الرئيسية > اخبار وتقارير > التصعيد الإيراني ضد السعودية ينذر بإشعال المنطقة بحرب إقليمية

التصعيد الإيراني ضد السعودية ينذر بإشعال المنطقة بحرب إقليمية

التصعيد الإيراني ضد السعودية ينذر بإشعال المنطقة بحرب إقليمية

ينذر إعدام رجل الدين الشيعي نمر النمر ضمن 47 متهماً بالإرهاب في المملكة السعودية، بموجة جديدة من التصعيد في العلاقات بين إيران والسعودية المتوترة في الأصل لتلقي بظلال من الترقب والتشاؤم والمزيد من التعقيد على ملف الصراعات الدائرة بالوكالة بين البلدين في سوريا واليمن، حيث تأتي قبل أيام من المفاوضات اليمنية المرتقبة في 14 يناير الجاري، والمفاوضات السورية المقررة في 25 من الشهر نفسه، أما ملف الحوار والانفراجة المرتقبة بين الرياض وطهران بمبادرة جزائرية أصبح معلقا إلى أجل غير مسمى.

وسط مخاوف من تحول الحرب الدبلوماسية إلى حرب إقليمية مذهبية عسكرية مباشرة بعد توجيه التهديدات على لسان الحرس الثوري وصقور طهران خاصة مع دخول العراق وروسيا على خط المواجهة ضد الرياض.

وأثار إعدام "نمر النمر"، أمس السبت، حرب إعلامية ودبلوماسية بين طهران وموسكو، فيما أضرم محتجون إيرانيون النيران بالسفارة السعودية في طهران واقتحموا القنصلية السعودية في مدينة مشهد.

 

حرب دبلوماسية وإعلامية

حرب دبلوماسية وتهديدات تنذر بمفاجآت انتقامية قد تكون مباشرة أو عبر الأذرع الإيرانية العسكرية والميلشيات التابعة لها، حيث قال الحرس الثوري الإيراني: إن حكام السعودية سيواجهون تبعات إعدام رجل الدين الشيعي البارز نمر النمر.

وقال الحرس الثوري، في بيان نشرته وكالة مهر، "سينال ثأر قاس من آل سعود في المستقبل القريب وسيسقط هذا النظام الداعم للإرهاب والمعادي للإسلام"، حيث زعمه.

أما المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية علي خامنئي، فقال، اليوم الأحد، إن "الانتقام الإلهي سيطال هذا النظام بدون شك" حسب قوله، وهدد أحمد خاتمي عضو مجلس خبراء القيادة في إيران في مقابلة مع وكالة مهر الإيرانية للأنباء بأن تنفيذ الحكم سيؤدي إلى زوال الدولة السعودية. على حد زعمه. فيما قال نائب وزير الخارجية الإيراني "حسين أمير عبد اللهيان": "إن تنفيذ السعودية حكم الإعدام بحق رجل الدين الشيعي "نمر باقر النمر"، "سيكلف السعودية الكثير"، وبحسب ما نقلته وكالة "إرنا".

وفي بغداد، قال رئيس الوزراء حيدر العبادي: إن إعدام رجل الدين الشيعي نمر النمر سيكون له تداعيات على أمن المنطقة، مضيفا عبر حسابه الرسمي على فيس بوك: "سياسة تكميم الأفواه وتصفية المناوئين لن تجلب إلا مزيدا من الدمار والخراب". وقال خلف عبد الصمد، رئيس كتلة الدعوة في البرلمان العراقي، إن "إعدام الشيخ النمر سيخلف عواقب وخيمة ونهاية حكم آل سعود، وان هذه الجريمة ستجلب النقمة على بلادهم" بحسب زعمه.

 

كشف سجل إيران الأسود

بدورها ردت الخارجية السعودية ببيان شديد اللهجة حيث عبر مصدر مسؤول بوزارة الخارجية السعودية عن رفضها القاطع لكافة التصريحات العدوانية الصادرة عن النظام الإيراني، وأكد المصدر فى تصريحات نقلتها وكالة الأنباء السعودية "واس"، مساء أمس السبت أن النظام الإيراني آخر نظام فى العالم يمكن أن يتهم الآخرين بدعم الإرهاب، باعتباره دولة راعية للإرهاب، ومدان من قبل الأمم المتحدة والعديد من الدول، ويؤكد ذلك إدراج عدد من المؤسسات الحكومية الإيرانية على قائمة الإرهاب في الأمم المتحدة.

وأشار المصدر إلى أن تدخلات النظام الإيراني السافرة فى دول المنطقة، شملت كلاًّ من العراق واليمن ولبنان وسوريا، والتى تدخلت فيها بشكل مباشر من خلال الحرس الثوري، والميليشيات الشيعية من لبنان ودول العالم، والقبض على خلايا تابعة لنظام إيران قامت بتهريب المتفجرات والأسلحة إلى البحرين والكويت، والقبض على خلية تابعة لنظام إيران فى السعودية.

 

إثارة القلاقل والحروب المذهبية

يرى أستاذ القانون الجنائي الدكتور مصطفى السعداوي، في تصريح صحفي، أن "العلاقات السعودية الإيرانية متوترة بشكل يتوقع منها أي شيء، فالسعودية وإيران ضدان عقائديا وعسكريا، ولكن السعودية في مركز القوة الآن، وبالتالي يصعب الضغط على المملكة خارجيا، لكن قد تستغل طهران شيعة السعودية في إرباك المملكة، السعودية ستتعرض لأعمال تخريبية داخليا وخارجيا خلال الساعات المقبلة، كرد فعل انتقامي على إعدام النمر".بحسب قوله.

فيما يرى مراقبون أن إيران تؤجج التوتر المذهبي في المنطقة باستخدام ميليشيات تمولها ويدربها الحرس الثوري لزعزعة الأمن في الخليج لاستعادة الإمبراطورية الفارسية، لذلك تستهدف شيعة الخليج لتفتيت دول خليجية من داخلها، بالتزامن مع خطط تقسيم العراق وسوريا على أسس طائفية ونظام حكم يمكن للشيعة.

المثير للقلق أن التهديدات الإيرانية المبطنة عادة تحمل طابعا عسكريا، ومع صعوبة دخولها في حرب مباشرة ضد السعودية إلا أن طهران لديها ميلشيات شيعية وقوات من الحرس الثوري متغلغلة بعدة دول عربية وبإمكانها توجيه ضربات وإثارة قلاقل والتلاعب بورقة شيعة الخليج، ويعد أبرز مؤشر على ذلك فشل الهدنة الإنسانية باليمن والتصعيد الحوثي ضد الحدود السعودية الجنوبية، واستخدامهم لصواريخ بالستية، ومراوغة إيران بشأن مستقبل نظام الأسد وشخص بشار مع خوض حرب برية مستمرة للهيمنة على المؤسسات النافذة في سوريا.

من الملاحظ استقواء إيران بصمت الغرب عقب توقيع الاتفاق النووي بل تعتبرها الولايات المتحدة شرطي المنطقة وحليفها المفضل في حربها بالعراق، على حساب الرياض، وتستقوي إيران أيضا بالدب الروسي ، والمحور الرباعي الجديد "الإيراني الروسي العراقي السوري" الأمر الذي يجعل أي تهديدات إيرانية تؤخذ بمحمل الجد خاصة في ظل دول كبرى تبني مخططاتها ومكاسبها على تأجيج واستغلال الصراعات الطائفية والمذهبية بين السنة والشيعة.

وقد يفسر ذلك ذبول الصوت الأمريكي الخافت ضد طهران برغم تهديداتها المتواصلة، والجديدة وكان أخطرها تلك التي أعقبت حادث منى للحجيج، حيث تزامنت التهديدات الحوثية بخيارات إستراتيجية موجعة مع نظيرتها الإيرانية، باستهداف الداخل السعودي وإن اختلفت الذرائع حيث أعلن القائد العام للحرس الثوري الإيراني اللواء محمد علي جعفري في تصريح له 4 أكتوبر الماضي "إن الحرس الثوري جاهز بانتظار الأوامر لاستخدام كل طاقاته المتاحة لتوجيه الرد السريع والعنيف في سياق تحقيق مطلب قائد الثورة الإيرانية علي خامنئي القائد العام للقوات المسلحة لدفع النظام السعودي لتحمل المسؤولية تجاه كارثة منى الرهيبة واستعادة حقوق الحجاج الضحايا".

حالة من التربص الإيراني بالسعودية خاصة مع تدشينها التحالف الإسلامي العسكري بدون مشاركة إيران والعراق، واستمرارها في قيادة عاصفة الحزم باليمن وتمسكها برحيل بشار الأسد ودعم المعارضة السورية، ورفضها تخفيض حصصها واستمرار هبوط أسعار النفط.

الأمر الذي يجعل السعودية أكبر عقبة أمام المشروع الإيراني التوسعي خاصة مع قرب اكتمال المحور السعودي التركي القطري في مواجهة الحلف الروسي الإيراني.

 أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)
أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)