كشف باحث في تاريخ وآداب المسجد الحرام، عن أن سبب تغيير رخام شاذروان الكعبة المشرفة هو الحلقات الصفراء التي كانت مثبتة فيه لربط كسوة الكعبة المشرفة؛ حيث أثَّر لونها الأصفر الذهبي في معظم رخام الشاذروان وتحول لون جزء منه للونين الأصفر والبني، موضحا أنه تم تغيير هذه الحلقات من الأصفر للأبيض وبشكل أصغر.
وقال الباحث عبدالله الحسني الزهراني لـ"عاجل"، إن حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حريصة كل الحرص على سرعة عمل الإصلاحات والترميمات التي تحتاجها الكعبة المشرفة والمسجد الحرام عموما عند الحاجة، وأوضح الباحث الزهراني أن رخام الشاذروان الذي يجري تغييره هذه الأيام لم يمض على تركيبه سوى عشرين عاما؛ حيث تم تجديده خلال مشروع ترميم الكعبة الشامل في عهد الملك فهد بن عبدالعزيز- رحمه الله- عام 1417هـ.
وحول قصة بداية وضع الشاذروان وهل هو جزء من الكعبة؟"... قال الباحث إن للعلماء قولين حول الشاذروان وهل هو من جدار البيت الحرام أم لا؟، حيث يقول أبو حنيفة إنه ليس من البيت وهو اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية، بينما يرى الشافعية أنه من البيت ومن طاف عليه فعليه إعادة الطواف، والراجح أنه ليس من البيت، ويسمى تأزيرًا؛ لأنه كالإزار للبيت، والشاذروان الذي تم ترميمه في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد- رحمه الله- هو من بناء السلطان مراد الرابع عند بنائه للكعبة المشرفة سنة 1040هـ، أي أنه من تجديده وليس من ابتكاره.
وقال إن الشاذروان هو عبارة عن الحجارة المائلة الملتصقة بأسفل الكعبة المعظمة المحيطة بها من جوانبها الثلاثة، أما الجانب المقابل للحِجر فليس فيه شاذروان؛ ولكنها عتبة صخرية بارتفاع 11 سنتيمترا وعرض 40 سنتيمترا، يقف عليها بعض الطائفين حول الكعبة المشرفة تضرعًا بالدعاء، ولم يوضع شاذروان في هذه الجهة؛ لأنه لا يمثل حد البيت الشمالي، فالحد هنا يمتد إلى ستة أذرع وشبر داخل الحجر( نحو5.2 م)، كما أنه لم يوضع شاذروان أسفل باب الكعبة المشرفة تيسيرًا لوقوف الناس للتعلق بالملتزم للضراعة والدعاء، ويوجد مكانه عتبة بطول ثلاثة أمتار وخمسة وأربعين سنتيمترا، بارتفاع بسيط عن أرض الطواف.
وقيل إن أول من وضعه هو عبد الله بن الزبير- رضي الله عنهما- على قواعد إبراهيم- عليه الصلاة والسلام- لحماية جدار الكعبة المشرفة من تسرب المياه إليها؛ ولربط حبال ستارة الكعبة المشرفة في حلقاته المثبتة فيه لهذا الغرض؛ ولإبعاد أجساد الطائفين عن الاحتكاك بستارة وجدار الكعبة، كي لا تتضرر أجسادهم ولا يسرع التلف إلى ستارة الكعبة، وقد تم ترميم وتغيير الشاذروان نحو ست مرات.
ودعا الباحث "الزهراني" المعتمرين وزوار البيت الحرام لتعظيم بيت الله الحرام، فإن ذلك من تقوى القلوب، وأكد أن من مظاهر التعظيم عدم التعرض لأي من أجزاء الكعبة المشرفة أو كسوتها بأي سوء.