هافينغتون بوست/ عبداللاه سميح - عدن
لا يزال مدرب كرة القدم اليمني محمد حسن البعداني مستعداً للانخراط مجدداً في قتال آخر، في سبيل "القضاء على المليشيات الحوثية إلى الأبد" على حد وصفه، رغم فقدانه بعضاً من أحشائه كالطحال، وجزءاً من الأمعاء جراء إصابته في معارك شهدتها محافظة عدن، حيث كان يقاتل في صف المقاومة الشعبية الأشهر الفائتة.
يقول البعداني (51 عاماً)، وهو مدرب محلي متميز في لعبة كرة القدم، إن انضمامه إلى جبهات القتال "نابع من حبه لوطنه، وإن الرياضيين كانوا سبّاقين للالتحاق بإخوانهم للدفاع عن كرامة بلدهم".
ولا توجد إحصائية دقيقة بعدد القتلى والجرحى الرياضيين، سواء كانوا لاعبين أو مدربين أو إداريين، غير أن إحصائيات غير رسمية تشير إلى مقتل 9 رياضيين، خلا الـ 5 أشهر الماضية، كان آخرهم لاعب نادي تضامن شبوة، علي الطحين.
وحينما توغّل الحوثيون وقوات الرئيس السابق علي صالح في مدينة عدن، أواخر مارس/ آذار المنصرم، كان مدرب كرة القدم السابق لناديي "شباب المنصورة" و"فحمان"، يبحث عن قطعة سلاح يستطيع من خلالها الانضمام إلى صفوف المقاومة.
البعداني قال إنه اضطر للانضمام إلى المتجولين في الشوارع لحثّ الناس على القتال ورفع معنويات المدنيين، قبل أن يشتري سلاحه بمبلغ من المال أرسله له أحد أصدقائه المقيمين في الخارج.
ويضيف محمد البعداني، في حديثه لـ "هافينغتون بوست عربي"، "حين توفرت لي قطعة سلاح إضافية، منحتها لولدي يونس (23 عاماً) لينخرط في المعارك، وبعد إصابتي أعطيت ولدي الآخر مصعب (20 عاماً) سلاحي الذي كنت أحمله لينضم هو الآخر لصفوف القتال".
مدرب كرة القدم ولاعب المنتخب الوطني في جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية السابقة، ومنتخب اليمن الموحد منذ 1985-1990م، أصبح الآن غير قادر على ممارسة حياته بشكل طبيعي، ولا ممارسة أي نشاط رياضي سوى متابعة المباريات.
لاعب كرة السلة محمد
لاعب نادي "التلال" لكرة السلة محمد سباعي بدوره، يُسهم في عمليات تأمين مرافق ومؤسسات الدولة في عدن، والتي تعيش وضعاً أمنياً هشاً.
وقال سباعي إنه يتحرّق شوقاً للعودة إلى ممارسة لعبته المفضلة، رغم الدمار الذي أصاب الصالات الرياضية ومبنى النادي القريب من قصر الرئاسة في مدينة كريتر.
بنية تحتية مدمرة
الحرب في اليمن سببت شللاً تاماً للأنشطة الرياضية في البلاد، وحوّل الحوثيون ملاعبها إلى معتقلات لخصومهم كما حدث في محافظة عمران، وأخرى إلى مخازن أسلحة ومقرات لمسلحيهم، كما حدث في صنعاء وإب وذمار.
وتسبب ذلك في جعل المنشآت الرياضية في مرمى طيران التحالف العربي، الذي أحدثت غاراته أضراراً بالغة في معظم ملاعب اليمن الدولية، أبرزها معلب الثورة بصنعاء، وملعب 22 مايو بعدن، وملعب 22 مايو في إب، وملعب الوحدة بأبين.
وكان المتحدث باسم قوات التحالف، أحمد عسيري، أعلن في إبريل/ نيسان الماضي، أن الحوثيين يستخدمون الملاعب كمخازن للذخيرة، عبر أنفاق تؤدي إليها، وأن دول التحالف "ليس من أهدافها استهداف البنى التحتية، ولكن الضرورة العسكرية تحتم ذلك".
الرياضة تعود إلى نقطة الصفر
الصحافي الرياضي فرحان المنتصر، قال لـ"هافينغتون بوست عربي"، إن الأضرار التي لحقت بالرياضة اليمنية كثيرة جداً، "يمكنني الجزم أن الرياضة اليمنية انتهت، وعادت إلى نقطة الصفر. كذلك توقف النشاط الرياضي وصاحبته مشاكل نفسية واقتصادية وإنسانية لكل المرتبطين بالرياضة".
اتحاد "الفيفا" حظر كرة القدم في اليمن
ويفرض الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" والاتحاد الآسيوي حظراً على الملاعب اليمنية منذ العام 2011 لأسباب متعلقة بالسلامة والأمن، لتصبح الصعوبات مضاعفة لكرة القدم اليمنية التي تلعب منتخباتها مبارياتها الرسمية والودية في دول مجاورة، بعد أن تسببت الحرب بانهيار البنى التحتية للرياضة.