أثارت الزيارة التي قام بها محمد علي الحوثي، رئيس ما تسمى باللجنة الثورية العلياء، اليوم لدار الحديث السلفي في مدينة معبر بمحافظة ذمار، أثارت جدلاً واسعاً، في الوسطين السياسي والديني بالمحافظة، حول طبيعة هذه الزيارة والهدف منها وتوقيتها .
وجاءت هذه الزيارة بعد مرور أكثر من عام من توقيع الشيخ السلفي محمد عبدالله الإمام وثيقة صلح مع الحوثيين تحث على التعايش فيما بينهم، ونسيان ما بينهم من قطيعة، إثر مشاركة سلفيي معبر في قتال الحوثيين في دماج خلال العام المنصرم 2014م .
وكشفت وثيقة صادرة عن الشيخ السلفي، محمد عبدالله الإمام الريمي المسؤول عن الدار السلفي عن طبيعة هذه الزيارة التي قام بها رئيس اللجنة الثورية العلياء للحوثيين محمد علي الحوثي للدار وأهدافها وتوقيتها.
وأوضحت الوثيقة في هذا السياق بأن الشيخ الإمام وطلاب الدار ناقشوا مع محمد علي الحوثي مجمل الأوضاع التي تمر بها البلاد في الوقت الراهن وموقفهم من هذه التطورات، مجددين التأكيد بأنهم على موقفهم السابقة الداعية للحفاظ على البلاد والرافضة لكل محاولات إثارة الصراع والفتن، وأنهم في سبيل ذلك يقدمون النصح للجميع -تديننا لا تزلفا حسب تعبير الوثيقة.
أما عن توقيت هذه الزيارة ،فأوضح الشيخ الإمام في وثيقته ، بأنها جاءت على هامش زيارات تفقدية ، يجريها القيادي الحوثي لبعض مديريات محافظة ذمار وابتدأها بزيارة دار الحديث في مدينة معبر .
ويعتقد مراقبون بأن الموقف الأخير المعلن ،لسلفيي معبر بقيادة الشيخ محمد الإمام ، بالإضافة إلى وثيقة التعايش الموقعة مع الحوثيين سابقاً، يعتبران تحولاً استراتيجياً وجوهرياً في توجه الحركة السلفية من الحركة الحوثية وانقلابها ومن المملكة العربية السعودية وتدخلها في اليمن.
وأرجع مراقبون، السبب في ذلك إلى أن دار الحديث في مدينة معبر يعد اليوم، وأحد أهم المراكز السلفية التي لا تزال تمارس نشاطها التعليمي على مستوى في البلاد، إثر قيام جماعة الحوثي بتفجير دار الحديث في منطقة دماج وإحراق مكتبته ونسف مسجده.
بالإضافة إلى أن الشيخ السلفي محمد الإمام يعتبر من أبرز مرجعيات الحركة السلفية الموجودة حالياً في البلاد ، بعد أن قامت جماعة الحوثي بتهجير الشيخ مقبل الوادعي من منطقة دماج ومعه العشرات من الطلاب الوافدين للدراسة عنده وعدد من أهالي المنطقة بعد معارك عنيفة خاضوها معهم لأكثر من 8 أشهر.
ويرى المراقبون بأن هذا التحول في موقف الشيخ محمد الإمام من الحوثيين ، والسعودية ،سيكون له أثره السلبي على الحركة السلفية في اليمن عموماً ، وعليه وعلى المراكز التعليمية التابعة له بشكل خاص .
خصوصا وان جميع هذه المراكز السلفية التي تأوي المئات من الطلاب الأجانب من جنسيات مختلفة تعتمد في دعمها المالي بشكل كامل على السعودية ابتداء من بنائها مروراً بنفقات تشغيلها وصولاً إلى تغذيتها واحتياجاتها اللازمة لاستمرار نشاطها التعليمي .