مع موافقة الحكومة اليمنية على جولة جديدة من المشاورات مع المتمردين الحوثيين والرئيس المخلوع في جنيف نهاية الشهر الجاري، يستمر التحضير لتحرير صنعاء بالقوة في حال فشلت المحادثات في التوصل إلى نتيجة يقوم بموجبها الانقلابيون بالانسحاب من العاصمة وتسليم الأسلحة التي نهبتها من مخازن الجيش.
وتأمل السلطات الشرعية أن لاتكون الجولة الجديدة من المباحثات تكرارا لما حصل في جنيف الأولى، وأن تؤدي إلى البدء بتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216 وإنهاء الانقلاب، وعودة الشرعية والانسحاب من كافة المدن بما فيها العاصمة، لأن ذلك سيجنب المدينة وسكانها الذين يعانون من ممارسات الانقلابيين الكثير من الدمار والضحايا.
خيارات
هذه الأمنيات لا تعني انتهاء الخيارات العسكرية خصوصا وأن التجارب السابقة مع المتمردين تشير إلى أنهم غير جادين، ولا يلتزمون بأي اتفاقيات، ولهذا تستمر التحضيرات لمعركة تحرير صنعاء بوتيرة عالية، بحسب ما قاله مصدر في الجيش الوطني.
ووفق مسؤولين كبار في الحكومة الشرعية تحدثت إليهم «البيان» فإن قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية وقوات التحالف العربي تعمل بشكل متواصل على تجنب المواجهات في صنعاء حفاظاً على أرواح المدنيين، ولهذا تركز عملياتها على استهداف مواقع قوات الرئيس المخلوع وتجمعات الحوثيين في محيط المدينة، كما تستهدف مخازن الأسلحة باعتبار أن ذلك خطوة مهمة لتدمير القدرات القتالية للمتمردين حول العاصمة ومن ثم تضييق الخناق عليهم مع تعزيز الاحتجاجات الشعبية داخل المدينة لإجبارهم على الاستسلام دون الحاجة للدخول في حرب شوارع.
خطة
وترتكز خطة تحرير العاصمة، إلى جانب الضربات الجوية لمواقع قوة المتمردين، على كسب ولاء مناطق الحزام القبلي المحيطة بالعاصمة من جهتي الشرق والشمال الشرقي باعتبار هذه القبائل الأكثر نقمة على تحالف الحوثيين والرئيس السابق ولأن الطريق من مأرب إلى صنعاء عبر هذه المناطق هو الأقرب من بقية الطرق الأخرى.
ومع استمرار الاتصالات التي تجريها قيادة الجيش الوطني والسلطة الشرعية مع زعماء القبائل في مناطق خولان ونهم يضيق الخناق على المتمردين. حيث أعلنت قبائل خولان أنها ستقف في وجه من يعترض طريق قوات الجيش عند عبورها من مأرب إلى مشارف العاصمة في حين تستمر الجهود المماثلة مع قبائل الطوق الشمالي في نهم.
ولأن صالح كدس كميات كبيرة من الأسلحة في المرتفعات الجبلية المحيطة بصنعاء، ويتمتع بنفوذ ملحوظ في المناطق القبلية القريبة من صنعاء مسقط رأسه، وفي المدخل الغربي لصنعاء فإن انتزاع ميناء الحديدة من قبضة المليشيات سيجردها من أهم مصدر للأموال وينهي سيطرتها على المنفذ الرئيسي للمناطق الجبلية، في حين تعمل قوات التحالف على تحرير محافظة تعز من قبضة المتمردين والتقدم نحو محافظة ذمار جنوب صنعاء مرورا بمحافظة إب.
قطع خطوط
ويؤكد المسؤولون العسكريون أن تحرير محافظة الجوف المجاورة لمحافظتي ريف صنعاء وعمران سيجعل قوات الجيش الوطني والمقاومة في أقرب مسافة إلى صنعاء، كما أن من شأن هذا أن يجعل المنافذ الشمالية للعاصمة تحت سيطرة السلطة الشرعية، وسيجعل هذا التقدم تحركات المتمردين بين العاصمة ومركز قيادتهم في محافظة صعدة في مرمى نيران قوات الجيش الوطني والتحالف العربي.
وحرصا على تجنيب العاصمة صنعاء حرب الشوارع، تعمد السلطات الشرعية إلى اتخاذ التدابير التي تؤلم المتمردين وتجعلهم يذعنون لمطالب المجتمع الدولي بالانسحاب منها بدون قتال، ولهذا تتجه قوات الجيش الوطني والمسنودة بقوات التحالف نحو السيطرة على كامل الشريط الساحلي من ميناء المخا في محافظة تعز وحتى ميناء ميدي في محافظة حجة قرب الحدود مع المملكة العربية السعودية.
حصار واستسلام
ويرى المسؤولون أن السيطرة على مأرب وهي منطقة إنتاج النفط والغاز والكهرباء، والشريط الساحلي المنفذ الرئيسي لتجارة اليمن مع العالم، واكتمال كسب ولاء مناطق الحزام القبلي، والدفع باتجاه تحرير تعز والتقدم في إب إلى ذمار، سيعزل صنعاء عن بقية مناطق البلاد ويجعلها تحت سيطرة القوات الشرعية من كافة الاتجاهات ومعها سيجبر المتمردون على الاستسلام.
إعداد
لأن الحوثيين وصالح يتراجعون نحو الجبال بعد الضربات التي تلقوها في المحافظات الجنوبية وفي مأرب والآن في تعز، ويراهنون على حرب عصابات لإلحاق أكبر قدر من الخسائر في صفوف قوات الجيش الوطني والتحالف، فإن قيادة الجيش اليمني جهزت أكثر من سبعة آلاف جندي من أبناء مناطق الطريق القبلي حيث تم تدريب هؤلاء وتسليحهم تمهيداً لتوليهم وبمساعدة من المقاومة وأبناء القبائل مهمة إسقاط المناطق المحيطة بالعاصمة وصولاً إلى مشارفها، على اعتبار أن هؤلاء أكثر دراية بتضاريس مناطقهم، كما أن تحركهم سيكون في نطاق اجتماعي مساند.