أقدمت مجموعات مسلحة تابعة للمقاومة الشعبية بمحافظة عدن، صباح اليوم الخميس، على احتجاز العشرات من أبناء المحافظات الشمالية في منطقة كريتر وتجميعهم على الرصيف لساعات، تحت ذريعة إجراءات أمنية.
وأوضح شهود عيان لـ"مندب برس" أن قوات من المقاومة الشعبية قامت بنصب نقطة تفتيش على مدخل منطقة كريتر وقاموا بتفتيش السيارات والمركبات وإنزال أي شخص ينتمي للمحافظات الشمالية، وقاموا بتجميع العشرات على الرصيف واحتجازهم لساعات ليسمحوا لهم بعد ذلك بمغادرة المنطقة ورفض إدخالهم لمنطقة كريتر.
وقد نفى مكتب محافظ عدن العميد عيدروس الزبيدي وجود أية أوامر من قيادة المحافظة باتخاذ إجراءات أمنية ضد الباعة الشماليين في عدن، موضحا أن ما حدث هو تصرف فردي من قبل أحد أفراد المقاومة في كريتر وقد تم ابلاغ المحافظ بذلك، حيث وجه المحافظ عيدروس الزبيدي بمواجهة الموضوع بكل حزم ومنع تكرار مثل تلك التصرفات التي تهدف إلى إعاقة عمل قيادة المحافظة.
كما أكد منصور زيد السكرتير الإعلامي على أن ما حدث في منطقة كريتر، اليوم الخميس، ضد الشماليين أمر لا يقبله عقل او منطق وسيتم مواجهته بحزم.
وقد أثار نفي مكتب محافظ عدن للأنباء التي تحدثت عن توجيه المحافظ باتخاذ إجراءات أمنية ضد أبناء المحافظات الشمالية واتهامه لمن قام بهذه التصرفات بالعمل على إعاقة قيادة المحافظة قبل تسلم مهامها، أثار الكثير من التساؤلات حول الطرف الحقيقي الذي يقف خلف هذه التصرفات غير المسؤولة والأهداف التي يسعى إليها.
لعبة عفاشية حوثية بأيادي جنوبية
من جهته توقع الكاتب والمحلل السياسي أحمد رناح وجود ما أسماها بـ"اللعبة العفاشية الحوثية" التي تهدف إلى تشويه المناطق المحررة، وذلك عن طريق الإيعاز إلى أشخاص من أبناء المناطق الجنوبية الذين يسمون أنفسهم بقيادات في المقاومة الشعبية والحراك الجنوبي بالقيام بهذه التصرفات العنصرية المقيتة بحق أبناء المناطق الشمالية بدواعي مناطقية وعنصرية، مشيراً إلى أنهم في حقيقة الأمر يتبعون جهاز الأمن القومي التابع لعلي صالح.
وأشار رناح خلال حديثه لـ"مندب برس" إلى أن هذه الحوادث تتكرر بشكل مستمر في كثير من المحافظات الجنوبية كعدن ولحج والضالع وحضرموت وشبوه، وآخرها ما حدث اليوم بمنطقة كريتر في محافظة عدن.
وعبر الكاتب والمحلل السياسي أحمد رناح عن ألمه الشديد من ذلك المشهد العنصري، حيث تم ايقاف الناس وحشرهم على قارعة الطريق وكأنهم اسرى حرب، حد وصفه، بحجة حفظ الامن، مشيراً إلى أنه وفي ذات الوقت ينتشر مسلحو القاعدة علانية دون اعتراضهم من قبل هذه القيادات العنصرية.
كما أكد رناح على أن المجتمع اليمني بأكمله عربي ومسلم وتحكمه منظومة من القيم والأخلاق وعادات العرب وتقاليدها أكثر مما تحكمه القوانين والأنظمة الحكومية، وما حدث يعتبر سقوطا أخلاقياً وقيمياً لا يمت للعرب وللمسلمين بصلة.
وأضاف رناح: عندي دليل ان مثل هذه الاعمال التي تقوم بها هي قيادات عفاشية اخترقت الحراك الجنوبي واصبحت تتحكم فيه، مشيراً إلى أن مثل ما حدث في عدن اليوم من تصرفات حدثت في نفس الوقت في منطقة حدودية بين منطقة "حريب" التابعة لمحافظة مأرب ومنطقة "عين شبوة" لنفس الغرض، مؤكداً أنه هذه المنطقة تنتشر فيها ميليشيات الحوثي وصالح.
وختم حديثه لـ"مندب برس" بقوله: هناك اختراق كبير للحراك الجنوبي من قبل صالح وهو ما نراه ونشاهده من تجييش مناطقي كبير وهو اسهل الطرق لاحتواء اكبر شريحة من العامة ودهماء الناس وقيادتهم الى تنفيذ مخططات صالح في تقسيم اليمن ونشر الحروب والأزمات في كل ربوعه.
وضع معقد ورأس السلطة لم يسلم
أما الناطق باسم قوات المقاومة الشعبية بمحافظة عدن علي الأحمدي اعتبر أن ما حدث نتيجة لتعقد الوضع في مدينة عدن بشكل كبير، خلال الخمسة أشهر الماضية، جراء التأخر في عودة الدولة والتقاعس عن ترتيب اوضاع المقاومة ومعالجة آثار الحرب، مؤكداً على وجود وضع سيء في ضبط ملفات كثيرة كالأمن وملف الجرحى وملف الايرادات من الضرائب وغيرها.
وأوضح الأحمدي أن المحافظ المغتال جعفر سعد لم يسلم من تعقد الوضع في مدينة عدن، حيث تعرض جعفر سعد جراء هذا الوضع الى مواقف لا تختلف كثيرا عما جرى للعمال، حيث تم منعه من دخول مبنى المحافظة وتم احتجازه في مبنى المجلس المحلي في الشيخ وتم حصار بيته في جولد مور، مضيفاً: هذا وهو رأس السلطة في المحافظة.
وأضاف: المسؤولية كبيرة والوضع ليس بالهين ومطلوب من المحافظ الجديد العمل بجد نحو عودة أجهزة الدولة الرسمية وسلطاتها الأمنية والقضائية حتى لا يستمر هكذا وضع، مطالباً من الكتاب والاعلاميين شماليين وجنوبيين دعم هذا التوجه بدلاً من البحث عن فرصة للطعن في نوايا المحافظ الجديد أو العكس بتبرير هذه التصرفات المسيئة وإيجاد الأعذار لها.
وفي نهاية بيانه، أعلن الأحمدي عن تضامنه مع كل مواطن يتعرض لأي تمييز أو مضايقة، متمنياً في الوقت ذاته أن يرى الجميع نهاية لمثل هذه التصرفات الفردية التي لم تصدر عن أي جهة حكومية ولا قيادة مقاومة.