احتشد الآلاف من الجنوبيين بساحة العروض احتفاء بالذكرى الـ52 لثورة الرابع عشر من أكتوبر المجيدة التي طردت الاستعمار البريطاني بـ14أكتوبر1967م
وتوافد الآلاف من المحافظات الجنوبية السبع (المهرة وحضرموت وشبوة وأبين والضالع ولحج وعدن) قبل يومٍ واحد من إقامة الفعلية ؛ وسط إجراءات أمنية مشددة يقوم بها رجال المقاومة.
وتعد فعلية اليوم هي الأولى بعد هزيمة جماعة الحوثي وخروجها نهائياً من عدن على يد المقاومة بإسناد جوي وبري للتحالف العربي بمنتصف يونيو/تموز الماضي.
ويحتفل الجنوبيون بذكرى عيد أكتوبر المجيد بعد ثمان مليونيات نفذها الحراك الجنوبي السلمي بساحة العروض احتفاء بالعيد المجيد ومطالبة بالاستقلال الجنوب عن الشمال والمناداة باسترداد دولة اليمن الديمقراطية الشعبية حسب المتظاهرون.
وفور وصول جموع الوافدين من المحافظات الاخرى إلى ساحة العروض بدأت حنجرة الفنان العدني عبر مكبرات الصوت "المسجلة" "محمد محسن عطروش" تجلجل بسماء عدن والألاف يرددون الأغنية الخالدة خلفه "برع يا استعمار".
ونصب المتظاهرون صورة ضخمة للملك سلمان ورئيس دولة الإمارات بالواجهة الأمامية لساحة العروض عرفاناً لدور المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة وما قدمه التحالف العربي بمشاركتهم بحرب الحوثيين وطردهم من المحافظات الجنوبية.
وحددت اللجنة التنظيمية عصر اليوم موعداً لإقامة المليونية ؛ فيما حضر أعضاء الصليب الأحمر الإماراتي ساحة العروض للمشاركة بالفعلية والتي تحتفي بذكرى أكتوبر وطرد مليشيات الحوثي وصالح.
وينقسم برنامج المليونية إلى صباحي ومسائي ؛ حيث ويقام في الفترة الصباحية عروض عسكرية لوحدات تابعة للمقاومة الجنوبية وحفل كرنفالي يستمر حتى الظهيرة ليتبعه القسم الثاني من برنامج الفعلية بعد عصر يومنا هذا الأربعاء بفعلية المساء بتقديم
وتعد ساحة العروض مكاناً لاعتصام نشطاء الحراك الجنوبي منذ 14 اكتوبر العام الماضي ولكنهم سرعان ما خرجوا منها بفعل اجتياح جماعة الحوثي لعدن بـ25مارس/أذار الماضي ؛ ليحرقوا مئات المخيمات الممتدة من أمام إدارة أمن خور مكسر حتى جولة معسكر بدر بداية شهر أبريل/نيسان الماضي.
هذا وأصدر القيادي بالحراك الجنوبي السلمي رئيس مؤتمر شعب الجنوب أمس الثلاثاء بياناً بمناسبة الاحتفال بعيد 14 أكتوبر والذي جاء فيه "نهنئ شعبنا الجنوبي بهذه المناسبة والتي تأتي بُعيد انتصار شعبنا الجنوبي وطردها للمليشيات الحوثي وصالح من الجنوب".
وحيا بدوره شعب الجنوب الذي قدم التضحيات ووهب أغلى ما يملك من أجل تخليص الجنوب من محنته التي حلت به ؛ مذكراً بأن هذه الذكرى هي جزء لا يتجزأ من تاريخ الجنوب المشرق".
أما القيادي البارز بحزب رابطة ابناء الجنوب "رأى" عبدالرحمن الجفري ببيانه الذي وزع على وسائل الإعلام أمس الثلاثاء ومما جاء فيه:"أهنأ شعب الجنوب العربي بهذه الذكرى المجيدة مشيداً في الوقت نفسه بالانتصار الذي حققته المقاومة الجنوبية مسنودة بالتحالف العربي وطرد العدوان الحوثي العفاشي".
مؤكداً " أن هذا الاحتفال الذي جاء تتويجاً لنضال شعب الجنوب العربي ولتحقيق استقلاله الأول ووحدة الجنوب أرضاً وإنساناً".
أما البرلماني الجنوبي ورئيس حزب الإصلاح بعدن إنصاف علي مايو هو الأخر فقد اصدر بياناً ووزعه على وسائل الإعلام صباح اليوم مفاده " نهنئ أبناء المحافظات الجنوبية بمناسبة حلول ثورة 14 أكتوبر المجيدة والتي تأتي هذه المناسبة في ظل احتفال المحافظات الجنوبية بالانتصارات التي حققتها المقاومة الجنوبية مسنودة بقوات التحالف العربي".
داعيا الى حماية الانتصار بالتلاحم واشاعة المحبة والسلام وإعادة الاعتبار لمدينة عدن ؛ مُحّياًّ
المحتفلين في ساحة العروض من المكونات الجنوبية وخاطبهم بالقول "نحن مع خيارات شعبنا في الجنوب ولن نحيد عنها شاكراً دول التحالف العربي وعلى رأسه المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة".
هذا وتعد ساحة العروض الواقعة جوار الحي الدبلوماسي بمديرية خور مكسر وسط مدينة عدن مكان لإقامة الحراك الجنوبي فعالياته الثورية والمنادي باستعادة الدولة والانفصال عن الشمال بعد وحدة اندماجية استمرت 25عام.
وتخلل الوحدة الاندماجية بين الجمهورية العربية اليمنية وجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية حرب مستعرة بعد أربع سنوات من إعلان الوحدة بــ22مايو/أيار عام 1990 والتي راح ضحيتاها الألاف من البشر بحرب يوليو/حزيران صيف عام 1994م.
وانطلق الحراك الجنوبي السلمي المنادي بحقوق المتقاعدين العسكريين بمطلع 2007م لكن الحكومة لم تقم بواجبها بمعالجة وضع المسرحين قسراً وإزالة اثار حرب صيف 1994م ؛ بل وزجت بالكثيرين منهم بالمعتقلات وخاصة القيادات منهم "كحسن باعوم" و"ناصر النوبة" مما زاد من رقعة الاحتجاجات ليصل المطلب إلى فك الارتباط عن الشمال.
وتأتي إحياء فعلية 14 اكتوبر تخليداً لذكرى العيد الـ52 المجيد للثورة التي طردت الاستعمار البريطاني بــ1967م منطلقة شرارتها الأولى من جبال ردفان ليد المستعمر نفسه غير مرغوب به بالجنوب بعد خمس سنوات من الكفاح المسلح.
