الرئيسية > اخبار وتقارير > لوقف التمدد الإيراني.. قاعدة عسكرية سعودية بجيبوتي

لوقف التمدد الإيراني.. قاعدة عسكرية سعودية بجيبوتي

لوقف التمدد الإيراني.. قاعدة عسكرية سعودية بجيبوتي

لم يكن مصادفة أن يتزامن منح السعودية 5 زوارق بحرية سريعة ومتطورة لجيبوتي، مع تكثيف الوجود العسكري السعودي فيها مؤخراً، خاصةً أن هذه الدولة الأفريقية تقع غرب مضيق باب المندب المنفذ الرئيسي للنفط السعودي إلى العالم.

 

التحرك السعودي جاء في وقت سحبت فيه واشنطن حاملة الطائرات الأمريكية "ثيودور روزفلت" الرابضة في الخليج العربي منذ عام 2007، حيث رجح محللون سعي الرياض لملء الفراغ العسكري بوجود قواتها في القرن الأفريقي.

 

وكيل المخابرات المصري السابق، اللواء محمد رشاد، أكد أن التحرك السعودي في منطقة القرن الأفريقي له دلالة على وجود رغبة لدى الرياض لخلق "موقع استراتيجي متقدم، يضيف مميزات قتالية عالية المستوى للقوات السعودية، ويملأ الفراغ العسكري، ويسهم في إيجاد حالة من التكامل الدفاعي عن المملكة من الشرق والغرب، كما يخدم عملياتها وقوات التحالف العربي في اليمن بصورة رئيسة"، وفق ما ذكرته صحيفة الحياة اللندنية.

 

قاعدة عسكرية سعودية بجيبوتي

 

اختيار السعودية للتمركز العسكري في جيبوتي جاء كذلك ليخلق حالة من التوازن الدفاعي والهجومي العربي في منطقة البحر الأحمر، كما يعمل على تعزيز القدرات القتالية السعودية، بحيث يصبح مركزاً مستداماً يمكن استخدامه في الطوارىء.

 

ووسط هذا التحرك السعودي، نسب مغردون تصريحاً إلى سفير جيبوتي بالسعودية يقول فيه إن الرياض حصلت على قاعدة بحرية دائمة في بلاده، مثلما ذكرت ذلك موقع أخبار السعودية على تويتر.

 

وفي حواره مع صحيفة الحياة، وبسؤاله عن صحة التصريح من عدمه، أكد سفير جيبوتي، ضياء الدين بامخرمة، الأمر بقوله: "إن حجم التعاون بين البلدين في المجالات العسكرية والأمنية والسياسية والاقتصادية والثقافية لا حدود له، وما تسألون عنه جزء من كل"، مشيراً إلى أن "الأيام المقبلة ستشهد ظهور تفاصيل أكثر للإجابة بشكل واضح ومحدد على هذا السؤال" وفق ما ذكرته الصحيفة في 24 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

 

وليس هذا فحسب، بل إن التسهيلات العسكرية الجيبوتية ساهمت، كثيراً، في نجاح عمليات السفن والبوارج العسكرية لقوات التحالف العربي في تحرير جزيرة ميون اليمنية من سيطرة الحوثيين، فاستعادوا السيطرة على مضيق باب المندب واستلمته قوات الجيش الوطني اليمني الذي وصل هناك عبر جيبوتي.

 

 العلاقات الإيرانية الجيبوتية

 

أشار خبراء إلى أن الوجود السعودي في القرن الأفريقي سيعمل على تقليص دور إيران، أو على الأقل عدم ترك الساحة لها منفردة؛ فمنذ قيام ثورة الخميني في إيران، وكانت منطقة القرن الأفريقي من المحاور المهمة لدى طهران، فسعت إلى تعزيز مكانتها هناك لتتخذ منها مركز صراع فيما بعد.

 

وخلال القرن الماضي، تمكنت إيران من بسط نفوذها السياسي والاقتصادي وخلق علاقات متميزة مع العديد من دول أفريقيا، بل سعت إلى خلق توزان عسكري، فأقامت قاعدة عسكرية في ميناء عصب وجزيرة دهلك الإريترية.

 

ووُجدت إيران، كذلك، في جيبوتي، منذ أواخر سبعينيات القرن الماضي، عقب استقلال الأخيرة مباشرة، حيث تعمقت العلاقة مع إيران إبان حكم الرئيس الجيبوتي الأسبق، حسن جوليد أبندون، خاصة أن طهران كانت من أوائل الدول الإسلامية التي اعترفت بدولة جيبوتي.

 

عاصفة الحزم وجيبوتي العربية

 

بالرغم من عمق العلاقات الإيرانية مع جيبوتي، إلا أنها لم تتخل عن عروبتها، ولم تنس كونها عضواً بجامعة الدول العربية، فأعلنت وقوفها بجوار العراق إبان الحرب العراقية الإيرانية، كما أعلنت كذلك دعمها لعاصفة الحزم في اليمن بقيادة المملكة العربية السعودية.

 

وبالرغم من ذلك إيران لم تقطع علاقتها بجيبوتي، فقامت بتأسيس جمعية الصداقة البرلمانية الإيرانية الجيبوتية عام 2011، كما كثفت المنظمات الخيرية والثقافية الإيرانية من زياراتها المتكررة، منذ عام 2012 بشكل غير مسبوق إلى جيبوتي، الأمر الذي جعل لها قبولاً لدى المجتمع الجيبوتي.

 

وفي فبراير/شباط 2009، تطورت العلاقة بين البلدين بشكل ملحوظ، خاصة عقب الزيارة التي قام بها الرئيس الإيراني السابق، محمود أحمدي نجاد، حيث وقعت جيبوتي على 5 اتفاقيات تعاون بين البلدين شملت حصول جيبوتي على قروض مالية من إيران، وإلغاء تأشيرة الدخول بين البلدين، وتقديم منح دراسية لطلابها، وخبرات ومعدات طبية وتقنية لمستشفياتها، وإنشاء لجنة مشتركة ومساهمة في عملية التنمية، وبناء مركز للتدريب.

 

وبالرغم من عمق العلاقة بينهما، إلا أن التعاون العسكري بين البلدين ظل طي الكتمان، فلم يرد أي ذكر للتعاون العسكري في مذكرة التعاون المشتركة، غير أن المراقبين أكدوا وجوده، واعتبروه موجود وغير معلن، في وقت كانت الحكومة الجيبوتية تنفيه نفياً قاطعاً.

 

والسؤال الذي يطرح نفسه الآن، هل يتعارض عمق العلاقات الجيبوتية الإيرانية مع دعمها للموقف العربي تجاه طهران؟

 

يمكننا الاقتراب كثيراً من الإجابة عن هذا السؤال، بل يمكننا الجزم بإعلان جيبوتي رسمياً دعمها ووقوفها مع عاصفة الحزم ضد الحوثيين، ممّا كان سبباً في علاقة فاترة بين الطرفين، إلا أنها ليست مقطوعة تماماً، وفقاً لما ذكره مركز مقديشو للبحوث والدراسات.

 

وذكر المركز أن وفداً عسكرياً إيرانياً رفيع المستوى زار جيبوتي عام 2011، ووقع الطرفان اتفاقية تعاون عسكري تقدم بموجبه طهران مساعدات لقوات البحرية الجيبوتية في العديد من المجالات كالتدريب وتطوير المعدات العسكرية.

 

وفي 19 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، عقد العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، جلسة مباحثات مع رئيس جيبوتي، إسماعيل عمر جيله، تم خلالها استعراض العلاقات الثنائية وتعزيزها في مختلف المجالات، الأمر الذي رجح خبراء أنه تحول في علاقة جيبوتي مع إيران لمصلحة السعودية، وأن "الأيام المقبلة ستشهد ظهور تفاصيل أكثر" بحسب ما قال السفير الجيبوتي في السعودية.

 أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)
أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)