الرئيسية > اخبار وتقارير > الحوثيون يحولون حياة سكان صنعاء إلى جحيم لا يطاق (تقرير)

قطاع العقارات والإسكان من أكثر القطاعات تضررا من حروب الحوثي

الحوثيون يحولون حياة سكان صنعاء إلى جحيم لا يطاق (تقرير)

الحوثيون يحولون حياة سكان صنعاء إلى جحيم لا يطاق (تقرير)

ضمن  أزماته العديدة،،  يعاني اليمن، والشعب اليمني، أزمة انحسار النشاط العقاري والاقتصادي – في مدنه الكبرى، وتحديدا، العاصمة صنعاء، التي تعتبر من أكثر المدن، تضررا، من أزمة السكن والعقارات، حيث يشكو ا مستأجري البيوت السكنية والمكاتب العقارية من أزمة خانقة غيرت مجرى حياتهم المعيشية، وعصفت بمشاريعهم المستقبلية منذ أن  وطأت أقدام الحوثيون العاصمة  حسب  آراء سكانها.

 

فمنذ ذلك الحين، أغلقت مكاتب العقارات، وهاجر معظم  ساكنيها، وبدأ الخوف والقلق  يسيطر على كل من تبقى في صنعاء، بعد أن انعدمت المشتقات النفطية  والغاز المنزلي، وأصيبت حركة السير  بما يشبه الشلل، خلال أشهر عديدة، لتأتي سوق سوداء  لتحل بديلا عن محطات الرسمية،  وأغلق الميكانيكي، ورشته  الخاصة  بإصلاح السيارات والمعدات الثقيلة  حتى ضاق بسكان صنعاء الأصليين مالكي العقارات  ومؤجري الشقق والمنازل والورشات،  وبقيت تلك البيوت والفلل خالية السكان،  وشلُّت الحركة الاقتصادية، وبدأت الأصوات ترتفع، والمعاناة تظهر شيئاً فشيئا لدى من تبقى في العاصمة صنعاء.

 

مالكو العقارات أكثر المتضررين

 

معظم مالكي العقارات  يوجهون أصابع الاتهام، وبكل شفافية لجماعة الحوثي، بأنها السبب الأول، في المعاناة الحاصلة، حيث تسببت الجماعة، بعد سيطرتها على البلاد، ومقاليد السلطة، بتزايد الأزمات المعيشية، من انعدام مشتقات النفط، والغلاء المعيشي، فضلا عن انعدام الأمن والاستقرار، وسيطرة أجواء الحرب على العاصمة، ما دفع معظم سكانها إلى الهجرة، إلى الأرياف، والمدن والمحافظات الأخرى.

 

"مندب برس"، ينفرد ينشر تقريرا، تضمّن قصصا واقعية، تحكي المأساة التي حلّت، بسكان صنعاء، منذ عدة أشهر، حيث تمكنا خلال جولة بسيطة، أن نرصد هموم ومعاناة يعيشها الكثير من أبناء اليمن  وصنعاء كمثال  لتلك المعاناة.

 

الشيخ  "ص  ع"، صاحب أكبر  مكاتب عقارية  في صنعاء ومدينة عمران  لبيع الأراضي وتأجير الفلل والبيوت  والورشات للمعدات الثقيلة  كـ"الدركتلات والشيولات"، حيث تحدث لنا عن معاناته والأضرار التي لحقت به، بسبب الحوثيين.

 

 يقول: "مضت ثلاثة عشر سنه على  مكاتبي العقارية  لم أعرف يوما واحدا أن أقف  بدون بيع أرض  أو أيجار "دركتل" أو بيع فلة  واحصل على ملايين الريالات  خمسة مكاتب في صنعاء  احدها في حدة   في عمران أغلقوا مكاتبي  من قبل الحوثيون  والسبب عمالك دواعش كرهت  العمل  وأغلقت مكاتبي  في عمران  لم أجد أسوء  سنة مرت في حياتي كهذه السنة  نصرف من الداخل   ولم يتبقى لدي إلا هذا المكتب الوحيد".

 

وأضاف: " أصحاب الورش للمعدات الثقيلة أفلسوا، ومالكي العقارات والفلل يعرضون عقاراتهم  للبيع، والإيجار، لكن  هناك توقف تام، وشلل في الحركة بالكامل، ومنذ دخول الحوثيين لصنعاء لم أدخل ولو مبلغ بسيط".

 

وقال:" قد يكون هذا ابتلاء علينا لأننا كنا أول مؤيدي رفض الجرعة  ومشاركتي بأولادي في احتفالاتهم وكرنفالاتهم السبب في ما يجري لي،  مؤكدا أن الحوثيون  جعلوا اليمن بعيداً عن العالمـ يمن تسوده أيدولوجيات العنصرية حكما يغيب السلام  وأحل الحرب والدمار والقتل  إلى إشعار آخر 

 

بلد تنقصه الثقافة  والوعي

 

 

لقد كان العام المنصرم، عام ثقيل، بما حمله من مآسي وآلام ومعاناة، فضلا عن التشريد والاقتتال، وفيه ساد الفقر والإحباط، واليأس، لدى غالبية أبناء اليمن، بسبب الصعوبات الاقتصادية التي ألقت بضلالها على حياة الناس، وأولويات حياتهم.

 

  فالمواطن المستأجر، عاجز عن توفير إيجار المنزل الذي يسكن فيه، ومالك البيت، أصبح منزله مهجورا، بسبب مغادرة السكان، إلى خارج العاصمة، وهو ما يعني انقطاع لقمة العيش، عن الغالبية.

 

عبدالله  جبر ، أحد موظفي، واحد من عشرات العاملين في مصنع البطاطس، فقد وظيفته بسبب الأزمة، يقول لـ"مندب برس" : "تغير الوضع وأصبحنا غارقين بالهموم والأحزان،  كنت أتقاضى مبلغ ستون ألف ريال في مصنع البطاطس  ولكن  مع ارتفاع المواد  والأسعار والديزل أفلس المصنع  وتوقفنا عن العمل ذهبت أبيع القات لكن لم أستطيع أن أقاوم ما يجري الآن ، أولادي أربعة  وإيجار  منزل 15000 ألف، وضع متردي، إلى أين نذهب".

 

  عامل آخر يدعى عبد الله يقول: "نعم تزداد المعاناة يوما بعد يوم ما بين  شراء الدقيق والغاز  والحليب وايجار بيت  فعبدالله واحد  من العشرات الذين عصفت بهم جرعة الحوثيون لدخولهم صنعاء وتدميرهم لليمن".

 

الطامة الكبرى لدى المستأجرين

 

تكمن الطامة الكبرى لدى المستأجرين الذين تقطعت بهم السبل، بداية من فقدانهم لوظائفهم، ومصادر أرزاقهم، بسبب الحروب والأحداث التي شهدته اليمن عامة، وصنعاء خاصة منذ دخول الحوثيين.

 

لم يأبه  مؤجرو المنازل، بحالة بعض المستأجرين، بل إنهم لا يعرفون الحالة التي بلغوها، وهمهم الأول والأخير هو وصول الإيجار آخر الشهر، في سلوك بعيد عن أخلاق المسلم.

 

يقول خالد المضواحي، أحد موظفي شركة  الحراسات الأمنية، ممن عصفت بهم رياح الحوثي، والألم يكاد يفطر قلبه: " كنت اعمل  في حراسة منشآت أمنية  استلم راتب 40000 ألف ريال، عشرون ألف إيجار بيت لي ولأولادي  وبقية الراتب مواصلات ومصاريف  دخل الحوثيون صنعاء واستبشرنا بالخير ،  ولكن حدث عكس ما كنا نتمناه، أنا والزملاء البالغ عددهم أربعة عشر".

 

يضيف" "انقلبت الموازين وأنا أعمل في الشركة، ارتفع كل شيء وأصبحت لا يكفيني الراتب للمواصلات ومصاريف  تراكم أيجار المنزل  بسبب  تخفيض الراتب كبداية، واستغناء لبعض الموظفين بقيت أنا وعدد من الموظفين، إستمرينا ثلاثة أشهر، بعدها تفاجئنا بالاعتذار لنا من قبل إدارة الشركة، التي أكدت لنا بأنها مضطرة للاستغناء عننا بسبب إفلاس الشركة، بعد أن جمعنا مدير الشركة وهو يلقي لنا  المعاناة ومجريات الأحداث، ونحن  مستسلمين  حاملين الهموم،  كان همي الأكبر كيف أغادر وإلى أين أتجه  وأنا ما زلت  مديون لصاحب المنزل، لم يصدق ما سأقوله  لكثرة المواعيد له،  واليوم أريد السفر،  فاضطررت  في الأخير  وبعد وساطة شباب الحارة أن  أسلم له اسطوانات الغاز والتنور  والتلفاز وبعض الأدوات الثمينة، وبعض المسوغات الذهبية، التي تعود لزوجتي، وسافرت إلى البلاد".

 

الحوثيون يعتقلون المستأجرين

 

لم يكتفي الحوثيون  بدخولهم صنعاء، وتسببهم في تعطيل الحركة وإفلاس الشركات، بل  مارسوا الابتزازات، واعتقلوا المثقفين ورواد الكلمة وحملة العلم، أم زكريا  التي رفضت الكشف عن اسمها  أسرة المعتقل  ح – ع  وتسكن بالإيجار  تقول " تم اعتقال زوجي مع مجموعه من زملاؤه، ولم يكن موظفا رسمي مع الحكومة  كي أستطيع الحصول على راتبه  لتغطية نفقات احتياجات أطفاله، ياسين وزكريا وابتهال وفطوم".

 

وتضيف أم زكريا: " اعتقل والدهم  في أواخر  شهر شعبان من قبل مليشيات الحوثي والمخلوع صالح، الحمد الله على كل صاحب البيت كان متفاهماً نوعا ما  وإلا لكنت الآن أسوء حالة  مما يحدث، للكثير، لا أدري كيف يعيش زوجي  ولم أتمكن من الوصول  إليه لكني هنا أوجه رسالتي للذين يحملون البندقية وزوجي يحمل القلم، ماذا عمل بكم زوجي هل قاتلكم بالسلاح؟ كي تخفوه؟ عن أولاده  لقد قطعتم رزق أطفالي؟ ماذا  ستقولون لرب العالمين أنتم وصالح، أين المروءة".

 

المتعاطفين هم أكثر ضررا في المعاناة

 

 المتعاطفين مع خطابات السيد الحوثي والمؤيدين لدخول صنعاء هم أكثر ضررا بعد أن هجرت منازلهم وأصبحت خاوية على عروشها  ويملكون عددا من المساحات والأراضي العقارية  حسب أراء بعض سكان صنعاء، الحاج  الذي  رفض الكشف عن اسمه، صاحب  اثنا عشر منزلا  في صنعاء، موزعة على عدد من شوارعها، وغير متعلم  يقول: "أنا أول المرحبين  بالحوثيين  في صنعاء، أنا وأولادي  من أجل البترول والغاز  الذي  طلعة باسندوة  والآن لا غازلا بترول ولا باسندوة".

 

 وأضاف: " يوجد لدي اثنا عشر منزل كنت مؤجر لهم باثنين مليون والآن لا استلم  إلا مبلغ  مائة ألف كان عندي مستأجرين  لمعاهد علمية وأساتذة،  ومن أفضل الناس  وكانوا يحدثوني عن الحوثي ولم اصدق ما يقوله لي والآن اذكر كلامهم ، وأتندم كوني أنا واحد من المسببات التي حدثت لصنعاء وحدث لمنازلي  لم يتبقى لدي إلا منزل لي ومنزل واحد مؤجر  وبقية المستأجرين تركوا صنعاء  والمعاهد أغلقت والحمد الله على كل حال".

 

وتساءل  متى سيعقل الحوثي، ومتى سيشعر بما يحدث للمواطنين الذين تضررت مصالحهم.

 

هكذا هم سكن صنعاء ومالكي العقارات  بعد أن أصبحت بيوتهم خاوية، وبعد أن  استنفذ الحوثي كل طاقاتهم، أصبحوا يشكون لكل من يجلس لمؤانستهم لدقائق، وتحت ضغط الخسائر والإفلاس التي تتلقاها معظم المصانع وتردي الأوضاع  اقتصادياً  اضطروا لإغلاق المصانع والشركات وتغيير نشاط البيع إلى ما لانهاية، لكن هنا السؤال الذي يدور في مخيلة سكان صنعاء، ما هو العمل لمقاومة هذا البلاء الذي قادنا إلى المجهول عبر مليشيات لا تعرف من السياسة إلا البندقية ولا تجيد لغة الحوار.

 

 أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)
أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)