تفرض جماعة الحوثي على خطباء المساجد في المناطق الخاضعة لسيطرتها تعميما اسبوعيا يتضمن مصفوفة من التوجيهات بما يخدم مشروعها الإنقلابي.
واقدمت ميليشيا الحوثي منذ انقلابها على الدولة واجتياحها للمحافظات اليمنية على اقتحام عشرات المساجد وفرضت خطباء وائمة من انصارها، فيما اختطفت خطباء آخرين يناهضون سياساتها ومشروعها.
وقد تضمن احد بنود التعميم الذي حصل "مندب برس" على نسخة منه، إلزام خطباء المساجد بالتأكيد على ان "عرقلة تشكيل الحكومة تحت مبرر شرعية مجلس النواب غير مقبولة، وأن التمسك بهذا الخيار غير مقبول، ويعتبر مشاركة للخونة والمرتزقة" حسب ما جاء في التعميم.
ويرى مراقبون أن توجيه الحوثيين للخطباء بتلك النقطة ناتج عن خلافات حوثية مؤتمرية حول تشكيل حكومة في صنعاء تديرها تلك المليشيات حيث يرى الحوثيون سرعة تشكيل حكومة طوارئ فيما يرفض الرئيس المخلوع ذلك بحجة عدم نيل الشرعية الكاملة التي يجب أن يخولها مجلس النواب بذلك.
وكان الاعلان الدستوري الذي اعلنه الحوثيين بعد انقلابهم على الدولة قضى بحل مجلس النواب الذي تهيمن عليه كتلة حزب المؤتمر الذي يرأسه صالح، وتشكيل اللجنة الثورية العليا كبديلاُ وعين لرئاستها محمد علي الحوثي.
وفشلت ميليشيا الحوثي منذ تسعة أشهر بتشكيل حكومة في إطار "الخيارات الإستراتيجية" التي لوحت بها الجماعة وأخرجت من أجلها تظاهرات لتأييدها، تحت عنوان "التفويض".
الجدير بالذكر؛ أن عدد من مساجد امانة العاصمة، يخلو عادة في يوم الجمعة من المصلين نتيجة لقيام جماعة الحوثي فرض خطيبها الخاص بقوة السلاح، وإبعاد خطيب المسجد الرسمي عن الخطابة بحجة الدعشنة والعمالة لدول العدوان - حسب وصفهم.