تشهد مدينة تعز اليمنية المحاصرة الواقعة في وسط البلاد حالة من الانهيار الصحي الكامل إثر إغلاق كافة المستشفيات في المدينة الأكثر سكانا في اليمن على الإطلاق والتي تشهد حصار مطبق من جميع الجهات المؤدية اليها وأعنف اشتباكات وقصف يومي من قبل مليشيات الحوثي وقوات الرئيس السابق علي عبد الله صالح ، ضحايا هذه الحرب هم السكان المدنيين الذين لا يجيدون لغة الحرب التي أحرفها وكلماتها وجملها تختصر في البارود وقذائف الدبابات والمدفعية والصواريخ بمختلف أنواعها وما يرافقها من حصار واحتجاز وتدمير للحياة العادية .
حيث تسود لغة الحرب ويصبح السكان لحم للمدافع والأطفال والنساء وكبار السن ضحايا غير محسوبين هم أولا ثم المدينة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى , مأساة كبيرة وكارثة إنسانية يمر بها الإنسان والأرض حيث بلغ عدد القتلى من الأطفال في مدينة تعز بسبب القصف والقنص المباشر من قبل قناصة مليشيات الحوثي وقوات الرئيس السابق علي صالح أكثر من 183طفل قتيل و1500طفل جريح , أما بالنسبة للنساء يبلغ عدد القتلى منهن أكثر من 98إمراءة و310 امرأة جريحة والقتلى الرجال من المدنيين الذين سقطوا بسبب القصف والقنص من قبل المليشيات أكثر 415 قتيل و3200جريح ولا يزال سقوط الضحايا مستمر في ضل استمرار الحرب والحصار على المدينة.
ومع الكم الكبير من هؤلاء الجرحى الذين يتساقطون يوميا في المدينة بسبب القصف اليومي والاشتباكات والقنص المباشر من قبل مليشيات الحوثي وقوات الرئيس السابق علي صالح إلا أنهم لا يجدون مستشفيات مؤهلة لاستقبالهم , فالعديد من مستشفيات المدينة أغلقت في بداية الحرب بينما المستشفيات المفتوحة تقصف من قبل المليشيات وتفتقد للإمكانيات التي تمكنها من استقبال الحالات بسبب الحصار المفروض على المدينة والبعض المتبقي يقع في مناطق اشتباكات واستخدمتها المليشيات ترسانة لها , فالأكسجين والمحاليل الطبية والأدوية معدومة في المستشفيات العاملة والكوادر الطبية مستهدفة بشكل كبير من قبل المليشيات مما سبب توقف كبير في أقسام المستشفيات المختلفة وأدى إلى توقفها والكوادر الطبية العاملة تقف عاجزة أمام كل هذا .
شلل صحي كبير لمدينة مقيدة بترسانة ضخمة وبمئات الآلاف من الأسلحة الثقيلة والمتوسطة تحاصر المدينة من منافذها وما يقارب على 12معسكر تعمل على خنقها بكل ما أوتيت من قوة ترهب المدنيين الذين يقفون عاجزين أمامها , جرحي مدنيين ليس لهم حولا ولا قوة يتوجهون لمستشفيات ليس لها إمكانيات الشفاء والكثير منهم يتساقطون أمام هذه المستشفيات ينتظرون رشفة أكسجين قد تعيد لهم أمل الشفاء.
ملائكة الرحمة ينتظرون ملائكةً آخرون يمدونهم بالمستلزمات والأكسجين والمحاليل الطبية لكي تستفيق هذه المستشفيات من سبات العجز والحاجة ليقومون بدورهم الإنساني والأخلاقي لإنقاذ المدنيين , ومستشفيات تعز تعاني الكثير من المشاكل سنحاول توضيح بعضها من خلال النقاط التالية :
منع المليشيات دخول الأكسجين كارثة تهدد مستشفيات تعز بالإغلاق الكامل
أغلقت العديد من المستشفيات والمراكز الطبية في تعز أبوابها أمام المدنيين حيث أغلق ما يقارب 26 مستشفى في مربع الحصار منذ بداية الحرب على المدينة و65 مستوصف ومركز طبي فيما بقي 6 مستشفيات و8 مستوصفات ومركز طبي مفتوحة جزئيا ( بحسب تقرير صادر عن تحالف منظمات المجتمع المدني تعز ) عملت على استقبال الجرحى وبعض الحالات المرضية الأخرى رغم الضعف الكبير في القدرة الاستيعابية أمام الكم الهائل من الجرحى والمرضى في ظل القصف المستمر على المدنيين والعجز المالي والدوائي وعدم توفر الأكسجين كليا على هذه المستشفيات فعملت على إعادة الكثير من المرضى دون أن تجري لهم أي عمليات جراحية.
منع إدخال اسطوانات الأكسجين من قبل مليشيات الحوثي وقوات الرئيس السابق علي صالح شكلت ضربة قاصمة على الحركة الصحية في مدينة تعز وأوصلت الحال إلى حد كارثي في ظل الاحتياج الكبير للأكسجين من قبل المستشفيات حيث أن مستشفى الثورة يحتاج لوحده في اليوم الواحد بمعدل 80 اسطوانة أكسجين بينما مستشفى الروضة الذي يعد المستشفى الميداني حيث يستقبل الحالات الجراحية بشكل يومي يحتاج إلى 70 اسطوانة أكسجين .
ومع ازدياد الحالات الطارئة التي تصل يوميا الى المستشفيات تزامنا مع منع الحوثيين لدخول الأكسجين لجاءت المستشفيات الى ادخال الاكسجين والتي تأتي من عدن إلى التربة ثم عبر طرق جبلية وعرة يتم إيصالها إلى داخل المدينة , وصل سعر الاسطوانة الواحدة 70 دولار ولا تستطيع المستشفيات ادخال الكم المطلوب لاحتياجها حيث يتم إدخال 50 اسطوانة اكسجين اسبوعيا أي بنسبة 7% فقط من الاحتياج العام لمستشفى الروضة والثورة .
وقد سجلت المستشفيات العاملة داخل تعز العديد من الوفيات بسبب انعدام الأكسجين ويأتي الأطفال في الدرجة الأولى من الوفيات , كما اضطرت المستشفيات للتواصل مع أهالي الأطفال الخدج بخصوص إخراجهم بشكل طارئ من الحاضنات لأنهم عرضة للموت المحقق لحاجتهم للأكسجين والبعض من هؤلاء الأطفال الخدج ماتوا بالفعل .
وسبق أن حذرت اللجنة الطبية العليا بمحافظة تعز من عواقب كارثية حقيقية لانعدام أسطوانات الأكسجين، وقالت إنها بحاجة طارئة للأكسجين ولا سيما في غرف العناية المركزة، جراء الحرب التي تشنها مليشيات الحوثي وقوات الرئيس السابق علي صالح على المحافظة.
وقالت اللجنة الطبية وإدارة المستشفيات في بيان مشترك لها في منتصف ديسمبر ، إنها اضطرت أخيراً للتواصل مع أهالي الأطفال الخدج بخصوص إخراجهم بشكل طارئ من الحاضنات، لأنهم باتوا عرضة للموت المحقق لحاجتهم الماسة للأوكسجين، وقالت أنها سجلت عدداً من الوفيات كمؤشر أولي لما وصفته بـ “المأساة الحقيقية لعدم توفر الأوكسجين”.
وأكدت اللجنة الطبية بأن عدداً من المصابين والجرحى “في حالة موت سريري وباتوا ينتظرون مصيرهم المحتوم، نتيجة إعلان المستشفيات العاملة عن توقف أقسام الجراحة بشكل اضطراري لصعوبة الحصول على الأوكسجين”.
وأشارت العديد من المستشفيات إلى أنه بالإضافة لتسجيلها لعددا من الوفيات كمؤشر أولي لما وصفته بالكارثة الكبيرة والحقيقية لعدم توفر الأكسجين , يعاني الكثير من المرضى من حالة الموت السريري وباتوا ينتظرون مصيرهم المحتوم نتيجة إعلان المستشفيات العاملة عن توقف أقسام الجراحة والكثير من الأقسام الأخرى كقسم الكلى الصناعية والغسيل الكلوي بشكل اضطراري لصعوبة الحصول على الأكسجين .
القصف وانعدام المشتقات النفطية تسبب بإغلاق العديد من المستشفيات داخل المدينة تعز
في مدينة تعز يوجد ثلاثة مستشفيات حكومية رئيسية وهي مستشفى الثورة العام ومستشفى العسكري والمستشفى الجمهوري بالإضافة إلى مركز الأورام السرطانية والمستشفى السويدي (النقطة الرابعة) المختص بعلاج الأطفال .
جميع هذه المستشفيات عانت بفعل المواجهات والقصف المباشر والذي أدى ذلك بمستشفى الثورة العام بإغلاق أغلب أقسامه بسبب هذا القصف المستمر والمباشر الذي يتعرض له بشكل يومي حيث أصيب أكثر من 20 موظف بالرصاص وبشظايا المتفجرات التي سقطت على المستشفى كما تضررت العديد من الوحدات العاملة فيه وتعطلت تماما , كذلك أغلقت أغلب أقسام مستشفى الجمهوري وأغلق المستشفى السويدي ومركز السرطان بشكل كامل بسبب التدمير الكبير الذي شهدته مبانيها من قبل مليشيات الحوثي والرئيس السابق لوقوعها في منطقة اشتباكات في الفترة السابقة والتي تم تحريرها من أفراد المقاومة الشعبية بعد ذلك.
كما سبب انعدام المشتقات النفطية شلل في حركة كل المرافق الصحية مما أدى إلى وفاة البعض وخاصة المصابين بالفشل الكلوي حيث توقفت أقسام الغسيل الكلوي في جميع مستشفيات المدينة مما أدى إلى تدهور حالات الكثير من المرضى ووفاة بعضهم .
وكانت الأمم المتحدة قد اتهمت الشهر الماضي الحوثيين وقوات صالح بعرقلة تسليم إمدادات إنسانية لنحو مأتي ألف شخص يعيشون “في حصار فعلي بالمدينة”.
وقال ستيفن أوبراين وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق إغاثات الطوارئ -في بيان- أن مستشفيات تعز باتت مكتظة بالجرحى وتواجه نقصاً فادحاً بالأطباء والممرضين والأدوية الأساسية والوقود .
كما اعتبر تقرير الاحتياجات الإنسانية الصادر عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية بأن محافظة تعز تعتبر المحافظة الأكثر تضرراً في الحرب الدائرة في اليمن.
وبحسب هائل الهلالي – محامي مستشفى الروضة وناشط حقوقي : تشهد مدينة تعز حصار خانق من قبل مليشيات الحوثي و صالح التي تسيطر على منافذ المدينة وتمنع دخول المواد الغذائية والإغاثية والأدوية والمستلزمات الطبية ، و القطاع الصحي أكبر ضحايا هذا الحصار الجائر حيث تشهد مستشفيات المدينة ومنها الروضة انعدام تام للأكسجين نتج عنه حالات وفيات بين المدنيين ، الضحية حمامة واحدة من ضحايا انعدام الأكسجين حيث أصيبت بشظية هاون أسعفت إلى مستشفى الثورة و لانعدام الأكسجين نقلت إلى مستشفى الروضة لنفس السبب نقلت إلى مستشفى الصفوة ثم تم نقلها إلى مستشفى الحكمة ثم إلى مستشفى الأمل بحثاً عن أسطوانة أكسجين ، وآخر محطة لها كانت مستشفى الجمهوري ، الجرح ينزف و الوقت يمر وهي تبحث عن أسطوانة أكسجين اقتربت شمس المغيب ، قاومت الموت ، لكن الموت كان أقوى ، حمامة فارقت الحياة .
مليشيات تقتل في الأرض وتحاصر المدنيين ، ليست حمامة أول ضحية ولا آخرها ، فالحصار لا يزال مستمر وقوافل من الجرحى تساق إلى المستشفيات كل يوم ، تقف الطواقم الطبية حائرة لا تجد علاج ولا أكسجين لتنقذ أرواح من يأتيها من المدنيين , لذلك نناشد المنظمات الحقوقية و الإنسانية لانقاد ضحايا جرائم مليشيات الحوثي و قوات الرئيس السابق في مدينة تعز التي توصف بالجرائم ضد الإنسانية .
عبدالتواب محمد صالح – مرافق جريح : أخي محمد أصيب بشظايا قذيفة هاون ، شظية اخترقت الرئة استقرت بجانب العمود الفقري من الخلف ، وشظيتين في الرقبة استقرت واحدة في الفقرة الرابعة ، وواحدة في الثالثة وشظيتين في الرجل اليمنى، ذهبنا به إلى الروضة إلا أن المستشفى تعذر بسبب انعدام الأكسجين ، أجريت له الإسعافات الأولية فقط ثم نقلنا إلى مستشفى الثورة ولم نجد أي متطلبات لجراحة المريض ، ثم نقلنا إلى الحكمة الذي وجدنا فيها أسطوانة أكسجين واحده يستخدمها المستشفى لجميع الحالات المرضية العاجلة آنذاك.
أجرينا له إسعافات أولية لنزيف الرئة ، أما بالنسبة للشظايا فالمستشفى اعتذرت عن إجراء العملية لأنها تتطلب جراحين أعصاب وعظام لعدم توفر الكادر ونقص الأجهزة والذين خرجوا من داخل المدينة بسبب القصف والحصار.
أيضا مما نعانيه أننا لم نجد الكثير من الأدوية مما يضطرنا إلى استخدام بديل ردي إن وجد والمريض بحالة يستدعي السفر به إلى الخارج من أجل نزع الشظايا التي مستقرة بجانب النخاع الشوكي , ولا نستطيع السفر به لعدم توفر الإمكانيات لدينا من جهة , وأيضا الحصار الذي تفرضه مليشيات الحوثيين علينا من جهة أخرى.
الصيدليات وشركات الأدوية في المدينة المحاصرة تعز
تعاني شركات وصيدليات الأدوية في تعز شحة الأدوية والمستلزمات الطبية وانعدام بعضها نظرا للحصار المطبق من قبل مليشيات الحوثي والرئيس السابق علي صالح .
حيث أغلقت العديد من الصيدليات وشركات الأدوية في بداية الحرب التي شنتها المليشيات على المدينة وبحسب تقرير صادر عن تحالف منظمات المجتمع المدني في تعز , أن الصيدليات المتوقفة في مربع الحصار وبسبب وقوع بعضها في مناطق اشتباكات هي 334 صيدلية فيما الصيدليات المفتوحة داخل مربع الحصار فيها قليلة جدا بالنسبة لما أغلق وهي 43 صيدلية فقط .
أما بالنسبة لأسعار الأدوية فشهدت المدينة ارتفاع كبير يقدر بنسبة 300% حسب بعض التقارير بسبب الحصار والجدير بالذكر أيضا انعدام الكثير من الأصناف والتي اختفت تماما في السوق .
وبحسب محمد عبدالواحد - صيدلية التلال : نعاني من عدم توفر الكثير من أصناف الأدوية بسبب الحصار الذي تفرضه مليشيات الحوثي وقوات الرئيس السابق علي صالح على المدينة وكما نعاني من ضعف كبير في حركة الشراء من قبل المدنيين لنزوح الكثير منهم لخارج مربع الحصار كما تشهد الأدوية وجميع المستلزمات الطبية ارتفاع كبير للأسعار .
وفي نفس السياق قال عبدالرحمن الصراري - مخزن أدوية محلات الصراري : أصبحنا محاصرين من كل شيء وأدويتنا خارج المدينة ولا نستطيع إدخالها بسبب الحصار .
الكثير من عملائنا أيضا في الأرياف ولا نستطع إخراج الأدوية إليهم وحركة السوق داخل المدينة تشهد ركود بشكل مخيف والأصناف التي تنتهي لا بديل لها كما قام العديد من التجار بالنقل إلى خارج المدينة .
لابد من فتح الحصار بشكل عاجل لكي نستطيع توفير الأصناف المعدومة والمهمة وهي سبب تضررنا وتضرر كثير من الصيدليات والمواطنين كما قامت أغلب الشركات برفع الأسعار بسبب ارتفاع الدولار واللعب بالعملات عمل على التشدد والخوف من قبل هذه الشركات .
وقال وائل الصلوي -مؤسسة ديدة للمستلزمات الطبية : نحن في مؤسسة ديدة نشهد شح كبير للكثير من المستلزمات الطبية والتي لدينا هي المتبقية من قبل الحصار وحركة الشغل ضعيفة جداً لعدم توفر القوة الشرائية والمديونية بالملايين عند الصيدليات ومخازن الأدوية ولا نستطيع المطالبة بها تماشياً مع الوضع الذي نعيشه . مخازننا شبه فارغة ولدينا بعض المستلزمات عالقة خارج المدينة من بداية شهر ستة ولم نستطع إدخالها بسبب الحصار إلا كرتون عملنا على إدخالها بالحبة من خلال التهريب ولكم أن تتخيلوا ذلك.
الأسعار مرتفعة جداً كان تكاليف الكرتون تصل إلى 300 ريال أما الآن فالكرتون يصل إلينا بتكاليف تبلغ 8000 ريال وهذا مما لاشك فيه ينعكس على المواطن البسيط وإذا استمر الوضع على هذا النحو سنضطر للإغلاق حتماً وسنلحق بالمؤسسات والشركات التي أغلقت منذ بداية الحرب كالعنتري والشرق .
(إن ما يقوم به مسلحي مليشيات الحوثي وقوات الرئيس السابق على عبد الله صالح من حصار للمدنيين والنساء والأطفال يعد جريمة ضد الإنسانية وجريمة إبادة جماعية وانتهاك صارخ لقواعد القانون الدولي الإنساني وجرائم لا تسقط بالتقادم وهي المسؤولة عما ينتج من كوارث إنسانية وصحية وبيئية في المدينة تعز) هكذا تصف المنضمات الإنسانية والحقوقية ما يحدث في تعز منذ 9 أشهر.
الكارثة الصحية التي تشهدها مدينة تعز تتطلب تدخلا عاجلا لوقف هذا التدهور وفك الحصار عن تعز والضغط من قبل المنظمات الإنسانية والدولية على مليشيات الحوثي وقوات الرئيس السابق علي صالح فالمدينة تعز برجالها ونسائها وأطفالها يناشدون إنسانية العالم بالتدخل السريع والعاجل لإنقاذهم من الحرب المفروضة عليهم علما بأن أبناء تعز بكل شرائحهم مدنيين لا ينزعون إلى العنف ولابد من وضع حلول عاجلة للتدهور الكبير التي تشهده المدينة المدنية تعز .