قال فيصل المجيدي - المحلل السياسي اليمني، إن من المجازفة القول إن محادثات جنيف المنعقدة حاليا بين أطراف الأزمة اليمنية، يمكن الوصول خلالها إلى عملية سلمية، خاصة مع جماعة ترفع شعار الموت، كما أنه من الخطأ الكبير الثقة في جماعة دون اختبارها اختبارا حقيقا لإثبات حسن النية، مشيرا إلى أن الأخبار تتحدث عن أنهم لم يتزحزحوا عن منطقة بداية السطر
وأوضح في تصريحات خاصة لـ"شؤون خليجية": "حسنا فعل الرئيس هادي عند ما قدم بين يدي المفاوضات ما يشبه الشروط على رأسها إطلاق المعتقلين من سجون المليشيا والذين بلغ عددهم في آخر إحصائية للتحالف اليمني لرصد انتهاكات حقوق الإنسان 7049 معتقل من بداية اجتياح صنعاء في 21 / 9 / 2014 حتى 15 / 11/ 2016 والمقدرة بـ2862 منهم سياسين، 146 إعلاميين، 939 نشطاء، 3102 آخرين، والقتلى 6764 قتيل مدني، 312 طفل، 398 نساء".
وبين "المجيدي" أن الشرط الثاني هو رفع الحصار عن المدن وبالأخص مدينة تعز التي منع عنها الأوكسجين للمستشفيات وحليب الأطفال والأدوية والغذاء والماء، مشيرا إلى أنه رغم هذا الطرح من الرئيس كمقدمة للجلوس مع المليشيا إلا أنه وقع خطأ بالاستجابة لضغوط الدول الغربية وعلى رأسها امريكا وروسيا وبريطانيا ومن خلفهم بكل تأكيد إيران التي يرغبن في إقامة عملية سياسية ستكون هشة بإدراج القتلة في الحكومة وتقاسم السلطة بعد أن لهث الحوثيون ورائهم لانقاذهم من مازقهم".
وأشار إلى أن الهدف الحوثي تكتيكي للوصول للاستراتيجي، بمعنى أن يقبل بالتفاوض تحت القرار 2216 ثم يحتال عليه بمساعدة الدول سالفة الذكر وباداة الأمم المتحدة، ومن هنا وتحت الضغط السالف الذكر ورفع امريكا للافتة انعقاد مجلس الأمن الدولي الذي سيعقد جلسة تحت راستها في 22 / 12 / 2015 اي بعد اسبوع من انعقاد المفاوضات لاستعراض ما حدث في جنيف ونتائج لقاءات الحكومة والمتمردين.
وتابع "المجيدي": "لكن ورغم كل الدعم الغربي والروسي والإيراني إلا أن الحوثي وكالعادة لا يساعد حتى أصدقاءه وحلفائه الراغبين في إنقاذه فإنه لم يف حتى بالهدنة التي أصر عليها فقد خرقها في دقائقها الأولى بإطلاق صاروخين في تعز ثم توالت الخروقات إذ تم إحصاء ما يقارب 50 انتهاك من الحوثيين للهدنة".