الرئيسية > اخبار وتقارير > التصعيد الحوثي قبل مفاوضات (جنيف2).. أوراق ضغط حقيقة أم محاولات يائسة؟

التصعيد الحوثي قبل مفاوضات (جنيف2).. أوراق ضغط حقيقة أم محاولات يائسة؟

التصعيد الحوثي قبل مفاوضات (جنيف2).. أوراق ضغط حقيقة أم محاولات يائسة؟

تستعد جماعة الحوثي "الشيعة المسلحة" وحليفها المخلوع علي عبد الله صالح للدخول إلى مفاوضات "جنيف 2" بأوراق ضغط تجعلها تحصد ما تريد من مكاسب في المفاوضات مع الحكومة اليمنية الشرعية، فقد صعدت ميليشيات الحوثي عسكرياً، قبل بدء المفاوضات بأيام قليلة، في عدة مواقع إستراتيجية أبرزها محافظة تعز بتشديد الحصار عليها بالكامل، وكذلك محافظة الضالع بالسيطرة على بعض مديرياتها، بالإضافة لمحاولتهم السيطرة على بعض مصافي النفط المهمة بمحافظة شبوة القريبة من مأرب.

تلك التصعيدات الأخيرة للحوثي وحليفه صالح ضد قوات المقاومة الشعبية والجيش الوطني المدعومين من التحالف، أثارت التساؤلات حول من يملك السيطرة فعلًا على تعز، وما الأوراق التي يسعى الحوثيون للحصول عليها قبل المفاوضات المزمع إجراؤها، وكيف نجح الحوثيون في القيام بالتصعيد الحالي رغم جهود التحالف؟

 

تصعيد حوثي كبير في مناطق إستراتيجية

تعد محافظة الضالع بوابة الجنوب اليمني، وأبرز المحافظات التي يسعى الحوثيون للسيطرة عليها لأهميتها في الجنوب اليمني واعتبارها مدخل لأغلب الموانئ اليمنية وبالفعل استطاعوا في تصعيدهم الحالي والذي بدأ مطلع نوفمبر الجاري من السيطرة على بعض مديرياتها وأبرزها مديرية دمت والتي تطل على قاعدة العند الإستراتيجية الهامة.

كما تمكن الحوثيون من استعادة السيطرة على بعض مديريات محافظة تعز عقب وقوعها في أيدي المقاومة الشعبية حيث استعادوا السيطرة على مديرية المسراخ القريبة من ميناء المخا ومديرية الأقروض بصبر وأخيرًا استعادوا السيطرة على منطقة نجد القسيم والتي تعد آخر منفذ لأهالي تعز من الحصار المفروض عليهم من قبل المليشيات.

وفي محافظة شبوة، اتهم الناطق الرسمي باسم مجلس المقاومة الجنوبية سالم ثابت العولقي، ميليشيا الحوثيين وصالح تسعى للتقدم نحو عسيلان وبالتحديد نحو وادي بلحارث للسيطرة على منابع النفط كونها منشأة حيوية هامة، مضيفًا أن "ذلك يأتي في إطار سعي الميليشيات لامتلاك أوراق ضغط كثيرة تعزز، وتحسن شروطهم في أي عملية تفاوض بهدف إيجاد حل سياسي ينهي حالة الحرب".

وعلى الرغم من التصعيد الحوثي والتقدم المفاجئ إلا أن المواجهات العنيفة مازالت مستمرة وتواردت العديد من الأنباء عن خسارته لبعض تلك المواقع حيث نقلت جريدة الشرق الأوسط تقدم المقاومة الشعبية بدعم من مقاتلات التحالف العربي بمنطقة ذباب القريبة من منطقة المخا الساحلية التي تشهد مواجهات هي الأخرى، مشيرين لاقتراب المقاومة من مركز المديرية، وقيام المليشيات بزراعة الألغام في المدخل الغربي للمديرية بعد الاقتراب من استعادته من قبل المقاومة والجيش. كما أكدت المصادر تمكن المقاومة من قطع الإمدادات التي تصل إلى مركز مديرية المسراخ بعدما سقط العشرات من الميليشيات بين قتيل وجريح فيها.

 

جنيف 2 والتعنت الحوثي

تأتي هذه التطورات رغم أنه يفصلنا أقل من أسبوع على الموعد الذي توقع فيه المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ أحمد، أن تنطلق جولة من المحادثات في "جنيف2" بين الحكومة والانقلابيين، وسط مؤشرات تكشف محاولات الحوثيين فرض شروطهم قبل التفاوض.

وواصل الحوثيون، قبل أيام قليلة من التفاوض، تمسكهم بشروطهم السبع التي تم الاتفاق عليها بمسقط، وظهر ذلك في تصريح لمحمد عبد السلام، الناطق الرسمي لجماعة الحوثيين، حيث قال: إنهم "يتمسكون بالرسالة التي قدموها إلى الأمم المتحدة، حول النقاط السبع التي اتُفق عليها في العاصمة العمانية مسقط، ولا يمكن تجاهلها".

في المقابل، تعلن الحكومة اليمنية الشرعية بشكل مستمر رفضها لما يسميه الحوثيون بـ «اتفاق مسقط»، قائلةً: «إنها التفاف على القرار الأممي رقم 2216، الذي تتمسك بتنفيذه دون شروط مسبقة".

 

مؤشرات لاختراق التحالف

 

حول كيف تمكن الحوثيون من التصعيد الحالي؟، قال رئيس تحرير موقع "الخبر"، صفوان الفائشي: إن "على قوات التحالف في اليمن إعادة النظر في عملياتها العسكرية، وفي الجهات التي تتسلم الدعم المقدم منها سواء كان عتاد عسكري أو أموال، وتغيير طريقة التكتيك العسكري".

واتهم "الفائشي"، في تصريح صحفي، التحالف العربي بأنه مخترق من قبل "الحوثيين" و"صالح"، قائلًا: إن "التحالف مخترق، من قبل الحوثيين وعبد الله صالح، عبر قوى تعمل ضمن التحالف العربي، تدعمهم معلوماتيا ولوجستيا، وعسكريا، لأهداف ستكشفها الأيام المقبلة".

ورفض ما يصدره التحالف من تصريحات حول استنزاف قوة الحوثيين، قائلا: إن "عملية الاستنزاف التي يتحدث عنها التحالف غير واقعية، في ظل تعزيزات يومية للحوثيين إلى جبهات قتال اليمنيين، دون أن يستهدفها طيران التحالف".

من جانبه اعتبر الكاتب والمحلل السياسي ياسين التميمي، أن الحوثيين وقبل أيام من الحوار المرتقب بجنيف، وضعوا عراقيل كبيرة تمثلت في تصعيد خطاب الحرب، وإشعال جبهات جديدة كانت قد هدأت، معتبرًا أن ذلك إنذار بسقوط مبكر لـ"جنيف2".

ولفت "التميمي"، في مقالة له نشر الأحد الماضي، إلى أن المعارك اشتدت وتيرتها في أربع جبهات رئيسية، هي تعز ومأرب والضالع والبيضاء، مضيفًا: "أن الحوثيين مازالوا يستخدمون الترسانة الهائلة التابعة للجيش اليمني السابق، في الحصول على القوة النارية التي لم تستطع مع ذلك أن تحقق التقدم الذي كانوا يتوقعونه".

وأكد أن المخلوع صالح والحوثي يطمحون إلى إطالة الحرب، معللا ذلك بقوله:" إنهم بانتظار مفاجأة ما قد تلوح في أفق المنطقة، لكنهم في اعتقادي لا يفقدون التمييز بشأن مآلات المعركة فيما لو استمر التحالف العربي بوضع ثقله العسكري في الساحة اليمنية، فالهزيمة واحدة من الاحتمالات السيئة التي يضعونها في حسبانهم".

واعتبر "التميمي" أنه لا يكفي أن يسيطر التحالف على 70% من الأراضي اليمنية مشيرَا لأهمية تحقيق التماسك المطلوب في قيادة السلطة الانتقالية الشرعية.وأضاف: أن "المكسب على الأرض ليس له قيمة إذا لم يتم ترميم الجبهة المناهضة للانقلاب التي لا تزال متأثرة بحالة الفرز السياسي والأيديولوجي، الذي ساد المنطقة وأدى إلى استفحال خطر المليشيا الحوثية، وتسبب في كبح جماح قوى سياسية وعسكرية كانت تعمل جاهدة على إبقاء حالة التوازن الهش في المجتمع اليمني، وتذود عن المنطقة خطر التمدد الطائفي الإيراني الخطير على حاضر ومستقبل الأمة".

 أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)
أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)