كشفت مصادر في المنطقة العسكرية الأولى بمحافظة حضرموت اليمنية، عن تجدد المواجهات العسكرية بين الجيش ومسلحين على صلة بتنظيم داعش، دون أن تسجل أي إصابات. وذلك بعد عدة أيام على تنفيذ التنظيم هجمات دامية، استهدفت مواقع أمنية تابعة للجيش أسفرت عن مقتل 16 جندياً وعشرات الجرحى بينهم مدنيون و11 من المهاجمين.
حيث قالت المصادر - التي اشترطت عدم الكشف عن هويتها - إن المواجهات تجددت عند منتصف ليلة أول من أمس، حينما شن عدد من المُسلحين هجوما ثانيا على نقطة وادي سر العسكرية، لانتشال جثث زملائهم التي ظلت مرمية على الأرض وفي العراء منذ الجمعة الماضية. مضيفة أن المُسلحين اضطروا للانسحاب بعد أن فوجئوا بحجم القوة العسكرية الموجودة في النقطة العسكرية، حيث تم تعزيزها بالعشرات من الجنود والآليات بعد ساعات فقط من تعرضها للهجوم الإرهابي.
إصابة قائد عسكري

أكدت مصادر عسكرية إلى "الوطن" صحة الأنباء التي تحدثت عن إصابة قائد اللواء 135 ميكا المرابط في صحراء العبر، العميد يحي أبوعوجا، في المواجهات التي اندلعت الجمعة الماضية. حيث أصيب بجراح طفيفة بعد أن اضطرت الطائرة العمودية التي كان على متنها إلى الهبوط الاضطراري بالقرب من الخط العام، بعد أن تعرضت لطلقات نارية.
وأضافت المصادر أن المروحية كانت تطير على علو منخفض أثناء ملاحقتها المسلحين، وأصيبت بنيران المتشددين، مما أضطر قائدها إلى الهبوط بها على بعد مسافة لا تزيد عن 3 كيلومترات شرق موقع نقطة وادي سر التي تعرضت للهجوم. حيث لا تزال الطائرة متوقفة هنالك تحت حراسة مشددة.
تأهب وطني
وكان مساعد وزير الدفاع اليمني، اللواء عبدالقادر العمودي، استبعد في حديثه إلى "الوطن" مقدرة تنظيم داعش على السيطرة على مدن وادي وصحراء حضرموت، أسوة بما فعله نظيره تنظيم القاعدة في السيطرة على مدن ساحل حضرموت. وذلك بسبب القوة الكبيرة التي يتمتع بها الجيش في الوادي، إضافة إلى بعض الإجراءات التي قال إن الحكومة الشرعية تقوم بالإعداد لها لمواجهة هذه التطورات.
إلى ذلك، قال عاملون في مستشفى سيئون العام إن عددا من جثث الجنود والمتشددين وصلت إلى المستشفى متفحمة جراء الانفجارات، وإنهم لم يتمكنوا من التعرف على هوية بعض الجثث، فيما ذكر مواطنون أنهم شاهدوا بعض الجثث في المُستشفى وقد وضعت عليها لوحة ورقية صغيرة كُتب عليها "مجهول الهوية".
وكان تنظيم داعش في اليمن قد أعلن عبر مواقع إلكترونية مسؤوليته عن الهجمات التي استهدفت مواقع أمنية للجيش على طول الطريق الممتد بين مدينتي سيئون والقطن. قائلاً إن هجماته التي استخدمت فيها السيارات المفخخة والعبوات الناسفة تسببت في مقتل أكثر من 50 جنديا، وهو ما نفته مصادر الجيش اليمني التي أكدت استشهاد 16 جنديا في تلك الهجمات الإرهابية.