كشف قيادي حوثي بارز عن فساد كبير تمارسه الجماعة الانقلابية، معززا بذلك اتهامات وجهت في وقت سابق لقيادات متمردة بنهب مئات الملايين من الدولارات خلال فترة وجيزة.
وقال محمد المقالح، عضو ما يسمى اللجنة الثورية العليا "رأس هرم السلطة الانقلابية"، إن محاربة الفساد ومعاقبة المفسدين في زمن الحرب أولى منه في زمن السلم، لأن الفاسد يأكل قوت الجوعى والمحاصرين واللاجئين، كما أنه لا خوف من نقد الفساد والمفسدين في زمن الحرب حتى وإن كانوا أقرب الأقربين، وذلك في رسالة مبطنة للقيادي الحوثي علي العماد الذي عينه زعيم المتمردين رئيسا لما يسمى اللجنة الرقابية العليا، قبل أن توجه مؤخراله ولأخيه محمد العماد، مستشار وزارة النفط، اتهامات بالفساد ونهب عشرات الملايين من الدولارات، وبناء عمارات سكنية ضخمة في زمن قياسي.
تصريحات القيادي الحوثي المقالح لاقت ردود أفعال متباينة، منها ما عبر عنه الناشط الشبابي عبدالله جمعان، الذي طالبه بعدم الاكتفاء بما جاء في منشوره على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، وإنما عقد مؤتمر صحافي يعلن فيه أنه إذا لم يتم محاربة الفساد فإنه سيستقيل من عضوية ما تسمى اللجنة الثورية العليا.
وقبل أيام قليلة، تبادل قادة آخرون في ميليشيات الحوثي الاتهامات حول تورط أعضاء في المكتب السياسي للحوثيين ومسؤولي اللجنة الثورية واللجان الرقابية التابعة لها بقضايا فساد.
واتهم الناطق السابق لميليشيات الحوثي، علي البخيتي، قيادات حوثية بالفساد ونهب الأموال واستغلال ما يطلقون عليها "الثورة المسلحة" للحصول على مئات الملايين من الدولارات، وتشييد العمارات وشراء العقارات.
ووجه البخيتي اتهامه لرئيس لجنة الرقابة الثورية الحوثية علي العماد وأخيه محمد? ونشر صورة لما قال إنها "العمارة القرآنية" التي تعود ملكيتها إلى العماد والكائنة خلف عمارة "لا إله إلا الله" قرب جولة كنتاكي بصنعاء.
ووصف البخيتي فساد العماد وغيره من القيادات الثورية بالإعجاز العلمي لـ"المسيرة القرآنية" التي يغررون بها على البسطاء? مشيرا إلى أن تلك العمارة بنيت في زمن قياسي (أقل من 3 أشهر) وفي وقت حرب وقصف جوي مستمر.
كما تسربت معلومات عن تورط محمد علي الحوثي، رئيس ما يسمى اللجنة الثورية العليا، بالحصول على عشرات الملايين بطرق غير مشروعة، فضلا عن إنفاقه 61 ألف دولار مقابل عمليات تجميل وتحسين مظهره بعد أن كان مثار سخرية اليمنيين وتعليقات الناشطين على لباسه الشعبي وهيئته الشبيهة بهيئة "بائعي القات".
وفي تعليق لـ"العربية.نت" قال المحلل الاقتصادي مسعود .ن "ما يكشف عنه بعض قادة الجماعة الانقلابية بين وقت وآخر هو نزر يسير من فضائح فساد مهولة ويشيب لها الولدان. هناك مليارات الدولارات التي نهبتها الجماعة المتمردة من الاحتياطي النقدي، وأيضا جنتها من السوق السوداء للمشتقات النفطية ومن مرتبات الموظفين ومن عائدات مؤسسات، خاصة من رفع تعريفة خدمات الاتصالات الجوالة، وهو رفع غير منظور، حيث يدفع المواطن نفس المبالغ التي كان يدفعها من قبل أو تزيد قليلا لكنه يكتشف أنه يستهلك بسرعة فائقة تلك الباقات أو وحدات الشحن الفوري على سبيل المثال.