الرئيسية > منوعات > أبرز أحداث العام 2014 في اليمن والوطن العربي والعالم

أبرز أحداث العام 2014 في اليمن والوطن العربي والعالم

أبرز أحداث العام 2014 في اليمن والوطن العربي والعالم

شهد العام 2014 الكثير من التطورات السياسية والأمنية والأحداث المحورية التي تتعلق بالصراعات والانتخابات في الوطن العربي والعالم.

ومنذ ثلاث سنوات والوطن العربي يشهد حروبا وصراعات مزقت جسد الأمة وزادت آلام جرحها الغائر، حتى أن الآمال اليوم باتت مقتصرة على "تضميد الجراح" بعد أن استبعد البعض قيام "وحدة" تجمع العرب وتوحد صفوفهم.

وقد أدت دوامات النزاعات في الوطن العربي إلى خطف الأبصار عما ترتكبه إسرائيل من جرائم بحق فلسطين والفلسطينيين الذين يترقبون بقلق , مشروع إنهاء الاحتلال وقيام "الدولة الحلم " الذي ينتظر دعما دوليا خارقا لتنفيذه بعد أن إعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة قبل أيام قرارا بأغلبية ساحقة يؤكد حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وذلك قبيل تصويت مرتقب في مجلس الأمن .

ففي اليمن حدثت أحداث كبيرة كانت أولها طرد الحوثيين للسلفين من دماج في صعدة في مطلع العام 2014 ومن بعدها سيطرة الحوثيين على محافظة عمران شمال صنعاء وإستقالة حكومة الوفاق التي بقيت لسنتين دون أن تحدث تحولا ملموسا في حياة المواطن وفي سبتمبر الماضي أجتاحت جماعة الحوثي العاصمة صنعاء وأستولت على مؤسسات الدولة المدنية والعسكرية وبعض المؤسسات والملكيات الخاصة بالمواطنيين تلاها إختيار رئيس الوزراء خالد بحاح ومن ثم تشكيل حكومة الكفائات.

وأجرى معهد كارنيجي للسلام استطلاعًا لرأي الخبراء حول أهم أحداث عام 2014، وأي هذه الأحداث أكثر محورية وتأثيرًا في رسم السياسة خلال عام كامل، شمل الاستطلاع عدة أسئلة تتعلق بالصراعات والانتخابات، وأكثر الشخصيات تأثيرًا، وأهم الكتب التي صدرت وبؤر التوتر الحالية والمرشحة، حيث جاءت نتائج الاستطلاع لا تخلو من العديد من الأجوبة المفاجئة والمثيرة.

وقد تعلق السؤال بأهم الأزمات التي تفجرت خلال العام الحالي والمرشحة للاستمرار لفترة أطول خلال العام القادم، وجاءت الأزمة في سوريا والعراق وظهور تنظيم داعش على رأس هذه الأزمات بنسبة بلغت 47 في المائة تلتها الأزمة الأوكرانية وتداعياتها على العلاقات بين روسيا والغرب بنسبة 27 في المائة بينما حصل كل من وباء الإيبولا والأزمة في قطاع غزة على نسبة بلغت 4 في المائة.

وتعد منطقة الشرق الأوسط بؤرة كبيرة من الأزمات التي تفاوتت أهميتها بالنسبة للباحثين، جاء في صدارتها تنظيم داعش الذي حصل على نسبة بلغت 63 في المائة، تلته الحرب في سوريا بنسبة 29 في المائة، بينما جاء النزاع القائم في مصر بين الدولة والجماعة المسلحة على رأس الأولوية عند 6 في المائة فقط من الباحثين.

وقد أنتجت هذه التطورات حروبا لا تزال مستمرة في العراق وسوريا وليبيا،فيما شهدت دول الخليج التي تحظى باستقرار نسبي نزاعا وخلافات جرى العمل على إنهائها بعد أن كانت قد اصطفت كل من البحرين والإمارات العربية المتحدة والسعودية ضد قطر واستمرت الأزمة طوال العام , لتنتهي مع نهاية العام الجاري 2014 وسط ترقب الجميع أن يأتي عام العام المقبل 2015 بالأفضل .

أما في قطاع غزة الذي شهد حرب الخمسين يوماً والتي قامت فيها إسرائيل بشن الهجوم على القطاع وتدمير المنازل وقتل وتشريد الآلاف، بدأ النزاع فعلياً يوم 8 يوليو 2014 على إثر موجة عنف قامت جراء خطف القوات الإسرائيلية للطفل الفلسطيني محمد أو خضير وتعذيبه وحرقه على أيدي مجموعة مستوطنين، تبعها دهس إسرائيلي لعاملين فلسطينيين .

واستمر النزاع حتى تم موقف إطلاق النار رسمياً في أواخر أغسطس .. وراح ضحيته ما يقارب الـ 3 آلاف فلسطيني ..فضلاً عن أكثر من 10 آلاف جريح، ويعتبر هذا النزاع من أكثر الإشتباكات دموية هذا العام ..

ومؤخراً ، اتهمت منظمة العفو الدولية إسرائيل بارتكاب جرائم حرب لتدميرها مايقرب من 120 ألف منزل، وإسقاط آلاف الجرحى ، وهو ما رفضته –بالطبع- الحكومة الإسرائيلية !!.

إلا أن الحدث الأكبر الذي شهده العام الجاري ولا تزال تداعياته واضحة هو اجتياح تنظيم "داعش" شمال العراق وسيطرته على ثاني كبرى المدن العراقية – الموصل – وتمدده إلى مناطق أكبر في كل من العراق وسوريا , الأمر الذي يمثل أكبر امتحان للعالم العربي .

وقد أدت سياسات الجماعات المتشددة, إلى تدخلات غربية – إيرانية بقيادة الولايات المتحدة لوقف زحف الجماعات المسلحة التي يبدو أنها تجاوزت الخطوط الحمر المرسومة حيث أجبر "داعش" الرئيس باراك أوباما على التخلي عن تردده وإنهاء إستراتيجية " النأي بالنفس" خاصة فيما يتعلق بسوريا والعراق , وأعاد طائراته الحربية للمنطقة وأرسل أكثر من 3 الاف جندي أمريكي إلى العراق.


أما دوليا فكان أبرز الأحداث هو الأزمة الأوكرانية وتداعياتها على العلاقات بين موسكو والغرب بعد ضم روسيا لشبه جزيرة القرم والتصويت الشعبي على الانضمام في أوائل شهر مارس، ولاحقا فرض الاتحاد الأوروبي، والولايات المتحدة وكندا، المجموعة الأولى من العقوبات – تجميد الأصول وحظر السفر على بعض المسؤولين في روسيا والقرم.


وأمر وزراء خارجية حلف الناتو بإنهاء التعاون المدني والعسكري مع روسيا، محذرين من احتمال غزو القوات الروسية الجزء الشرقي من أوكرانيا سريعاً. وإذا تصاعدت الأزمة، فمن المرجح أن يكون لها تداعيات محتملة على بلدان الشرق الأوسط وشمال افريقيا، بشكل مباشر من خلال التجارة وغير مباشر من خلال أسعار السلع الأولية.


أما مصر فقد شهدت أحداثا سياسية في العام 2014 وأهمها الاستفتاء على الدستورفى شهر يناير ، وفوز المشير عبد الفتاح السيسي بالرئاسة يوم الثلاثاء 3 بنسبة 96.94%، وتدشين قناة السويس الجديدة في اغسطس الماضى، وعودة مصر إلى حضن إفريقيا فى يوليو و براءة الرئيس محمد حسني مبارك من قتل المتظاهرين في نوفمبر الماضي .

أما عن مصادر القلق التي دشنتها الأحداث خلال عام 2014 ، فيبدو في المشهد العربي المضطرب أهم مصادر القلق التي دشنتها الأحداث خلال عام 2014 , موجات اللجوء التي لم تتوقف, خاصة مع استمرار الحرب في سوريا.

وبرز للسعودية خلال أحداث العام 2014 دور قوي ، فكانت دول الخليج قد اتخذت مواقفا لمقاطعة قطر تمثلت في قرار سحب السعودية والبحرين والإمارات سفراءها من قطر.

وجاء في بيان مشترك للدول الثلاث في مارس الماضي، أن القرار اتخذ بعد فشل جميع الجهود في إقناع قطر بضرورة الالتزام بالمبادئ التي تكفل عدم التدخل في الشؤون الداخلية لأي من دول المجلس بشكل مباشر أو غير مباشر.


ومن ثم جاءت قمة مجلس التعاون الخليجي بالدوحة بعد اتفاق مصالحة سمح بعودة سفراء السعودية والإمارات والبحرين إلى الدوحة، وكانت القمة مهدئة للأجواء، ففي الوقت الذي دعا فيه أمير قطر الشيخ تميم بن حمد إلى نبذ الخلافات الداخلية والتعاون لمواجهة الإرهاب والتطرف، دعا أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح إلى التعاون الاقتصادي في مواجهة تداعيات انخفاض أسعار النفط.


كما انتهى العام بإحداث المصالحة المصرية القطرية برعاية سعودية، وما تبعها من قرار بإغلاق قناة الجزيرة مباشر مصر والتي سبقها القرار القطري باستبعاد عدد من قيادات جماعة الإخوان المسلمين عن أراضيها وهو ما يعتبر تخلي وتنازل قطري صريح عن دعم الجماعة التي كانت أكبر مسانديها إن لم تكن الوحيدة في المنطقة.

أما الحدث الأبرز في السعودية فكان .. إعلانها ان جماعة الإخوان المسلمين وجبهة النصرة وتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام وحزب الله منظمات إرهابية، بالإضافة إلى إعطاءها مهلة أقصاها 15 يوم لعودة السعوديين المشاركين في هذه التنظيمات ..


أما بخصوص قضية العرب والمسلمين الأولى , فقد شهدت تطورات بالغة الخطورة خلال العام2014 , إلا أن تلك التطورات تركت أيضا الباب مفتوحا أمام العام القادم 2015 ليضع حدا للقضايا غير المكتملة , خاصة بعدما ذهب الفلسطينيون بعيدا , وأكملوا خطواتهم التي أثارت حفيظة المحتل الإسرائيلي , وتقدموا بعد مداولات عربية اتسمت بالتوتر, مشروعا فلسطينيا لإنهاء الاحتلال وقيام الدولة الفلسطينية, بعد أن خضع المشروع إلى عدة تعديلات مهمة لينسجم مع المشروع الفرنسي .


ورغم أن المشروع الفلسطيني الذي يحي الآمال في التوصل إلى مجموعة قواعد تنهي حالة السلام المعدوم بين الفلسطينيين ومحتليهم , خاصة بعد أن تم التأكيد على الحاجة الملحة لتحقيق حل سلمي عادل ودائم وشامل, في موعد لا يتجاوز 12 شهرا بعد اتخاذ هذا القرار, فإن العام 2015 يمكنه أن يكمل الحراك الفلسطيني ليصل إلى محطة نهاية الاحتلال الإسرائيلي القائم منذ عام 1967 ويحقق رؤية دولتين مستقلتين وديمقراطيتين ومزدهرتين, دولة إسرائيلية, ودولة فلسطينية ذات سيادة ومتواصلة جغرافيا وقابلة للحياة تعيشان جنبا إلى جنب في سلام وأمن ضمن حدود معترف بها بشكل متبادل ودوليا .

أما بشأن الاستحقاقات الانتخابية حول العالم فقد شهد هذا العام عدة استحقاقات انتخابية حول العالم تباينت أهميتها وفقًا لنظر الخبراء، أدنى هذه الاستحقاقات أهمية كانت الانتخابات في كل من مصر والعراق وإندونيسيا بنسبة لم تتعد 2 في المائة لكل منها، ربما لافتقادها إلى الجدية أو المنافسة أو أنها لم تحمل جديدًا يذكر، أما أعلاها أهمية (33 في المائة) فكانت الانتخابات الهندية ربما بسبب المفاجأة المدوية بفوز حزب الشعب الهندي وحلفائه بالأغلبية المطلقة لمقاعد البرلمان على حساب حزب المؤتمر الذي يحكم البلاد منذ أكثر من 3 عقود.

والعالم العربي الذي أجبرت أحداث عام 2014 حكوماته, على قبول وضع تراجع فيه الدور الأمريكي في المنطقة , بالتوازي مع استمرار التأثير الإيراني خاصة في لبنان والعراق وسوريا , فقد تراجعت فيه الأمال في أن تشهد أي بقعة من العالم العربي حالة من السلم والهدوء , خاصة مع إستمرار حالة التراجع السياسي , بسبب محاولات الغرب المضي قدما نحو إلغاء الحدود بين الدول الوطنية التي رسمتها الدول المنتصرة على أنقاض الإمبراطورية العثمانية المنهزمة في الحرب العالمية الأولى .

الانتخابات البرلمانية العراقية 2014: هي أول انتخابات برلمانية منذ الانسحاب الأمريكي من العراق عام 2011 ، وثالث انتخابات منذ الغزو الأمريكي للعراق عام 2003 . ويتنافس أكثر من 277 حزباً وتيارًا عراقيا على 328 مقعداً في البرلمان العراقي.

وقد جرت الانتخابات في 30 إبريل 2014 وفي 18 محافظة عراقية بما فيها الأنبار التي تشهد موجات متصاعدة من القتال بين قوات الحكومة العراقية وثوار عشائر الأنبار. وقد استثنيت محافظة الفلوجة ومدينة الكرمة من إجراء الانتخابات فيها وقد أُعلنت النتيجة النهائية للانتخابات في 19 مايو 2014.

أما إنتخابات سوريا فقد جرت مع استمرار الحرب في البلاد عام 2014 في ظل تأييد روسي إيراني ورفض غربي خليجي وانتهت بإعلان فوز بشار الأسد بالانتخابات .

وفي ليبيا جرت انتخابات أيضا في ظل الحرب ، فرغم كل المعوقات، خاض الليبيون التجربة الانتخابية بكل تفاصيلها، ومعطياتها، وسط آمال بان تفضي العملية عن مرحلة جديدة من شأنها ان تطوي صفحة الخلافات المتعددة والمتشابكة التي ما زالت تؤثر على المشهد بصورته الكاملة.

وفي الجزائر.. كان فوز عبدالعزيز بوتفليقة بعهدة رئاسية رابعة في الانتخابات الرئاسية الجزائرية هو الحدث الأهم لهذا العام وفي ليبيا .. كانت محاكمة اثنين من أبناء الرئيس الراحل معمر القذافي، ورؤوس النظام السابق .. بداية انتقال البلاد إلى ديمقراطية حقيقية ..

وفي تونس جرى ممارسة الديمقراطية ،فكانت الانتخابات الرئاسية هى الحدث الأهم ،حيث تعتبر أول انتخابات رئاسية بعد إقرار دستور تونس 2014 الجديد من قبل المجلس الوطني التأسيسي، في أول انتخابات نزيهة وديمقراطية بعد انتفاضة 2011 .. وفوز "الباجي قايد السبسي" زعيم حزب نداء تونس بالسباق الرئاسي على الرئيس المنتهية ولايتة "المنصف المرزوقي".

كما تساوت كل من انتخابات الكونجرس والانتخابات التونسية في الأهمية حيث حصلت كل منهما على 15% من نسب التصويت، بينما حصلت الانتخابات الأوكرانية على 10% ، والانتخابات التركية على نسبة 8%، وحصلت انتخابات البرلمان الأوروبي التي حملت صعودًا واضحًا لليمين المتطرف على نسبة 4%.

وإذا كان العام الجاري 2014 أشد الأعوام صخبا واضطرابا وعنفا وتوترا , فإن الأمل مازال معقودا على الآتي من الأيام , وتبقى السيناريوهات مفتوحة على كل الاحتمالات , لكنها تأتي هذه المرة مغلفة بمزيد من الترقب الحذر لإكتمال النهايات المفتوحة التي دشن العام الماضي بداياتها المحترقة .

أما في الشأن الاقتصادي على مستوى العالم فقد كان العام 2014 عامرًا بالأحداث الاقتصادية،وعلى رأسها التراجع الكبير والمستمر في أسعار النفط العالمية، إضافة الى التداعيات التي رافقت التطورات الأوكرانية وخفض العقوبات المفروضة على إيران.

كما شهد هذ العام جملة من التحولات الاقتصادية، من تخفيف العقوبات الاقتصادية على إيران، إلى فرضها على روسيا بسبب ضمها لشبه جزيرة القرم بإلاضافة إلى التباطؤ الذي يحصل في اقتصادات دول الاتحاد الأوروبي وسياسة التقشف الذي يفرضها الاتحاد.

المصدر سبأ + مندب برس

 أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)
أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)