تحتل محافظة تعز، الواقعة إلى الجنوب من العاصمة صنعاء، ثالث كبرى المدن اليمنية التي تبعد عنها بنحو 256 كيلو مترا، المرتبة الأولى من حيث عدد السكان في الجمهورية اليمنية، ويصل عدد مديرياتها، وفقا لآخر تقسيم إداري، إلى 23 مديرية، وتحتضن المحافظة ميناء المخأ على البحر الأحمر، كما أنها من أهم المحافظات اليمنية لما تمتاز به من موقع وتربة خصبة ومناظر طبيعية.
كما تُعد المدينة الحالمة تعز من أهم المدن اليمنية من حيث التجارة وينتمي إليها أبرز السياسيين ورجال المال والأعمال في اليمن، حيث استخدمت ميليشيات الحوثي عند سيطرتها على المحافظة عددًا من رجال السياسة لتنفيذ مآربهم السياسية، بالإضافة إلى أهميتها الزراعية إلى جانب نشاطها الاقتصادي والثروة الحيوانية وصيد الأسماك وذلك لوجود ميناء المخأ فيها.
وبالنسبة لميناء المخأ، الذي يقع على ساحل البحر الأحمر، فقد اشتهر الميناء القديم في السابق كونه السوق الرئيسية لتصدير البُن بين القرنين الـ15 والـ17. وسميت قهوة الموكا والموكاتشينوا نسبة لاسم هذا المينا، بالإضافة إلى مدينة المخأ التي تتبع محافظة تعز. ويميز محافظة تعز بمناخها المعتدل طوال العام والأغزر أمطارًا في اليمن بعد مدينة إب وكذا وجود جبل صبر، ثاني أعلى الجبال في الجمهورية اليمنية والجزيرة العربية بعد جبل النبي شعيب، حيث يبلغ ارتفاعه 3070 مترا عن سطح البحر، كما يبلغ ارتفاع الجبل عن مدينة تعز إلى قمته في حصن العروس 1500 متر، ويدخل من ضمن المرتفعات الجنوبية.
ويمثل جبل صبر مقصدا سياحيا لكل الزوار من جميع المحافظات اليمنية لما يحتويه من مدرجات في منحدرات الجبل، وتنوع في الزراعة والفواكه التي تزرع في المدرجات، بالإضافة إلى احتوائه على متنزهات حديثه ذات خدمات سياحية راقية كمتنزه الشيخ زايد وغيره من المتنزهات التي تطل على مدينة تعز.
وتكتسب محافظة تعز أهمية ثقافية كونها العاصمة الثقافية لليمن ولعبت دورا مهما عبر تاريخ اليمن في المراحل القديمة الإسلامية والمعاصرة، قد بدأ عندما قام سلطان الدولة الصليحية عبد الله بن محمد الصليحي ببناء قلعة القاهرة في النصف الأول من القرن السادس الهجري، كما أنها تعتبر من المدن اليمنية التي نشأت في الفترة الإسلامية مع زبيد وجبلة، وكانت مركزا حربيا قبل أن ينتقل إليها السكان، وكان حصن تعز هو (قلعة القاهرة) وهي النواة الأولى للمدينة، و«ذي عدينة» الواقعة في جنوبها الغربي و«ثعبات» في شرقها.
*الشرق الأوسط