تصاعدت التساؤلات حول مصير جنيف 2 والذي تشير عدد من التطورات إلى أن نهايته قد تكتب قبل حتى بدايته، أم أن هناك اتفاق جديد قد يطفوا على السطح خاصة مع تسرب مسودة محادثات مسقط حول اليمن، والتي لم تشر للقرار 2216، حيث يعد من أبرز شروط الحكومة الشرعية اليمنية للدخول في المفاوضات، بل و أكدت في أكثر من تصريح أن مفاوضات جنيف تدور في الأساس حول كيفية تطبيق هذا القرار.
و رغم تجاهل محادثات مسقط للقرار الأممي إلا أن التصريحات الأخيرة لرئيس الوفد اليمني لجنيف 2 عبد الملك المخلافي تكشف التباين الكبير بين محتوى المسودة، وبين مطالب وفد الحكومة اليمنية مما يشير لاحتمالية كبيرة لفشل جنيف 2 حتى قبل بدئها.
مسودة محادثات مسقط بين وفد الحوثي وصالح ومبعوث الامم المتحدة تتجاهل القرار الأممي 2216:
ونشرت وكالة تسنيم الإيرانية، أمس السبت، مسودة "محادثات مسقط حول اليمن تمهيدا لمحادثات جنيف" مشيرة إلى أن اللقاء في العاصمة العمانية مسقط بين وفد أنصار الله وحزب المؤتمر الشعبي العام من جهة، و المبعوث الدولي إسماعيل ولد الشيخ من جهة أخرى، خلصت إلى ورقة تفاهمات بين الطرفين".
وقالت الوكالة في تقرير لها أن "القضايا الرئيسية المطروحة للنقاش من ثلاث مكونات مبدئية هي، خارطة الطريق لعودة اليمن إلى الانتقال السياسي، وإجراءات بناء الثقة، والخطط التنفيذية".
وأضافت الوكالة في تقريرها أن "خارطة الطريق تنص وفق المسودة، على التوصل إلى وقف إطلاق نار دائم ومستدام، والانسحاب المتفاوض عليه للقوات العسكرية والاتفاق على إجراءات أمنية مؤقتة، والتعامل مع الأسلحة الثقيلة و المتوسطة، واستعادة سيطرة الحكومة على مؤسسات الدولة واستئناف عملها بصورة ?املة، واستئناف الحوار السياسي".
وحول اجراءات بناء الثقة فقد قسمتها الوكالة، إلى "الإجراءات الفورية لتحسين الوضع الإنساني"، "الإجراءات الفورية لإنعاش الاقتصاد"، "إطلاق سراح المعتقلين"، و"وقف إطلاق النار بشكل محلي حيثما أمكن، ?خطوة أولية نحو إعلان وقف إطلاق النار على المستوى الوطني على أن تحدد النقاشات الإجراءات المتفق عليها والخط الزمني لتنفيذها والرقابة على التنفيذ".
وحول الخطط التنفيذية لإطار العمل العام، قالت الوكالة أنها شملت المعالم الرئيسية والأطر الزمنية، وآلية حل الخلافات والرقابة والتدقيق ودور الأمم المتحدة والأطراف المعنية.
وقالت "تسنيم " أنه "سيتم توجيه الدعوات لكل من الرئيس عبد ربه منصور هادي لتسمية ممثلي الحكومة اليمنية من جهة، والأمين العام للمؤتمر الشعبي العام عارف الزو?ا، والناطق باسم حر?ة "الحوثي" محمد عبد السلام اللذين سيقومان بتسمية وفد واحد مشترك، على أن يتألف ?ل من الوفدين من ستة أعضاء و أربعة مستشارين، فيما يحق للمبعوث الخاص إشرا? أعضاء ومستشارين إضافيين بالاتفاق مع ?لا الطرفين.
وأشارت الوكالة أن وفد الحوثيين وممثلي المؤتمر الشعبي العام قد ناقشا مسودة جدول أعمال مؤتمر جنيف 2 المرتقب، قبل أن يغادر ولد الشيخ إلى الرياض حاملاً ما في جعبته الدبلوماسية من نتائج لإطلاع الطرف السعودي عليها".
ونصت مسودة المبعوث الأممي الذي وضع مخرجات الحوار الوطني و قرار مجلس الأمن 1325 في الاعتبار على أنه يجب أن يتمتع الوفد بكامل الصلاحية للتفاوض على اتفاقات ملزمة ، على أن نتائج جلستي العمل ليست نهائية قبل المصادقة عليها في الجلسة العامة، بحسب ما قالت الوكالة الإيرانية.
المخلافي يؤكد تمسك الحكومة الشرعية بالقرار الأممي 2216:
جاءت تسريبات وكالة تسنيم الإيرانية بعد يوم واحد من تصريحات لرئيس وفد الحكومة اليمنية الشرعية في المفاوضات عبد الملك المخلافي والتي أكد فيها عدم تنازل الطرف الذي يمثله عن جنيف 2 حيث قال :" إن المشاورات مع مبعوث الأمم المتحدة لليمن? إسماعيل ولد الشيخ? أفضت إلى التأكيد على أن تكون المفاوضات مرتكزة على تطبيق قرار مجلس الأمن رقم ?2216 وكشف عن قرب إعلان الأمم المتحدة موعد المفوضات خلال أيام.
وبحسب صحيفة الشرق الأوسط، قال المخلافي "إن الحكومة الشرعية والقيادة السياسية، ملتزمة بتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم ?2216 وقد أبلغنا المبعوث الأممي أن المفاوضات سترتكز على ذلك".
وحول شروط وفد الحوثي والتي ترتكز على وثيقة مسقط، قال المخلافي إن «هذا الأمر أصبح جزءا من الماضي? نحن لا يهمنا ما يكتب بوسائل الإعلام أو ما ينشروه على صفحاتهم، ما يهمنا هو قرارات مجلس الأمن وما جرى الاتفاق عليه مع المبعوث الأمم إسماعيل ولد الشيخ». موضًحا أن «الحكومة لديها تجارب مريرة مع الانقلابيين لكن ما يهمنا هو ما سيتم الاتفاق عليه».