أوضح مصدر مطلع على المحادثات اليمنية الجارية في جنيف لـ" عربي 21"، خفايا بيان المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ، حول السماح بدخول مساعدات لمدينة تعز ووصول قافلة إغاثة إليها، وهو الأمر الذي نفته منظمات إغاثية، وأكدت على صعوبة الوضع في المدينة بعد الحصار.
وقال المصدر، الخميس، إن البيان صدر من طرف ولد الشيخ منفردا دون إطلاع وفد الحكومة الذي اعترض عليه عقب صدوره مباشرة، مشيرا إلى أنه "سيتم مناقشة موضوع رفع الحصار ودخول المساعدات إلى تعز الجمعة، وسيصدر بيان يوضح حقيقة الوضع بتعز، بناء على المعطيات على الأرض".
ونوه مصدر" عربي 21" إلى أن الحوثيين وممثلي حزب المؤتمر الشعبي الذي يرأسه علي عبد الله صالح، "رضخوا ووافقوا على دخول المساعدات إلى تعز في جلسة اليوم بعد ضغوط من وفد الحكومة الذي يضع وضع تعز بالأولوية"، وهو الأمر الذي اعتبره اعترافا "علنيا عن حصارهم للمدينة".
وكان ولد الشيخ قد أصدر بيانيا أكد فيه وصول قافلة محملة بالمساعدات الإنسانية الأساسية إلى أكثر المناطق تضررا في مدينة تعز، وأنه سوف يباشر بتوزيع المساعدات في الأيام المقبلة، مؤكدا توافق الأطراف المتنازعة على ذلك.
وجاء في البيان أن المبعوث الخاص للأمم المتحدة، "هنأ المشاركين في الجلسات على هذا الإنجاز المهم وشجعهم على مثابرة العمل للتوصل إلى اتفاقيات تسمح بالتنقل الآمن وغير المشروط للعاملين في الحقل الإنساني من أجل مساعدة المواطنين المحتاجين في مختلف المحافظات اليمنية".
ورأى مراقبون أن التسرع بنشر البيان بصيغة "توافق المشاركون"، يساوي بين الضحية والجلاد، ويضع مسؤولية حصار تعز بالتشارك بين السلطة الشرعية الذي يرأسها الرئيس اليمني عبدربه هادي من جهة، والحوثيين وحزب صالح من جهة أخرى، وهو الأمر الذي تنفيه المقاومة الشعبية التابعة لهادي، وتؤكد أن المسؤول عن الحصار ومنع دخول المساعدات هم الحوثيون.
واعتبر البعض أن الهدف من إصدار البيان محاولة الضغط على الوفد الحكومي، وتطمينه بأن المساعدات وصلت تعز من أجل الانتقال إلى مواضيع المباحثات الأخرى مثل وقف دائم لإطلاق النار، وهو ما يسعى له الحوثيون وحلفاؤهم قبل تنفيذهم أي التزام وفق القرار 2216، سواء إطلاق المختطفين أو الانسحاب من المحافظات أو تسليم السلاح.
ماذا جرى في سويسرا بشأن فك الحصار عن تعز والمساعدات؟
(مندب برس- عربي 21)