الرئيسية > اخبار وتقارير > الضالع ... عقدة الجغرافيا ... والحصار الشطري "تقرير"

الضالع ... عقدة الجغرافيا ... والحصار الشطري "تقرير"

الضالع ... عقدة الجغرافيا ... والحصار الشطري "تقرير"

كانت الضالع إحدى مديريات محافظة لحج ، حتى تم إعلانها محافظة عام 1998م، بعد دمج خمس مديريات جنوبية "الضالع ، جحاف ، الأزارق ، الحصين ، الشعيب"، مع أربع مديريات شمالية "قعطبة ، دمت ،جبن ، الحشاء"، حيث اندمج الناس مع بعضهم طوال السنوات التي تلت تأسيس المحافظة ، وتعايش أبناء الضالع مع بعضهم ، ولكن ظل شعور لدى أبناء المديريات الخمس الجنوبية بأن هناك استحواذ من قبل أبناء المحافظات الشمالية على المناصب القيادية داخل السلطة المحلية والوظائف العامة.

 

 وظل هذا الشعور يراود الكثير،  لكنه لم يؤثر على العلاقة بين أبناء الضالع حتى انطلق "الحراك الجنوبي" عام 2007م، وبدأ معه خطاب التحريض والكراهية ضد كل ما هو شمالي.

 

علاقة نظام صالح بما يحدث من فرز مناطقي

 

طوال السنوات الماضية كان نظام صالح يسند المناصب القيادية في المحافظة، لشخصيات قادمة من المحافظات الشمالية ، متجاهلاً عدداً من الكوادر الضالعية ، وهو ما ولد شعور لدى أبناء المديريات الخمس من الضالع أن السلطة لا تثق بهم، ولا يمكن أن ينالوا حقوقهم في ظل الوضع القائم ، حيث تعاقب على قيادة محافظة الضالع منذُ تأسيسها وحتى عام 2015م ستة محافظين منهم أربعة شماليين واثنين جنوبيين هم:

1- احمد الحبيشي من  الضالع.

2- صالح قاسم الجنيد من مديرية الحشاء "شمالي"

3- عبدالواحد الربيعي من محافظة صنعاء

4- عبدالواحد البخيتي من محافظة ذمار.

5- محمد احمد العنسي من محافظة ذمار.

6- علي قاسم طالب من مديرية الضالع "جنوبي".

 

الحدود الشطرية ورقة الحوثي الرابحة

 

عندما فشل الحوثي في إخضاع مدينة الضالع لسلطته عاد ليتذكر الحدود التشطيرية ، ورسم خطته على أساس "الضالع الشمالية" منها سيكون المنطلق لعملياته العسكرية و"الضالع الجنوبية" ستكون ساحة معركة ، وهدف لآلته العسكرية.

 

انطلق الحوثي في حربه على هذا الأساس ، وفرض حصاراً اقتصادياً على المديريات الخمس ، وهو ما ولد شعور لدى أبناء هذه المديريات أن هناك تواطؤ من قبل مديريات الضالع الشمالية التي يستخدمها الحوثي كمنطلق لعملياته العسكرية وصمتهم على الحصار الاقتصادي المفروض على مدينة الضالع طوال أيام الحرب، حيث كانت المليشيات تمنع منظمات الإغاثة وتجار الجملة من إدخال بضائعهم إلى مدينة الضالع ، لكن الطريق كانت مفتوحة للأفراد ويستطيع أهالي الضالع الدخول إلى مدينة قعطبة لشراء حاجياتهم باستثناء بعض الاختطافات التي كانت تحدث بين الفينة الأخرى.

 

كان لأهالي مريس موقفاً مشرفاً من الحصار الإقتصادي المفروض، حيث أرغموا المليشيات على السماح لشاحنات الغذاء بالدخول إلى مدينة الضالع عبر طريق (دمت - مريس - الشعيب - الضالع) وتكفلوا بتكاليف النقل ، وقدموا عدد من القوافل الغذائية والمبالغ المالية التي كانت تقدم لقادة المقاومة ولجان الإغاثة في الضالع.

 

حدود التشطير وحصار الحراك

 

بعد  تحرير الضالع تحركت مجاميع تابعة للحراك الجنوبي واستحدثت نقاط، مسلحة في مناطق سناح ، وفرضت حصارا اقتصادياً على مديريات "قعطبة ، الحشاء ، دمت ، جبن" ومنعت مواطني هذه المديريات من الدخول إلى مدينة الضالع في الوقت الذي يُسمح لأبناء المديريات الجنوبية بالدخول إلى تلك المديريات والتسوق في أسواقها دون أن يتعرضوا لأذى.

 

في نقاط الحراك المنتشرة في سناح ، يتعرض أبناء المناطق الشمالية للاستفزاز والمنع من الدخول إلى أي من مناطق سناح ، وتقوم نقاط الحراك بمصادرة أي شاحنة قادمة من عدن تحمل مواد غذائية أو مشتقات نفطية لأهالي المديريات الشمالية ، ففي تاريخ 17/9/2015م قامت نقطة تابعة للقيادي في الحراك "خالد مسعد" باحتجاز قاطرة محملة بالمشتقات النفطية كانت في طريقها إلى مديرية دمت ، قادمة من عدن ، ورفض إعادتها والسماح لها بالمرور باعتبارها تابعة للمقاومة الشعبية في دمت والرضمة ، وهو ما استدعى تدخل عدد من رموز التيار السلفي في مدينة الضالع لإقناع خالد مسعد بالسماح للقاطرة بالمرور على اعتبار أنها تابعة للمقاومة ، إلا أن خالد مسعد رفض طلبهم وأصر على احتجازها، مؤكداً لهم انه لن يسمح بدخول أي شيء إلى هذه المديريات وعدم اعترافه بأي مقاومة في تلك المناطق.

 

الوضع الإقتصادي للمديريات الشمالية

 

تعيش مديريات الضالع الشمالية وضعاً اقتصاديًا صعباً وحصاراً من الجانبين، حيث تمنع نقاط الحراك دخول أي شيء إلى هذه المديريات ، ومن الجهة الأخرى مليشيات الحوثي تمنع أهالي هذه المديريات من الدخول إلى محافظتي إب ، والبيضاء ، وتقوم باعتقال كل من يدخل إلى هذه المحافظتين ، حيث بلغ عدد المعتقلين في سجون الحوثي من أبناء المديريات الشمالية حتى تاريخ 20/9/2015، أكثر من 35 معتقلا.

 

تباينات فصائل الحراك من الحصار

 

تباينت مواقف عدد من القيادات الحراكية بالضالع بخصوص الحصار المفروض على مديريات الضالع الشمالية ، فمنهم من أيد هذا الحصار كـ "خالد مسعد" و "عبدالعزيز الهدف" وتحفظ عليه آخرين كـ "شلال علي شايع" و "صلاح الشنفرة" و "عيدروس الزبيدي"حيث عبر عدد من الرموز الإعلامية المقربة من هذه القيادات رفضها للحصار ومطالبته بإمداد هذه المديريات بالغذاء والمشتقات النفطية والسماح بدخول المشتقات النفطية كرد جميل لبعض المناطق التي وقفت إلى جانب أبناء الضالع أثناء الحرب والحصار الذي فرضته المليشيات الحوثية على مدينة الضالع.

 

الإعلامي المقرب من شلال علي شايع "خالد السنمي" كتب قبل أيام منشورا على صفحته الشخصية وأرفقه بصور للدعم الذي قدمته مريس لأبناء الضالع والتي قام بتوثيقها أيام الحرب ، مطالباً المقاومة بالتعامل مع منطقة مريس بشكل مختلف عن باقي المناطق الشمالية ، رداً للجميل حيث وقفت إلى جانب أبناء الضالع أثناء الحرب وقدمت  الدعم المالي والغذائي.

 

القيادي في الحراك "وليد الخطيب" هو الآخر ناشد قيادات المقاومة بإمدادهم بالغذاء والدواء والمشتقات النفطية.

 

وأضاف "الخطيب" في منشور على صفحته بالفيس بوك (نريد أن نقف إلى جانبهم رداً للجميل ووقوفا معهم ، ولا يعني السماح للقواطر النفطية بالعبور هو تنازل عن مشروعنا التحرري أو خيانة لدماء الشهداء ، بل هو عمل إنساني

محض).

 

وأضاف "الخطيب"( الحوثيين ومليشيات صالح كانت مفروضة عليهم كما فرضت على بعض المناطق فينا ولا يعني أنهم متواطئين مع الحوثي كمواطنين).

 

موقف المحافظ من الحصار

 

أكد محافظ الضالع فضل الجعدي أكثر من مرة انه يعمل على تزويد هذه المديريات بالمشتقات النفطية وتلبية احتياجاتها من الغذاء والدواء ، إلا أن ذلك يظل للاستهلاك الإعلامي والوعود المجردة من أي إمكانيات لتنفيذها ، حيث أصبح محافظ الضالع مجرداً من أي قوة فمعظم القوات الموجودة في الضالع لا تأتمر بأمره ولا تلتزم بقراراته.

 أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)
أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)
شريط الأخبار