قال مصدر مقرب من الحكومة اليمنية إن المبعوث الدولي للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد يضغط في مسقط لدفع فريق الحوثيين والرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح إلى المشاركة في مفاوضات جنيف على قاعدة قرار مجلس الأمن الدولي 2216.
وأضاف المصدر في تصريح لـ”العرب” أن الكرة باتت في ملعب الحوثيين وأن الحكومة في انتظار أن يتم تحديد موعد جنيف2.
ولفت إلى أن الجانب الحكومي بات متحررا أكثر من أي وقت مضى من الضغوط الخارجية بعد أن انكشفت نوايا المتمردين.
ويعيش الحوثيون حالة من العزلة الشعبية والدبلوماسية ما دفعهم إلى اتخاذ خطوات وصفها مراقبون باليائسة مثل تفجير الجسور الواقعة في محافظة تعز (جنوب غرب) الثلاثاء في محاولة لوقف تقدم القوات اليمنية والعربية الداعمة للشرعية.
واتهم مسؤول في الأمم المتحدة الحوثيين بعرقلة تسليم إمدادات إنسانية للمدنيين بتعز وحذر من أن ما يصل إلى 200 ألف شخص يعيشون في “حصار فعلي” بالمدينة.
وتتزامن عزلة المتمردين مع زيادة وتيرة الدعم العربي للرئيس اليمني عبدربه منصور هادي ولحكومته استعدادا لتسلمها قيادة شؤون اليمن على ضوء ما ستفرزه مفاوضات جنيف2 التي تضغط الأمم المتحدة من خلالها لدفع فرقاء الأزمة اليمنية لحضورها والخروج منها بخارطة طريق واضحة لإنجاح الحل.
وليس مستبعدا أن يكون هدف الحوثيين من تفجير الجسور وتشديد الحصار على المدنيين استفزازا للحكومة ودفعها لمراجعة موقفها من المشاركة في جنيف حتى لا يبدو المتمردون هم السبب في إفشال الحوار.
لكن المراقبين قالوا إن هامش المناورة لدى المتمردين محدود في ظل قرار الحكومة بالمشاركة في المفاوضات بعد أن تضمنت المسودة الأولية التي عرضها المبعوث الأممي القرار 2216 كأرضية للحل.
وفيما يقفل الحوثيون أبواب التواصل مع العمق الإقليمي، فإن الطرف المقابل يحظى بدعم عربي واعد ليس فقط لتحقيق النصر العسكري المباشر الذي يسمح بإعادة الاستقرار للبلاد، وإنما لدعم اليمن في تحقيق الاستقرار الاقتصادي.
وكان ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان أكد مساء الاثنين خلال لقائه بشيوخ ووجهاء قبائل مأرب على أن “التحالف العربي مصمم على دعم الحكومة اليمنية الشرعية وتمكينها من أداء أعمالها وأدوارها ومساندتها في تطهير اليمن من الانقلاب والتمرد والتطرف والجهل والعنف”.
وعزت مصادر مطلعة في المقاومة الشعبية بتعز في تصريح لـ”العرب” تأخر حسم المعركة في المحافظة إلى قيام المتمردين بزرع الألغام ونسف الجسور التي تربط بين مناطق المحافظة بهدف عرقلة تقدم المقاومة.
وتسعى المقاومة إلى الإسراع بتحرير المحافظة رغم ألغام الحوثيين، وخاصة رفض حزب التجمع اليمني للإصلاح (إخوان مسلمون) السماح لها بالتقدم لمواجهة المتمردين انطلاقا من المواقع التي يسيطر عليها في المحافظة.
وعمل الحزب الإخواني على فرض سيطرته على المحافظة بالتسلل إلى المواقع المحررة، مقايضة المقاومة بالقبول بأتباعه لإدارتها والتصرف في المعونات الإنسانية التي تقدمها أطراف عربية للسكان.
وأكد مصدر عسكري في محافظة مأرب لـ”العرب” حشد قوات كبيرة من الجيش الوطني استعدادا لما قال إنها المعركة الحاسمة لتطهير المناطق التي لا تزال تحت سيطرة ميليشيا الحوثيين وقوات صالح.
وأشار المصدر إلى أن الأيام القادمة ستشهد تحرير منطقتي صرواح وبيحان في سياق خطة لقطع طرق الإمدادات بين صنعاء ومحافظتي البيضاء والجوف وفتح الطريق للتقدم إلى مناطق خولان في محافظة صنعاء.
وأشار الصحفي عبدالوهاب بحيبح في اتصال هاتفي مع “العرب” من مأرب إلى أن المعارك ما زالت تدور قرب مركز مديرية صرواح وجبل هيلان.
وأضاف أن معركة صرواح على وشك الحسم في ظل توافد قوات عسكرية كبيرة إليها آتية من العبر، وأن قوات أخرى تتحرك في اتجاه ماس ومفرق الجوف بشكل متزامن مع تحرك الحسم في جبهة صرواح.
وذكر بحيبح أن تطورات لافتة حدثت في مناطق بني ضبيان خولان بين الحوثيين وأبناء بني ضبيان، لافتا إلى أن هذا التحرك هو الأول من نوعه في تلك المناطق حيث يحمل بوادر إيجابية لنقل المعركة إلى صنعاء.