الرئيسية > اخبار وتقارير > الإغاثة في اليمن من منفذ الحديدة إلى جيب المشرف "تقرير خاص"

الإغاثة في اليمن من منفذ الحديدة إلى جيب المشرف "تقرير خاص"

الإغاثة في اليمن من منفذ الحديدة إلى جيب المشرف "تقرير خاص"

وضع مأساوي تعيشه اليمن، تفاقم منذ سيطرة الحوثيين على صنعاء في سبتمبر من العام المنصرم ، ازددات المعاناة مع غياب المنظمات الإغاثية ، ومنع المنظمات الحقوقية والإنسانية ونهب المؤسسات الخيرية حيث تحولت الحياة الى جحيم بالنسبة للمتضررين .

اليمنيون يحدثونك عن حروب الحوثي المفتعلة من مران صعدة الى عدن والمهرة  وتداعياتها والتدخل العسكري العربي ، يحدثونك بدموع أعينهم ونبرات شاحبة تتسلل الى حناجرهم والسنتهم .

عبارة  واحدة توحدهم " لقد أهلكتنا الحرب" حتى المنظمات الإغاثية والحقوقية والانسانية تركتنا وحيدين ، وما تبقى " حولتها الملشيا حسب مزاجيتهم وضاعت الحقوق والمساعدات الاغاثية  الى مصير مجهول". هكذا يتحدث الكثير من الناس في هذا الملف الخاص الذي أعده "مندب برس" في صنعاء ومحافظات تهامة .


الإغاثة في عهدة أبو هاشم

غياب المنظمات  الدولية والجمعيات الخيرية  والإنسانية تسبب في استمرار المعاناة  لدى الكثير من الفقراء المواطنين والنازحين  والمرضى .

وما تبقى من المنظمات  الدولية والاغاثية  العاملة ، قام مشرفو انصار الله (الحوثيين) بمهامها وتشديد الرقابة على كل من يقوم بتوزيع  مساعدات انسانية  ومنعه من ذلك الا عبر مندوبيهم  ومشرفيهم المعتمدين من قبلهم ،  فرسمت ذلك على شكل صور جديدة لتلك المساعدات  ممثلها ابوهاشم ، وابوالحسين  وغيرهم.

يتحدث الكثير من سكان أحياء العاصمة صنعاء عن مصير الاغاثات الإنسانية،  مؤكدين انه في الشهر التاسع وزعت عليهم  أوراق عن طريق عقال الحارات ومشرفي الحوثي  وشمل حصر العوائل والأهالي وتضمن اسم صاحب العائلة ورقم البطاقة الشخصية ورقم الهاتف ووعدوهم  بأنة سيتم توزيع  المساعدات الإنسانية  على كل الأهالي  المسجلين حسب الكشوفات .

 يقول أهالي  في أحياء شمال ووسط صنعاء أنه دخل الشهر العاشر والحادي عشر وهم ينتظرون تلك المساعدات ولكن لم يفي عقال الحارات ومندوبي المنظمات (الحوثيين) بوعودهم .

وقال سكان في حي جدر أنهم تفاجأوا أن المساعدات الإنسانية تتم بطريقه التزكية الحوثية وعن طريق أبو الحسين كما اعتذر عاقل الحارة عن ما بدر منه قائلاً لهم لا تلوموني فأنا والله عملت حسب ما طلب مني المجلس المحلي أعطاني كشوف وسجلت حسب الطلب  وما يملي لي ضميري.

وفي حي السنينة يقول أحد سكان الحي لمندب برس انه سجل اسمه في الكشف هو وعدد من الحي المتضررين من الفقراء، وأضاف كان هناك مشرف خاص من  قبل الحوثيين فتم التوزيع لبعض الأشخاص ونحن المقيدين في السجلات تم استبعادنا .

مؤكداً أن جيران لهم استلموا مساعدات  ولم تقيد أسمائهم في السجل ،  وأضاف ذهبنا إلى عاقل الحارة ومشرف الحوثي أبو الحسين  مستنكرين ما حدث فأجابنا أن الذين وزعت لهم مساعدات  هم أسر المجاهدين الذين يقاتلون  في الجبهات وان المساعدات الدولية  لم تصل إلينا حتى اللحظة . 

كما أكد سكان الحي أن الحوثيين يقومون بتوزيع كل الاغاثات من غاز منزلي ومواد غذائية للمنتمين إليهم فقط والموالين لهم  والمجاهدين معهم  وناشد سكان أحياء العاصمة المنظمات الدولية والإغاثية إعادة النظر في تلك المساعدات التي تصل إلى أيدي الحوثيين

تغول للمليشيا وصمت بسبب الخوف

وفي ظل غياب الدولة الشرعية واستمرار الحوثيون في إغلاقهم لعدد من الجمعيات الانسانية المحلية ومنعها من مزاوله مهامها وأنشطتها الإنسانية  من خلال التنسيق مع المنظمات الدولية في توزيع الإغاثات  ما جعل  المعاناة تزداد لدى المواطنين  وجعلهم يتساءلون كثيرا عن دور هذه المنظمات الإغاثية وماهو السبب .

وتواصل عدد من الصحف والمثقفين والمنظمات الإنسانية والدولية والمحلية صمتها المتواصل  في مصير تلك المساعدات دون  أن تكشف حقائق المليشيات ، وتساءل سكان في حي السنينة عما يريده الحوثيون من وراء منع المساعدات من الوصول لمستحقيها؟

مدير جمعية خيرية وإنسانية ، أكد أنهم لم يستطيعوا التنسيق مع المنظمات الدولية بسبب هيمنة الحوثيين،  وأضاف " تم تسجيل أسماء منظمات وهمية  لتلك المنظمات الدولية  بغرض اعتمادها في التوزيع هذا ما في الأمر"، مضيفا أنهم منعوا من مزواله أعمالهم الخيرية والانسانية لمساعدة بعض الأسر الفقيرة وفرضت علينا رقابه مشددة من قبلهم وقاموا بإغلاق مكاتبنا.

عائلات تعيش الحرمان

تزداد المعاناة لدى عدد من الاسر التي  كانت تعول عليها جمعيات خيرية ومنظمات انسانية  ومن بين تلك الاسر وجدنا   بالصدفة  الحاجة "زكية منيف"  في  سوق "علي  محسن" أمام احدى المحلات التجارية وهي تشتكي المعاناة.

  تقول الحاجة زكية لمراسل مندب برس " انا أرملة لدي أربع بنات  مات زوجي في 2011  وتكفلت  جمعية خيرية  بنفقه شهرية  تم تسجيلي من قبل فاعلين الخير وكانت الجمعية تعطيني كل احتياجات البيت من الدقيق والسكر والارز مع مبلغ مالي ".حد قولها  .

تضيف" كان هناك الكثير من الخيرين يساعدونا في رمضان وغير رمضان ولكن بعد دخول الحوثيين  لم  نجد من الحوثيين الا  التعب   لكن اشكي  جوع بناتي  إلى الله هو الحكم" ، وقالت لولا جوع بناتي  لما خرجت الى الشوارع  وأمد يدي الى الناس  كنت  مستكفية  ولكن  الحمد الله أسال الله أن يحكم لي  في من قطع رزق بناتي .

 هكذا حال زكية  تنقل شكواها لكل من يسمع صوتها الشاحب ودموعها  المتساقطة فزكية واحدة من بين المئات من الاسر الفقيرة التي تحتاج للمساعدات الانسانية  في العاصمة صنعاء نكل بهم الحوثيون

 

النازحون : رحلة إضافية شاقة 

ماتزال عدد من محافظات الشمال اليمني  تقبع تحت هيمنة الحوثي  كحجة وعمران  ومن خلال نزولنا الميداني لصنعاء ومحافظات غرب اليمن وجدنا أن أغلب هذه المساعدات التي تصل عبر ميناء الحديدة تظل طريقها .

يقول النازح  محمد الرازحي من أبناء محافظة صعدة رازح ، يقيم في صنعاء ، أب لأربعة عشر إبنا " كنا على ارض صعدة أغنياء حتى خرج الحوثي وأوصلنا الى هذا الحال مشردين في صنعاء"  واضاف" للست وحدي في صنعاء بل أنا من بين الآلاف من النازحين  المشردين من العديد من المحافظات منها حجة وعمران والمحويت وصنعاء نعيش بلا سكن او أكل أو شرب"

يضيف"قسمونا  إلى أقسام ، حسب مزاجيتهم ،  فقد قامت جماعة انصار الله الحوثيين بتوزيعنا إلى مقربين وغير مقربين حيث أن هنالك من النازحين  من رمت بهم دون ان تسأل عنهم  ومنهم  من وفرت لهم السكن وكل احتياجاته وهذا يعتبر من المقربين لهم . ورغم أنني شخصا كفيف إلا أن حالي والعديد من الاشخاص صعب جدا فلم توفر لنا السكن ولم تعطينا حتى المساعدات الاغاثية التي تأتي من الخارج". حد قولة

يضيف "سجلت اسمي قبل أربعة اشهر في سجلات النازحين التابع للمنظمات الإنسانية  ولكن تفاجأت أن اسمي لم ينزل ،سألت مشرفي المنظمات  كيف  يسقط اسمي فلم يجيبوا علي"،  وأكد  أن الحوثيين لم  يتركوا الحرية للمنظمات لممارسة مهامها بحرية  ومازال الحوثيون  يراقبوننا حتى على مستوى المساعدات ويحرموننا من كل شيء .

 

حجة ، غرب اليمن محافظة حدودية مع السعودية ، هجر الكثير من سكانها قراهم ولجؤوا للعراء " يقول  أحد مسؤولي المحافظة  والذي فضل عدم ذكر اسمه  أن المساعدات الانسانية التي تمر عبر ميناء الحديدة مرورا بتهامة  يتم توزيعها  عبر شخصيات نافذة من الحوثيين  وبالتنسيق مع  المجلس المحلي ".

وأكد  أن القائمين عليها  أخذوها كسلعه تجارية ويبيعونها  لتجار كبار على مستوى المحافظة  ويتم إعادة تغليفها  في هناجر تجارية تابعة لتجار ، فيما يحتاج عدد كبير من النازحين  من أبناء مديرية حرض وعبس وميدي وشفر  والخميسين  الذين شردت بهم الحرب الى تهامة في الواعظات ووادي مور  وبعض من قرى الساحل التهامي التابعة لمحافظة الحديدة للرعاية وعدم القدرة في الحصول على الغذاء والشراب .

وشكى نازحون قابلناهم في خميس الواعظات بتهامة  ووادي موب الإهمال الكبير من قبل السلطة المحلية والمشايخ  ومنظمات الاغاثة الدولية والطبية  ، مئات من الأسر المشردة  الملقاة على ساحل تهامة تحت  حرارة الشمس وأوبئة الأمراض المستفحلة  والمنتشرة هناك ،والقريبة من مستنقعات البعوض والملاريا .

وبجهود فردية  استطاعوا نصب خيام بسيطة  لهم من القصب  كسكن  متنقل، مؤكدين أنهم مازالوا يعانون من شحة الامكانات الضرورية كالغذاء والملبس والبطانيات والفرش  والدواء  وغيرها من الحاجات الانسانية.

فهؤلاء النازحون أجبرتهم الحرب على ترك مزارعهم ومواشيهم وابقارهم  ، ومنهم من كان يملك فندقا ضخما في حرض ففقده ومنهم من يملك مستشفى  فتدمر  حينما  اتخذه الحوثيون سكنا لهم فاستهدفه طيران التحالف.  معاناه وجراح وآلام  انسانية في تهامة  شردت بهم الحروب.

وناشد النازحون  المنظمات الدولية والاغاثية  لفت النظر إليهم مما يعانوه مطالبينهم بزيارة ميدانية لتلمس احتياجاتهم الانسانية

وما يزال السؤال الملح الذي لاقيناه في صنعاء وحجة  ، ـأين تذهب المساعدات الانسانية  للأمم المتحدة والمنظمات الدولية ؟

 أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)
أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)