أثارت الدعوة التي أطلقها المخلوع، علي عبدالله صالح، لمشايخ ووجهاء وأبناء محافظة تعز، لوقف القتال والاحتراب، استغراب الكثير من اليمنيين، الذين عدوها محاولة فاشلة جديدة من صالح، للمراوغة والتملص من مسؤولية ما يجري في تعز، مشيرين إلى أن المخلوع اعتاد دوما الانسحاب من حلفائه بعد أن يتورطوا، ومن ثم يخلي مسؤوليته ويتراجع، وهو ما يفعله اليوم مع حلفائه الحوثيين الذين بات مقاتلو المقاومة الشعبية يحاصرونهم من جميع الجبهات.
وقال محللون سياسيون إن صالح يحاول تقمص دور المحايد، الذي يتوسط بين الفرقاء والمتنازعين، مشيرين إلى أنه السبب الرئيس في ما يشهده اليمن حالياً، وأن ضباط الحرس الجمهوري الموالين له يرتكبون أفظع الجرائم في تعز، ومختلف محافظات اليمن ومدنه، وأن المساءلة سوف تطاله حتما.
اللعب على المتضادات
قال المحلل السياسي ناجي السامعي إن المخلوع يمارس هوايته في تبني الأشياء وضدها، ويحاول التنصل من مسؤولية ما يجري، وأضاف "معلوم عن صالح التناقض، فهو مرة يتحدى في وسائل الإعلام أن تسقط تعز، ويؤكد أن عناصره قادرون على مواصلة احتلالها، وها هو اليوم يدعو "المتصارعين" حسب قوله إلى الاحتكام لدعوات العقل، ووقف القتال، وظل طوال فترة حكمه يمارس هذه العادة، فيتحدث عن الخطر الذي يمثله تنظيم القاعدة، ويدعو للوحدة في مواجهته، بينما يدعم سرا نفس التنظيم، وكان يتظاهر بمعاداة الحوثيين، وأثبتت الأيام أنه هو الذي صنع هذه الجماعة المتمردة وأمدها بالسلاح، وخلال الأحداث الأخيرة فتح لها مخازن الجيش على مصراعيه".
وتابع "لن تنطلي هذه الحيلة الساذجة على أحد، وسيجد المخلوع نفسه أمام محكمة الجنايات الدولية، ليدفع ثمن ما اقترفته يداه بحق الشعب، والأدلة على تورطه أكبر من أن تحصى".
سخرية لاذعة
كان صالح قد دعا في منشور على صفحته بموقع فيسبوك إلى "وقف القتال العبثي الذي تشهده تعز بدون أي هدف، والجلوس على طاولة الحوار لبحث كل قضايا الخلاف بين المتقاتلين، والاتفاق على إزالة أسباب الاقتتال والتناحر، وأن يتم خروج كل المليشيات من كل الأطراف، من هذه المحافظة المسالمة، على أن تتحمل السلطة المحلية ورجال الأمن والجيش مسؤولية زمام الأمور وتسيير شؤون المحافظة".
وما أن انتشر خبر هذا المنشور على صفحات التواصل الاجتماعي، حتى بادر آلاف اليمنيين إلى الدخول على الصفحة وإمطارها بالتعليقات الساخرة، التي تؤكد أن المخلوع مصاب بحالة من انفصام الشخصية، تدفعه في بعض الأحيان للتراجع فجأة عن كثير من الأشياء التي تبناها قبل وقت قصير. فيما أشار آخرون إلى أن المخلوع، رغم تخبط سياساته – يحاول أن يثبت أنه أكثر ذكاء من الآخرين، فيندفع معهم في مغامرات طائشة غير مدروسة، وعندما يتضح له سوء عاقبته يسارع إلى التنصل منها وإنكارها.
صالح يناقض نفسه ويدعو لهدنة بتعز
(مندب برس- الوطن السعوديه)