يتعيّن على المدرب الاسباني رافييل بينيتيز المدير الفني لفريق ريال مدريد ايجاد طريقة ما للحد من خطورة مهاجمي برشلونة في الكلاسيكو الذي سيجمعهما يوم 21 تشرين الثاني/ نوفمبر الحالي على ملعب (سانتياغو بيرنابيو)، ضمن منافسات الجولة الثانية عشر من الدوري الاسباني لكرة القدم.

ريال مدريد الذي لم تستقبل شباكه اي هدف في دوري أبطال أوروبا لكرة القدم عقب مرور 4 جولات ومنيت شباكه بـ 7 اهداف فقط بعد انقضاء 11 جولة من عمر الليغا، لم يكن سرّ هذه الارقام المدهشة يتمثل بالصلابة الدفاعية لريال مدريد وإنما بسبب التألق الاستثنائي للحارس الكوستاريكي كيلور نافاس.

ومع غياب نافاس (29 عاما) عن المباراة الاخيرة للنادي الملكي والتي خسرها بالثلاثة امام اشبيلية بسبب معاناته من الاجهاد العضلي، اهتزّت شباك الفريق الابيض بثلاثة اهداف بوجود الحارس الشاب كيكو كاسيا، الذي يتحمل مسؤولية الاهداف كاملة رفقة خط الدفاع "الهش"، بتواجد ناتشو ودانيلو وبيبي مع استثناء فاران، احد افضل المدافعين بالعالم والذي انقذ شباك ريال مدريد من استقبال المزيد من الاهداف وكذلك الحال مع راموس، الذي غادر اللقاء بعد 30 دقيقة فقط بسبب تجدد اصابته على مستوى الكتف.

ولو سلطنا الضوء على ارقام دفاع ريال مدريد بغياب الحارس نافاس، نجد ان شباك الميرينغي استقبلت 4 اهداف في مباراتين فقط بمعدل هدفين في المباراة الواحدة، بينما لم تستقبل بوجود نافاس سوى 3 اهداف في 9 مباريات بمعدل 0.3 هدف في المباراة الواحدة، وهو ما يبرهن على وجود خلل في الخط الخلفي للميرينغي، الذي ضربه فايروس الاصابة كاملا دون استثناء.

وسيواجه دفاع ريال مدريد اختبارا حقيقيا امام هجوم برشلونة الكاسح بقيادة المتألقين نيمار وسواريز، اللذان سجلا 20 هدفا في 11، فضلا عن احتمالية تواجد البرغوث الارجنتيني ليونيل ميسي في الكلاسيكو، والذي ستتحدد مشاركته بشكل قطعي قبل يوم واحد من المباراة، لذلك بات من الضروري ايجاد تركيبة كيميائية على مستوى الدفاع تستطيع الحد من خطورة (ام اس ان) برشلونة، دون تهميش الادوار الهجومية لبعض اللاعبين.

وعلى الجانب الآخر .. ستكون شباك برشلونة معرضة لاستقبال المزيد من الاهداف امام هجوم ناري يتمثل بتواجد (البي بي سي) نسبة إلى بيل وبنزيمة وكريستيانو رونالدو، وإن كان الاخير لا يمر بأزهى فترات مسيرته الكروية بسبب الفلسفة الدفاعية لبينيتيز وعزله وحيدا امام غابة من سيقان مدافعي المنافسين، اذا ما استمر المدرب الاسباني لويس انريكي بالاعتماد على ماثيو إلى جانب بيكيه كقلبي دفاع.

كما سيتحمل الحارس التشيلي المتألق كلاوديو برافو الجزء الاكبر من مهمة الحد من خطورة مهاجمي ريال مدريد، امام دفاع هشّ استقبلت شباكه مناصفة بوجود الحارسين الالماني تير شتيغن وبرافو ما مجموعه 12 هدفا في مسابقة الليغا، كان نصيب برافو منها 5 اهداف في 7 مباريات بمعدل 0.7 هدف في المباراة الواحدة.

ومنذ اعتزال "قلب الاسد" كارليس بويول ورحيل ايريك ابيدال والاستغناء عن ماكسويل، اصبح برشلونة يعاني كثيرا من ضعف خطه الخلفي، خاصة وأن المدربون الذين تعاقبوا على تدريب الفريق بعد رحيل غوارديولا لم يعززوا صفوف الفريق بأسماء دفاعية كبيرة، مكتفين بضم الزجاجي (نتيجة كثرة اصاباته) توماس فيرمايلين والعجوز جيريمي ماثيو، لذلك سيكون دفاع برشلونة امام مهمة صعبة نسبيا لتحجيم الخطورة الهجومية لرونالدو وزملائه في البيرنابيو.

"الاخطبوط" نافاس، الذي سيخوض الكلاسيكو الاول له في تاريخه منذ انضمامه إلى ريال مدريد صيف العام 2014 قادما من ليفانتي، سيكون امام فرصة تاريخية لترك بصمته في تسيير نتيجة المباراة الاكثر اهمية في القارة العجوز امام دفاع متباين الاداء والمستوى، بينما قد يجد برافو نفسه يخوض مهمة معقدة لايقاف خطورة لاعبي ريال مدريد، امام هذا الدفاع "الهش" متذبذب المستوى، فمن سيكون بطل الكلاسيكو رقم 171 على مستوى الليغا؟.