اتفق عدد من الخبراء الاستراتيجيين على أن النجاح العسكري لقوات التحالف العربي في اليمن أجهض المخطط الإيراني في المنطقة، الذي كان يهدف للسيطرة على اليمن، من خلال دعم طهران لجماعات الحوثيين في اليمن، للقيام بحرب أهلية بالوكالة لإسقاط اليمن، ومن ثم التحرك لباقي دول الخليج، لتكوين ما تسمى الإمبراطورية الإيرانية.
ويشهد ذلك التقدم العربي على الأرض في اليمن، ولجوء الأطراف اليمنية إلى طاولة التفاوض من جديد، على نجاح القوات العربية في تلك المواجهة غير المباشرة مع إيران، وهو الأمر الذي وإن كان قضى على الطموح الإيراني في الانطلاق من اليمن، إلا أنه ربما كان جولة من ضمن جولات أخرى يُدرك العرب أنهم سيخوضونها، من أجل حماية منطقتهم من المخططات الخارجية، وذلك بحسب ما أشار إليه الخبراء.
نجاح
وأكد المدير الأسبق لأكاديمية ناصر العسكرية العليا والرئيس الأسبق لهيئة البحوث العسكرية د. زكريا حسين أن قوات التحالف العربي نجحت في إيقاف مخطط إيران بأن يكون لها موضع قدم داخل الوطن العربي بشكل عام، ومنطقة الخليج العربي بشكل خاص.
وتابع حسين، في تصريحات لـ«البيان» أن القوات العربية وإن كانت نجحت في إفشال مخطط تحويل اليمن إلى موضع قدم لإيران في المنطقة، فإن هذا لا يعني أن المخططات الإيرانية قد توقفت بشكل نهائي، حيث إن إيران لن تتخلى بسهولة عن فكرة الإمبراطورية الفارسية، التي تسعى لإقامتها، وهو الأمر الذي تدركه الدول العربية، وتقف له بالمرصاد، مشيرًا إلى أن المعركة لم تنته بعد بين الجبهتين العربية والإيرانية.
فيما رأى مراقبون أن قوات التحالف العربي وإن كانت اقتربت من تحقيق هدفها العسكري في استرداد المناطق التي سبق واستولى عليها الحوثيون، إلا أنها بالفعل نجحت في تحقيق الهدف السياسي الذي خرجت من أجله القوات العربية إلى اليمن، وهو ردع الحوثيين وإجبارهم على العودة لطاولة المفاوضات، وهو الأمر الذي من المتوقع أن يجرى بحلول منتصف الشهر الجاري، كما أدلى بذلك المبعوث الدولي إسماعيل ولد الشيخ أحمد.
إفشال
من جانبه، قال الخبير العسكري اللواء محمد زكي الألفي، إن خطوات قوات التحالف العربي نجحت في إجبار إيران على التراجع عن مخططها في اليمن، ونجحت في الحفاظ على أمن الوطن العربي بشكل عام، ودول الخليج بشكل خاص، كما أنه يحسب لها أنها استطاعت أن تجبر قوات العصابات الحوثية، وأنصار الرئيس اليمني المخلوع علي عبد الله صالح على قبول البنود، التي عرضتها الأمم المتحدة لتهدئة الأوضاع في اليمن.
وأضاف الألفي أنه من المتوقع أن يتم تحرير العاصمة اليمنية صنعاء قريبًا وهزيمة الجماعات الحوثية، ومن ورائها إيران هزيمة ساحقة، وستكون تلك صفعة قوية على وجه كل المخططات الإيرانية بالنسبة للمنطقة العربية والخليج.
*البيان