الرئيسية > اقتصاد > اليمن في زمن الحرب.. التنقل بـ«الحمير» والحطب بديلًا للوقود ( تقرير مصور)

اليمن في زمن الحرب.. التنقل بـ«الحمير» والحطب بديلًا للوقود ( تقرير مصور)

اليمن في زمن الحرب.. التنقل بـ«الحمير» والحطب بديلًا للوقود ( تقرير مصور)

"لك أن تتخيل أننا بلا ماء كافٍ للشرب والتنظيف والاغتسال، وأن الكهرباء باتت بالنسبة لنا شيئًا من الماضي، وأننا منذ 8 أشهر لا نحصل على غاز الطبخ المنزلي" هكذا لخصت فتحية وهي ربة منزل يمنية تسكن في صنعاء، بصوت متقطع بسبب ضعف تغطية شبكات الاتصال، حال سكان العاصمة صنعاء.

وفي ظل التقدم التكنولوجي الرهيب في القرن الـ21، ظهرت في اليمن في ظل الحرب الطاحنة التي يشهدها، مواقد الفحم وأفران الطين التي تعمل بالحطب كبدائل من الأفران الغازية، كما يتواجد حاليًا في مختلف الأسواق اليمنية بديل من الخبز يعرف بـ"التنور السفري"، ويصنع الحرفيون في صنعاء القديمة مواقد الفحم التي تحفظ الحرارة لمدة طويلة وتستخدم للطبخ وصناعة الخبز والشاي وغيرها، وفي النقل والمواصلات عاد اليمنيون إلى استخدام الحمير والجمال، بالإضافة إلى الشمع والفوانيس للإنارة.

وفي سوق الحدادة، وسط صنعاء القديمة، تبدو الحياة أكثر حيوية على خلاف باقي أحياء العاصمة التي تدور فيها عجلة الحياة ببطء شديد، من جرّاء غياب المشتقات النفطية.

ومنذ نهاية مارس الماضي دخل اليمن في أزمة حادة للمشتقات النفطية صاحبها انقطاع للتيار الكهربائي، وتوقف للأعمال. 

وتظهر صورٌ يلتقطها مصورون صحفيون وناشطون، حزمًا كبيرة من الحطب تنتشر في أسواق صنعاء وعدد من المدن اليمنية ومشاهد لعدد من الحمير والجمال وهي تجلب أكوام الحطب لبيعه، بعد أن أخذ السكان يقبلون على شرائه واستخدامه بديلًا عن مادة غاز الطبخ التي تكاد تنعدم في الأسواق وتكلف إن وجدت أسعارًا لا قبل لغالبية الناس على تحملها.

ويقول نبيل سعيد، لب بي سي، إنه لجأ إلى شراء الحطب بعد أن تعب من الوقوف بالتناوب مع زوجته وأطفاله الأربعة في طوابير طويلة لساعات وأحيانًا لأيام أملاً في الحصول على أسطوانة غاز دون جدوى.

أما ناصر الضبياني، فيروي لبي بي سي، أن "ثمن حزمة الحطب لا يتجاوز 400 ريال يمني بينما يبلغ سعر إسطوانة الغاز 8,000 ريال (حوالي خمسين دولارا) وهذا مبلغ مرتفع مقارنة بمستوى دخل الناس وارتفاع تكاليف المعيشة".

ويرى وكيل وزارة الصناعة والتجارة اليمنية لقطاع الصناعة عبدالإله شيبان لموقع "العربي"، أن الصناعات والحرف التي عاودت الظهور مجددًا في ظل الأزمة التي يعيشها اليمن، تلبي حاجات آنية فرضتها قسوة الأوضاع الحالية، مؤكدًا أنه لا يمكن أن تعود هذه الصناعات والحرف للاضطلاع بدورها في العقود السابقة، حيث كان لها دور كبير في توفير حاجات الاستهلاك المحلي، كونها اليوم تسدّ جزءًا من المتطلبات الحياتية فحسب. 

ويرى الباحث الاجتماعي سمير العبسي، في تصريحات صحفية، أن ما يعيشه اليمن حاليًا من أوضاع إنسانية كارثية سلطت الضوء على قدرة الأسر اليمنية على توفير بدائل للعيش، فـ"ما يزيد عن 50% من الأسر اليمنية لا تزال تحافظ في منازلها على وسائل العيش التقليدية من الأفران الطينية التي تعمل على الحطب ومواقد الفحم وفوانيس الإضاءة، بالإضافة إلى الأدوات الأخرى المتصلة بها كأواني الطبخ والأواني الفخارية المصنوعة من الطين، التي تستخدم لتبريد الماء والمعروفة بالجرّة، فضلًا عن الأواني الفخارية التي تحفظ الأكل المطبوخ وتمنعه من التعفن".

فيما يقول الباحث الاقتصادي عامر عبدالوهاب، لجريدة محلية، إن البدائل التي اتجهت إليها أغلب الأسر اليمنية عبارة عن مهدّئات فقط، ولا يمكن أن تعالج الأزمات القائمة أو تحد من آثارها السلبية، واصفًا البدائل التي ظهرت حاليًا في مناطق مختلفة بالإسعافات العاجلة، خصوصًا أنها ذات طابع بدائي يقتصر على صناعة لقمة العيش.

ويحذر عبدالوهاب من وقوع أزمة كارثية في اليمن سيذهب ضحاياها مئات الآلاف من الناس، حيث زادت أسعار المواد الغذائية الأساسية بنسبة 100%، وتغيب المشتقات النفطية تماماً في السوق، ويصل سعر 20 لترًا من البنزين إلى 120 دولارًا. كما تعاني السوق من شح في الغاز المنزلي الذي تتراوح أسعاره ما بين 25 و30 دولارًا للأسطوانة الواحدة، فيما يقابل ذلك تراجع في القوة الشرائية للأجور، وخسارة ما يزيد عن 70% من العاملين في القطاع الخاص لأعمالهم.

 أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)
أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)