قبل عام من الآن، جعل وزير النفط السعودي الأمر واضحا أنه لا يهتم كثيرا بما يحدث لروسيا إذا فشلت الدول المنتجة للنفط في التعاون مع منظمة أوبك، التي تهيمن عليها السعودية، للحفاظ على ارتفاع الأسعار عن طريق تقييد الإنتاج.
وأضاف: «نريد أن نقول للعالم إن أن البلدان عالية الكفاءة الإنتاجية هي التي تستحق حصتها في السوق»، قبل أن يتم تعريف منطقة غرب سيبريا الروسية على أنها منطقة ليست جيدة في إنتاج النفط بأسعار تنافسية.
ومنذ ذلك الحين فقد تم تدمير الاقتصاد المعتمد على النفط في روسيا مع انخفاض أسعار النفط. هذا هو الرسم البياني الذي يوضح حالة الاقتصاد الروسي، والوارد في تقرير أوبك الأخير حول حالة سوق النفط العالمية.
لاحظ أن الناتج المحلي الإجمالي الروسي كان ينمو حتى هذا الوقت من العام الماضي، عندما أشار السعوديون أنهم كانوا في طريقهم إلى دفع روسيا إلى غياهب النسيان.
على مدار العام، خاضت جميع الدول المنتجة للنفط في العالم سباقا مجنونا إلى القاع. رفضت كل من روسيا والولايات المتحدة (ومجموعة أخرى من الدول) التعاون مع أوبك للحفاظ على معدلات أسعار مرتفعة. لذلك فقد لجأت الولايات المتحدة ودول أوبك إلى ضخ النفط الرخيص بشراسة بأسعار تنافسية.
وقد أدت زيادة المعروض إلى خفض الأسعار. بدأ النفط العام عند شعر يقترب من 55 دولارا للبرميل، وهو الآن عند مستوى يقارب 35 دولارا للبرميل كما يوضح هذا المخطط لخام غرب تكساس الوسيط.
ويبدو أن النفط يتجه إلى البقاء رخيصا. قالت منظمة أوبك أن سعر برميل النفط لن يرتفع إلى قيمة 100 دولار للبرميل مرة أخرى حتى عام 2040، وذلك في تقرير متعمق لها حول اتجاهات الطاقة على المدى الطويل.
النفط الرخيص ليس في مصلحة آل سعود أيضا، ولكن السعوديين لديهم المزيد من المال والنفط منخفض التكلفة أكثر من الروس. الألم بالنسبة للسعوديين يقابله عذاب حقيقي بالنسبة للروس. هذه هي النظرية وراء محاولة السعوديين إجبار روسيا على الخضوع لمنظمة أوبك، وفقا لـ«أمبروز إيفانز بريتشارد» من صحيفة التلغراف.
ويعتقد مسؤولون في الكريملين أن الهدف وراء السياسة السعودية هو إجبار روسيا إلى طاولة المفاوضات وإجبار روسيا على الانضمام إلى الكارتل الذي يسيطر على نصف إنتاج النفط في العالم.
الروس لا يخضعون هكذا، وفقا لما قاله الرئيس التنفيذي لشركة روسنفت الروسية لصحيفة «فاينانشيال تايمز» في وقت سابق من هذا العام. الرئيس «بوتين»، بطبيعة الحال، يشتهر بأنه لا يحب أن يكون مجبرا على فعل شيء، لذلك فمن غير الواضح لماذا يعتقد السعوديون أن هذا التكتيك يعمل.
العامل الآخر في هذه المعادلة هو الولايات المتحدة الأمريكية
كل من روسيا والسعودية ترغبان في رؤية حقول النفط الصخري في الولايات المتحدة تتوقف عن العمل. ومن شأن ذلك أن يترك تنامي السوق الصينية مفتوحا أمام روسيا لتوسيع حصتها هناك. تقول نظرية المؤامرة الروسية أن السعوديين يريدون تقييد إمدادات النفط الروسية فقط من أجل الحد من توغلها في السوق الصينية وترك الصين سوقا مفتوحا أمام السعوديين.
وبغض النظر عن كيفية ترتيب كل هذه الأجزاء المتحركة، فإن النتيجة هي أن كلا من المملكة العربية السعودية وروسيا تتحملان الآن الكثير من الألم أملا في الحفاظ على سعر منخفض جدا يدفع المواقع والمنتجين الأمريكيين إلى خارج السوق في وقت لاحق.
إنهم يعتمدون على أن الاحتياطيات النقدية الهائلة سوف ستسمح لهم بتحمل أي ثمن طالما أنه سوف يؤدي في نهاية المطاف إلى إيقاف صنابير إنتاج النفط الصخري في الولايات المتحدة.
وقد كلفت هذه الحرب الروس ثمنا غاليا. يوضح هذا الرسم البياني الصادر عن أوبك التغيرات السلبية في معدلات التضخم والبطالة في روسيا.
وقد استجابت روسيا للأمر ليس بتقليص عدد الموظفين (البطالة منخفضة من الناحية التقنية) ولكن عن طريق خفض الأجور وساعات العمل. مخططات أوبك التالية لحالة الإنتاج والبيع توضح كيف تأثرت الصناعة الروسية، وتوقف الروس عن ممارسة التسوق إلى حد كبير.