وصف محللون سياسيون سعوديون ظهور بوادر الخلافات بين معسكري جماعة الحوثي والرئيس المخلوع علي صالح، والتي تجلت في التصريحات النارية للقيادي في حزب المؤتمر عادل الشجاع ضد جماعة الحوثي، إضافة إلى إصرار كل من وفدي صالح والحوثي على التحدث كوفد منفصل عن الآخر في مفاوضات «جنيف 2» بأنها تعكس اتساع رقعة الخلافات بين طرفي الانقلاب والتمرد، خاصة مع اقتراب قوات الشرعية بدعم من قوات التحالف العربي، من صنعاء وبعد الخسائر الفادحة في عدد وعتاد الانقلابيين.
وكان عادل الشجاع القيادي في حزب الرئيس المخلوع شن انتقادات لاذعة إلى عبدالملك الحوثي وجماعته، متهماً إياه بتقويض حياة اليمنيين وتحويلهم إلى مسوخ غير قادرين على الاستمرار في الحياة. وأكد الشجاع، في أعنف خطاب من داخل معسكر الانقلاب نشره على صفحته الرسمية في «الفيسبوك»، أن الحوثيين استغلوا الدين لتجريع الشعب اليمني مرارة الظلم ومصادرة حقوقه.
مجريات المعركة
ووصف عضو مجلس الشورى السعودي والمحلل السياسي طلال ضاحي تصاعد الخلافات بين الجانبين بأنه سيؤثر على مجريات المعركة العسكرية في ميادين القتال خاصة بعد أن استعادت القوات الشرعية نحو 70 في المئة من الأراضي اليمنية واقتراب قواتها بإسناد من قوات وطيران دول التحالف العربي من صنعاء، وبعد الخسائر الفادحة في عدد وعتاد الانقلابيين، مشيراً إلى أن حركة الحوثي الانقلابية ليست جماعة متماسكة فكرياً وعسكرياً وسياسياً كما يعتقد الكثيرون، وإنما تنقسم إلى ثمانية فصائل تجمعها أهداف آنية مشتركة توفرها تباينات كثيرة مؤجلة.
علاقة مأزومة
وأضاف أن العلاقة بين جماعة صالح والحوثي هي علاقة مأزومة أصلاً ولكن المصلحة الآنية هي التي جمعتهما، مشيراً إلى أن ما تتواتر من أنباء من صنعاء تفيد بأن هناك أزمة ثقة بدأت في التزايد بين الرئيس المخلوع على عبد الله صالح والقيادات السياسية والعسكرية القريبة منه من جهة وبين زعيم المتمردين الحوثيين عبد الملك الحوثي وكبار معاونيه من جهة أخرى، مشيراً إلى أن ذلك يتجلى في عدم تنفيذ القادة العسكريين المخضرمين من جماعة صالح لتعليمات تصلهم من القيادات الحوثية.
من جهته اعتبر المحلل السياسي حسين بن فهد الأهدل أن تصاعد عدم الثقة وتنامي المخاوف بين طرفي الانقلاب والتمرد يتجلى في تصرفات المخلوع صالح الذي وفقاً لما نشر في وسائل إعلام بات يتخذ الكثير من التدابير الاحترازية لتعزيز إجراءات الحماية المرافقة لتحركاته، غير المعلنة بصنعاء عقب اقتراب القوات المشتركة من محيط العاصمة.
النأي بالنفس
وأضاف أن الرئيس المخلوع علي صالح ظل في كل أحاديثه الإعلامية ينأى بنفسه عن الحرب الدائرة في اليمن، ما يعني ضمناً أنه يحمل مسؤوليتها للحوثيين وهذا ما يثير حتماً حفيظة قادة الحوثي السياسيين والعسكريين، بالنظر إلى العداء السابق بين الجانبين عندما كان الرئيس صالح حاكماً لليمن.
نهاية الطرفين
الكاتب والمحلل السياسي عبد الله بن عمر العبدلي، قال من جهته إن الخلافات بين شقي التمرد اليمني سوف تعجل حتماً بنهاية الطرفين خاصة في ظل تصاعد الغضب الشعبي من استمرار الحرب وتدهور أوضاع الشعب اليمني في الداخل وهو ما أشار إليه القيادي عادل الشجاع التابع للرئيس المخلوع، في صفحته الرسمية على «الفيسبوك»، مشيراً إلى ما أكدته عدة تقارير إخبارية سابقة من أن اشتباكات عنيفة بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة قد وقعت بين الحليفين المتمردين.
بوادر الخلافات
أوضح الكاتب والمحلل السياسي عبد الله بن عمر العبدلي أن أولى بوادر الخلافات ظهرت للعلن خلال أغسطس الماضي، حيث وجهت قيادات بارزة في حزب المؤتمر الشعبي العام انتقادات لاذعة لجماعة الحوثيين الموالية لهم، واتهمتها بالفشل في إدارة المناطق التي لا تزال خاضعة لسيطرتها شمالاً، حيث تردي الأوضاع المعيشية للمواطنين وتراجع الخدمات وانهيار البنية التحتية في ظل تراجع حاد في الموارد المالية.