حققت المقاومة اليمنية أمس انتصاراً استراتيجياً بتطهير آخر جيوب الانقلابيين في المنطقة الإدارية الفاصلة بين محافظتي لحج وتعز حيث تمكنت من تحرير مدينة الشريجة في شمال لحج بالكامل كما تقدمت في جبهة كرش وسيطرت على جبل قفيل الاستراتيجي، وتجاوز حقول الألغام التي زرعتها الميليشيات في الطرقات والمزارع بشكل كثيف جداً، لينتقل الهجوم الرئيسي إلى الراهدة في تعز التي وصلها المتمرّدون الفارّون من معركة الشريجة.
وكشف قائد المنطقة العسكرية الرابعة، اللواء أحمد سيف اليافعي، في تصريح لـ«البيان» بأنه وعملياً يمكن اعتبار مدينة تعز مستعادة بيد الشرعية بصورة كاملة، مبشراً أهالي المدينة بقرب تحريرها.
مشيراً إلى تقدم قوات الشرعية إلى منطقة دمنه خدير - شرقا- بعد استعادتها لكل المرتفعات الجبلية المحيطة بمنطقة الشريجة، وإلى مفرق البرح غربا. مضيفا أن وتيرة الهجوم مستمرة لهذه القوات والتي لن يعيقها شيء. وأكد اليافعي لـ«البيان» حرص قوات الجيش الوطني على سير عملية تحرير المحافظة دون استخدام الأسلحة الثقيلة.
وأكدت مصادر في المقاومة سيطرتها على الشريجة وقالت لـ«البيان» انهم يستعدون لمعركة حاسمة للسيطرة على مدينة الراهدة ثاني أكبر المدن بمحافظة تعز.
وكانت قوات التحالف شنت قصفاً مدفعياً عنيفاً استهدف مواقع الميليشيات في جبال الشريجة والراهدة وهو ما سهل تقدم المقاومة بغطاء جوي كثيف نفذته طائرات التحالف. وتحدثت مصادر ميدانية عن هروب جماعي لميليشيا الحوثي والمخلوع باتجاه الراهدة.
قصف مدفعي وجوي
وقصفت مدفعية الجيش الوطني والمقاومة الشعبية موقع الرخام بالشريجة جنوب شرق تعز والذي تتمركز فيه ميليشيا الحوثي والمخلوع، فيما شن طيران التحالف العربي عدداً من الغارات على مواقع تمركز الميليشيا، مستهدفاً تجمعاً للميليشيا في منطقة الشريجة بالراهدة بأربع غارات، جبل حمالة جنوب شرق المدينة، وفي بيرباشا غرب المدينة، وكذلك في مطار تعز شرق المدينة وتم تدمير دبابة، موقع دبابة الميليشيا المتمركز في سوفتل شرق المدينة وشوهدت ألسنة اللهب تتصاعد من المكان.
لحج .. كرش
كما تمكنت المقاومة الجنوبية وقوات التحالف العربي من تحقيق تقدم هام بعدد من المناطق القريبة من منطقة كرش الحدودية بمحافظة لحج.
وقال مصدر في المقاومة الجنوبية لعدن الغد ان المقاومة تقدمت بمناطق جبلية بمديرية القبيطة المحاذية لكرش وسيطرت على جبل قفيل وهو جبل استراتيجي في المنطقة كانت ميليشا الحوثي تسيطر عليه. وجاء هذا التقدم عقب تمكن المقاومة من افتتاح جبهة جديدة بهذه المنطقة.
جبهة المسراخ
إلى ذلك طوقت قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية بقيادة قائد جبهة المسراخ العميد عدنان الحمادي، مواقع تمركز الميليشيا الانقلابية في مديرية المسراخ جنوب المدينة وذلك بعد معارك عنيفة استخدم فيها الطرفان مختلف الأسلحة، لتتمكن القوات إثر ذلك من السيطرة على المرتفعات والجبال المطلة على منطقة المطالي والاقروض بالمسراخ مما يعني تطويقاً لهذه الميليشيات.
كما دارت اشتباكات متقطعة في منطقة الخلل المدخل الرئيسي لمديرية المسراخ من اتجاه دمنة خدير، بعد طرد ميليشيا الحوثي المخلوع من مديرية الوازعية جنوب غرب تعز.
في حين شهدت جبهة ثعبات، شرق المدينة، اشتباكات عنيفة بين الجيش الوطني والمقاومة من جهة وميليشيا الحوثي والمخلوع من جهة أخرى، أسفرت عن تقدم للمقاومة إلى تبة لقف الأسد.
وفي مديرية الوازعية التابعة لمحافظة تعز تمكنت المقاومة من السيطرة على كافة قراها ومدنها، حيث تجري المقاومة استعدادات للتقدم صوب مدينة تعز لفك الحصار عنها ودعم وإسناد المقاومة وسط المدينة. وغرب تعز حققت المقاومة انتصارات جديدة واقتربت من السيطرة على معسكر العمري في منطقة ذو باب، وتستعد لمعركة فاصلة لتحرير ميناء المخا والتقدم إلى تعز من الجبهة الغربية.
فك الحصار
وفي سياق متصل، ناقش العميد صادق سرحان - قائد عملية فك الحصار وتحرير مدينة تعز، سير العملية العسكرية لاستعادة المحافظة مع قادة الجبهات والمحاور على ضوء تقدم قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية وقوات التحالف العربي.
وتم في الاجتماع مناقشة المعوقات والتحديات العسكرية التي تقف أمام الجيش الوطني والمقاومة في التقدم والسيطرة على المواقع التي تسيطر عليها الميليشيا. وتطرق الاجتماع إلى سير العملية العسكرية الجارية وتنفيذها بدقة.
الضالع
ومن جانب آخر تمكنت المقاومة في مدينة مريش شمال الضالع من تحقيق انتصارات جديدة، حيث سيطرت على مواقع جديدة تطل على مدينة دمت، وتستعد حالياً لمعركة حاسمة لاستعادة دمت. بدورها ميليشيات الحوثي وبعد الخسائر الكبيرة التي منيت بها قامت بقصف القرى في مريس وهو ما تسبب في اصابة اكثر من 15 مدنياً بجروح وتضرر عدد من المنازل.