت وشيك لا مفر منه اما الموت او الموت لا شيء أخر سوى ذلك .

المدنيون امام شبح الموت والموت فقط

تعز يقتلها الجميع.. الحصار والخوف والقصف والتخاذل والتواطؤ وكل ما في الوجود..

في الوقت الذي ينعدم في تعز كافة مقومات الحياة. وسوء تقدير الاوضاع.. تزداد معانة المواطن ويحوم من حوله اشكال الوداع وصعوبة الحياة سواء من جانب المعارك التي لم تعطي ثمرها بالحسم العسكري لأي طرف او الوصول لاي تسوية لانهاء حدة المشهد وخاصة في تعز التي تعاني الأمرين.. او القصف الذي يطال الاحياء السكنية من قبل الحوثيين وصالح من عدة اماكن وبشكل متواصل.. او افتقار للمواد الغذائية علاوة عن ارتفاع الاسعار وصعوبة الحصول على شغف العيش .


يحاول تجار المدينة وبجهد بالغ الحصول على مواد غذائية وبصعوبة بالغة وقدر ضئيل.. ويضعون في الميزان ذلك بالرفع من تلك الاسعار الى درجة قصوة و.. يصعب على المواطن الحصول على أي وجبة .. كما انه كان يصعب على الحصول عليها في ظل استقرار الوضع .


المسئول في اللجنة الطبية محمد طاهر يتحدث ان من ابرز تداعيات الحصار هو الاتجاه بالمدينة نحو المجاعة بعد تفاقم حدة الفقر جراء الاضرار الجسيمة التي لحقت بالاوضاع المعيشية للمواطنيين .


حيث تتمثل التداعيات الاكثر خطورة بارتفاع معدل سوء التغذية واتساع دائرة الفقر وانهيار البنية التحتية وهياكل المؤسسات المحلية بجانب الفوضى الاقتصادي وتراجع الرعاية الصحية وتقديم الحلول الاسعافية للجرحى والمصابين . نتيجة بانهيار المنظومة الصحية وعجزها التام عن الاستجابة للتخفيف من وطأة الألم .


فهناك فجوة كبيرة بين ما تتحدث به الحكومة الشرعية وبين حجم الكارثة المتمثلة بطبيعة الاوضاع الوخيمة وهذا ما يدركها المتابع والمشاهد من خلال تلك الاحداث والتحدق بما تقدمه الشرعية لتعز او التخفيف من معاناة المدنيين .


واعتقد أن الحصار يعد من أدوات الحرب الشاملة للحوثيين على مدينة تعز ، وورقة مهمة على طاولة المفاوضات العبثية التي لن تصل الى ثقة لفك الحصار الظالم إلا بالحل العسكري وإنهاء معاناة هذه المدينة .


الناشط الاعلامي ياسين العقلاني يقول ان الحصار الذي فرضته المليشيا على تعز أقرب ما يكون الى جريمة حرب بحق هذه المدينة المكتظة بالسكان.. اللذين باتوا يفتقرون الى ادنى مقومات الحياة المعيشة .


فهناك الكثير من المرضى فارقوا الحياة نتيجة انعدام الادوية والمستلزمات الطبية الأخرى.. وهذا الوضع يقود تعز الى كارثة حقيقة ان لم يكن فعلاً قد قادها .. وإذا ما استمر هذا الوضع في ظل تجاهل الحكومة الشرعية لمعاناة سكان المدينة دون الاقدام على أية خطوة لفك الحصار المطبق .


من جهتها تحدثت الاعلامية والناشطة ربا عبدالحميد بالقول ان المليشيا بحصارها المطبق على تعز.. بعد عدم قدرتها على السيطرة. اقدمت على ذلك بحيث ترى من منظورها انها تركع تعز.. لكنها فشلت في ذلك..


المليشيا طوقت المدينة من جميع المداخل.. ومنعت كل شيء من دخول المدينة..

وتقول ربا ان الحصار لن يضر تعز وابنائها في الوقت الراهن فقط. بل سيسري مفعوله للمستقبل البعيد حيث الجرحى تتعفن جراحهم بسبب انعدام الادوية والمستلزمات الطبية قد ربما يصل بعضها الى بتر الجزء المجروح كي لا يتطور الى فاجعة اخرى.


وتتساءل ربا اين هادي.. واين التحالف.. مما يدور ويحدث.. الاغاثة توزع على مرئى ومسمع في المداخل لجماعة الحوثي.. فلا يعتقد ان يصل المرء بهادي والتحالف الى هذا الحد.. ايعقل ان الحكومة بكلها والتحالف ايضا لا يقدر على ادخال المعونات لتعز..

 أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)
أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)