رغم تورطه في جملة من الفضائح التي هزت أركان إمبراطورية كرة القدم العالمية " الفيفا" إلا أن الاتحاد الذي يرأسه مُصر على دعمه حتى الرمق الأخير، إذ أعلنت اللجنة التنفيذية للاتحاد الأوروبي لكرة القدم "يويفا" الأسبوع الماضي عن دعمها لرئيس الاتحاد القاري ميشيل بلاتيني الموقوف من طرف الفيفا.
واعترف رئيس الاتحاد الاوروبي لكرة القدم ميشيل بلاتيني في تصريحات صحفية نهاية الأسبوع الجاري بتلقيه أموالا من رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم جوزيف بلاتر، مبررا ذلك بأن بلاتر عينه مستشارا له، وساعده في عدة أمور، واتفق الاثنان شفويا على أن يتقاضى بلاتيني مبلغ مليون فرنك سويسري في السنة نظير عمله لدى بلاتر.
وعقب تفجر فضيحة الرشاوى وتلقي بعض أعضاء الفيفا أموالا خارج القانون، بادرت لجنة الأخلاق المستقلة بالاتحاد الدولي لكرة القدم، إلى التحقيق مع الأعضاء المشتبه بهم في ذلك، ومن ضمنهم رئيس الاتحاد الدولي جوزيف بلاتير، وميشيل بلاتيني رئيس الاتحاد الاوروبي لكرة القدم وآخرون، حيث صدر بحقهم الإيقاف لمدة 90 يوماـ إضافة إلى المنع من ممارسة أي نشاط يتعلق بكرة القدم.
غير أن ما يثير الجدل هو الدعم الكامل والثقة المطلقة التي حظي بها بلاتيني من طرف الاتحاد الأوروبي الذي يرأسه، إذ أكدت اللجنة التنفيذية لليويفا أنها تدعم الرئيس بلاتيني في ترشيحه لخلافة بلاتير المستقيل من رئاسة الفيفا، وفي هذا الصدد يقول المحلل الرياضي المغربي خالد الإدريسي، إن جماهير كرة القدم العالمية "صدمت حينما اكتشف العالم أن ميشيل بلاتيني اللاعب الشهير، ورئيس الاتحاد الاروبي لكرة القدم متورط في أعمال الفساد التي كان يقوم بها رئيس الفيفا جوزيف بلاتر وبعض مساعديه على مستوى هذه المؤسسة العملاقة".
وأضاف المتحدث في تصريح خاص لـ CNN بالعربية، "أن المفاجأة الكبرى هي أنه رغم ثبوت تورط بلاتيني في قضية فساد لها علاقة بالفيفا فإن أعضاء اليويفا تضامنوا معه، وأعلنوا تأييدهم و مساندتهم له في التحقيقات المفتوحة من أجل الكشف عن أفعال الفساد و المتورطين فيها، و هذا الموقف يبقى غريب من اتحاد يفتخر دوما أنه قمة في الحكامة الشفافية، وأن أعضاءه يتمتعون بقدر كبير من النزاهة و التجرد الذي يمنعهم من إرتكاب أفعال غير مشروعة بقصد الإثراء والتربح غير المشروع".
ويضيف الإدريسي أن هذا الأمر يمكن تفسيره "بأنه توافقا مع مبدأ أن الأصل هو البراءة، وأن الاتحاد الاروبي لا يمكن أن يتخد موقفا حاسما و نهائيا إلا بعد أن تنتهي التحقيقات، وتظهر الإدانة أو البراءة بعد تمتيع الرئيس بلاتيني بجميع ضمانات المحاكمة العادلة، وهذا الاتجاه هو الذي نراه صحيحا لأن أعضاء الويفا لايمكنهم أن يسكتوا أو يؤيدوا أفعال فساد يقوم بها أيا كان حتى لو كان رئيسهم".
و"من الأكيد أن نتائج التحقيقات النهائية ستكون مؤثرة ليس فقط على منصب بلاتيني كرئيس للاتحاد الاروبي لكرة القدم، و لكن أيضا على مستقبله المهني و ستقضي بشكل كلي على طموحه في إعتلاء كرسي رئاسة الاتحاد الدولي لكرة القدم"، يقول الإدريسي.
ولا زال بلاتيني يمني النفس بخلافة رئيسه بلاتير المتهم بالفساد من طرف متتبعي كرة القدم العالمية، غير أن إعلان الاتحاد الانجليزي تعليق دعمه لبلاتيني سيجعله أمام مستقبل غير واضح، خاصة بعد تقديم عدة شخصيات ملف ترشيحها لرئاسة الفيفا، ومن ضمنهم الأمبير الأدرني علي بن الحسين، ومن المقرر أن تجري انتخابات اختيار الرئيس الجديد للفيفا في 26 شباط/فبراير المقبل.