رغم البداية القوية لإعصار «ميغ» الذي ضرب محافظة أرخبيل سقطرى وخلّف نحو 13 قتيلاً بينهم أطفال وفقدان ثلاثة صيادين، إلا أنه تلاشى وتحول إلى احتمالات بتشكل منخفض جوي وتساقط أمطار على بعض المحافظات الشرقية والجنوبية اليمنية، مبدداً حالة الخوف والقلق التي انتابت سكان محافظة عدن، من ضرب الإعصار بقوة مناطقهم ومدنهم السكنية، وعواقبه المترتبة في الأرواح ومنازل المواطنين ومباني المرافق والمؤسسات العامة والخاصة والبنية التحتية.
ويعد الإعصار «ميغ» الثاني بعد الإعصار الأول «تشابالا»، اللذين ضربا محافظة سقطرى، في غضون أسبوع واحد فقط، فيما لم يؤثر الإعصار «ميغ» على المحافظات الشرقية اليمنية حضرموت والمهرة وشبوة وأجزاء من أبين، التي تأثرت بالإعصار الأول «تشابالا».
وقال وزير الثروة السمكية وعضو غرفة العمليات المركزية في الحكومة اليمنية لمواجهة آثار الإعصار فهد كافين في تصريح خاص ل«الخليج»، إن المعلومات الحالية تؤكد مقتل 13 شخصاً بينهم أطفال وفقدان ثلاثة صيادين.
كما أعلن عضو غرفة العمليات الفرعية بمحافظة أرخبيل سقطرى الشيخ علي سالم عمر في حديثه ل «الخليج»، سقطرى محافظة منكوبة نتيجة الأضرار الكبيرة التي خلفها الإعصار «ميغ» الذي كان أقوى من سابقه «تشابالا»، ولفت إلى أنه ما زالت بعض المناطق والمدن معزولة نتيجة انقطاع الاتصالات والطرقات، وأن الخسائر البشرية والمادية كبيرة في الأرواح والممتلكات العامة والخاصة والثروة الحيوانية والأراضي الزراعية وقوارب الصيادين، وأن حصرها يحتاج لمزيد من الوقت نتيجة صعوبة القيام بأي أعمال حصر في ظل الظروف الحالية الصعبة.
وأفاد بأن الوضع الإنساني والمعيشي صعب للغاية، فالناس تركت منازلها بحثاً عن طوق النجاة، ولجأت إلى المغارات والجروف والمرتفعات للنجاة بحياتها من شدة الإعصار واجتياح المياه من السماء والأرض المنازل وجرف كل ما يقف بطريقها، وأن الناس لم تجد ما تأكله، نتيجة انعدام غاز الطبخ وصعوبة إشعال النار في الحطب بسبب الظروف المناخية التي رافقت الإعصار «ميغ».
وعلى الصعيد ذاته، بدت الأجواء والأوضاع طبيعية في معظم مناطق ومدن محافظة عدن التي كانت حسب توقعات مراكز الأرصاد على موعد مع إعصار «ميغ»، وكانت الجهات الرسمية والمجتمعية بذلت جهودها واتخذت عدداً من الإجراءات الاحترازية مثل القيام بحملة نظافة لمجاري السيول ونقل قوارب الصيادين من شاطئ البحر إلى أماكن آمنة في اليابسة.
إعلان سقطرى منطقة منكوبة
دعا مسؤول محلي في حديبو حاضرة محافظة أرخبيل سقطرى إلى إعلان المحافظة منطقة منكوبة بعد أن تعرضت لإعصارين متتابعين خلال مدة وجيزة أوائل نوفمبر الجاري هما «تشابالا» و«ميغ» ودمرا بنيتها التحتية وكل مفاصل حياتها اليومية.
ووجه مدير عام الهيئة العامة لحماية البيئة في سقطرى أحمد سعيد سليمان في تصريح صحفي ل «عدن الغد»: «هذه الدعوة إلى رئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي ونائبه رئيس الوزراء خالد محفوظ بحاح لإعلان جزيرة سقطرى منطقة منكوبة رسمياً». وأضاف «لقد تقطعت كافة سبل العيش بأهالي جزيرة سقطرى وأصبح الأغلبية منهم دون مأوى ولا مصدر رزق فلا مزارع للرعي ولا بساتين ولا نخيل ولا مضخات مياه ولا قوارب صيد، موضحاً أن 70 في المئة من أهالي سقطرى يشتغلون بالصيد البحري فمنهم من مات وهو يصارع من أجل حماية قاربه مصدر رزقه وترك أطفاله يصارعون الحياة وحدهم والجزء الآخر أصبح عاطلاً لا يجد قوت يومه له ولأسرته».